للكاتب: راهب العلم
ساطع البرهان في فضح الأديان
دراسة نقدية لنصوص الأديان المقدسة
نقد المسيحية
الأناجيل الأربع وأعمال الرسل والعهد الجديد
الباحث راهب العلم
!تحذير(+18)
مادة غير صالحة للأطفال وللكبار فقط (+18) في الأربع مواضيع التاليات فقط:
(1) المسألة السابعة عشرة: إخوة المسيح،وهل تزوَّجَتْ السيدة "العذراء" من خطيبها يوسف النجَّار ص131
(2) المسألة الثالثة والعشرون:
عذرية العذراء خرافة وأكذوبة بعد توضيح أخلاقنا اللادينية وأن قولي هذا أنا والملحدين وفقا لقيمنا الأخلاقية الاجتماعية ليس فيه إساءة لمريم أم يسوع ،وأن ابنها جاء من ممارسة جنسية إنسانية ككل الناس 157
(3) المسألة الحادية والعشرون: أوجه التشابه بينَ المسيحية والديانة الوثنية الجريكية الرومانية 139
[مسألة الزواج والحرية الجنسية فقط في هذا الموضوع]
(4) المسألة الرابعة عشرة: تحريم المسيحية للطلاق 124[لوجود بعض المسائل والتفاصيل الجنسية]
وباقي الكتاب صالح لكل الأعمار.
حقوق النشر باللغة العربية لكل المواقع ودور النشر الإلحادية بشرط ذكر المصدر واسم المؤلف المستعار
نرجو كتابة وطباعة ونشر البحث بصيغة العربية التقليدية(Traditional Arabic) .
حقوق الترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية محفوظة للمؤلف فقط
All rights of the english and french version are reserved
Criticism of The New testament by Raheb al3elm
No rights on this book,you can Publish It on the internet,but free , We encourage translate It to all languages of humanity.,you can publish it as book and sell it with profits. Refere to the authore and the source.
إن هذه النسخة من الكتاب معدة لتكون بصيغةword فقط، ومحاولة تحويلها إلى صيغة صفحة إنترنت من شأنه التسبب في عشرات الأغلاط والمشاكل الطباعية الخطيرة وضياع بعض الفقرات ،وخصوصاً الهوامش .
الفهرس
مقدمة البحث
معنى كلمة الإنجيل في المسيحية مختلف عن المفهوم الإسلامي المغلوط
الباب الأول: تناقضات الأناجيل الأربع وأعمال الرسل والعهد الجديد كله عموماً النصوصية
والباب الثاني: مسائل متفرِّقة في المسيحية،وهو مجموعة مباحث شيِّقة للجميع ومثيرة للتساؤل
#المسألة الأولى: نصوص يورِدها الموحِّدون من الفرق القديمة المندثرة كالأبيونية والبوليانية والآريوسية والحالية مثل شهود يهوه، ومعهم المسلمون،والملحدون،اعتراضاً على تأليه يسوع ،أو إثباتاً لتناقض العقيدة والنصوص المسيحية
#المسألة الثانية: تسامح يصل إلى درجة الذل والمهانة والاستكانة للظلم والخضوع والإذعان وضياع الكرامة
#المسألة الثالثة: أقوال تدعو للتأمل والاستغراب والاستنكار
#المسألة الرابعة: مِنْ سِفر رؤيا يوحنّا مع مراعاة أنه رؤيا أو منام
#المسألة الخامسة: نصوص يهودية في إبطال الحلول(حلول روح الله أو الروح القدس في جسمٍ بشريّ)
#المسألة السادسة: هل لا أنبياء ولا رسل بعدَ المسيح
#المسألة السابعة: و إنْ بشَّرَكم ملاك
#المسألة الثامنة: إلغاء أحكام الناموس(أي التوراة،الشريعة)
#المسألة التاسعة: تناقض الكتاب المقدَّس في حكم شرب الخمر
#المسألة العاشرة: المسيحية والعبودية
# المسألة الحادية عشرة: اختلاف مذاهب المسيحية حولَ أسفار العهد القديم المُعْتَرَف بها
#المسألة الثانية عشرة: عنصرية بولس ضدَّ النسل الإسماعيليّ
#المسألة الثالثة عشرة: بولس يمدح سفَّاكي دماء الأطفال الرُضَّع
#المسألة الرابعة عشرة: تحريم المسيحية للطلاق
#المسألة الخامسة عشرة: بولس يعترف أنه يتلوَّن بكل عقائد الشعوب المختلفة،ليستدرجهم إلى دخول المسيحية،ويدعو المُبَشِّرينَ إلى نفسِ الفِعل
#المسألة السادسة عشرة: الكنيستان الأمان الكُبْرَيان في العالم تتبعان التقاليد الكنسية،وتخالفان تعاليم الكتابَ المقدّس وتعاليم بولس الرسول الذي يعتقدون به مرسلاً من الربِّ المسيح
#المسألة السابعة عشرة: إخوة المسيح،وهل تزوَّجَتْ السيدة "العذراء" من خطيبها يوسف النجَّار
#المسألة الثامنة عشرة: الغربيون وارتكاسة لعبادة الأصنام
#المسألة التاسعة عشرة: الاختلاف على العقيدة اللاهوتية
#المسألة العشرون: إنكار البروتستنت لشعيرة القربان المُقدَّس
#المسألة الحادية والعشرون: أوجه التشابه بينَ المسيحية والديانة الوثنية الجريكية الرومانية
#المسألة الثانية والعشرون : فكرة الأقانيم مأخوذة من الديانة المصرية القديمة (الفرعونية)
#المسألة الثالثة والعشرون: عذرية العذراء خرافة وأكذوبة بعد توضيح أخلاقنا اللادينية وأن قولي هذا أنا والملحدين وفقا لقيمنا الأخلاقية الاجتماعية ليس فيه إساءة لمريم أم يسوع ،وأن ابنها جاء من ممارسة جنسية إنسانية ككل الناس
#المسألة الرابعة والعشرون : عقيدة وفكرة (الكلمة) (The Logos) مسروقة ومأخوذة من الفلاسفة اليونانيين الذين كانوا قبل المسيحية ويسوع وكتبة الأناجيل ورسائل الرسل
وهناك باب ثالث لم أقُمْ به بعد عن دحض البشارات المزعومة عن تبشير كتاب العهد اليهوديّ بيسوع.
مراجع البحث
مقدمة
العهد الجديد،ويُسمَّى كذلكَ الإنجيل،أو البشارة _إن ترجمنا كلمة أنجيليوس اليونانية إلى العربية بمعنى البشارة بالمسيح الإله المُخَلِّص للبشرية من ذنوبهم عن طريق تحمل ذنوبهم وعقابهنَّ بأن عرَّضَ نفسَه وهو في الجسد البشري الذي تجسَّد فيه للصلب، جسد يسوع الناصريّ من مدينة الناصرة بفلسطين ،والذي يعتبره المسيحيون على أنه هو المسيح (المِسَيَا) المُبَشَّر به في العهد القديم لليهود،يُعتبر العهدُ الجديدُ الكتابَ المقدَّسَ لدى المسيحيين في كل أنحاء العالم،على اختلاف مذاهبهم،ولا خلافَ لديهم على نصوصه وكلماته وحروفه وعدد أسفاره وآياته،على عكس اختلافهم في العهد القديم،ويشكِّل العهد القديم أو الكتاب اليهودي مع العهد الجديد،ما يُسمِّيه المسيحيون الكتابَ المُقدَّس.
يتكوَّن العهد الجديد من الأسفار أو الكتب التالية:
إنجيل متَّىَ،إنجيل مرقس،إنجيل لوقا،إنجيل يوحنا،أعمال الرُسُل،رسائل بولس الرسول وهي أربع عشرة رسالةً لمناطق مختلفة من العالم الذي بدأت تنتشر فيه المسيحية وبمعنى أدقّ لكنائس تلك البلدان والتي كانت سرية بسبب اضطهاد الرومان واليونان الوثنيين المتعصِّبين واليهود المتعصِّبين في منطقة اليهودية بفلسطين ،ورسائل بولس الرسول _ويُسمَّى بولس الطرسوسيّ نِسبةً إلى طرسوس وكان أبوه يهودياً رومانياً_ هي :الرسالة إلى أهل رومية،الرسالتان الأولى والثانية إلى أهل كورنثوس، الرسالة إلى أهل غلاطية(جلاطية) ،الرسالة إلى أهل أفسس ،الرسالة إلى أهل فيلبي،الرسالة إلى أهل كولسي،الرسالتان الأولى والثانية إلى أهل تسالونيكي ،الرسالتان الأولى والثانية إلى تيموثاوس ،الرسالة إلى تيتس،الرسالة إلى فيلمون ،الرسالة إلى العبرانيين ،ثم رسائل تلاميذ المسيح الرسل وهي: رسالة يعقوب ،ورسالتي بطرس الرسول الأولى والثانية ،ورسائل يوحنا الرسول الثلاث،ورسالة يهوذا وهو من تلاميذ المسيح وهو غير يهوذا الإسخريوطيّ،وآخر الأسفار رؤيا منامية ليوحنا عن أحداث آخر الزمان وتفاصيل يوم الحساب وقيامة الأجساد ووصف الجنة والجحيم وهو سفر يتسم بغموض معناه وأنه في معظمه لا يترتَّب عليه أحكام شرعية أو واجبات دينية أو تحركات سياسية ،ويُسمَّى سفر رؤيا يوحنا اللاهوتيّ.
العقيدة المسيحية لا يستطيع فعلاً فهمها أكمل الفهم من كان لم يولد مسيحياً (مسلم سابق مثلي مثلاً) إلا إن درس العهد القديم لسنة أو أكثر على أقل تقدير،ثم درس العهد الجديد لشهور ليس أقل من شهرين،ثم يحتاج لاستماع رجل دين مسيحي كثيراً جداً على قنواتهم الفضائية ليفهم ما هي تلك العقيدة المعقدة ومضمونها وما تعنيه بالضبط،وإلا لن ينجح من يقرأ العهد الجديد في فهم معظم الكلام والمقصود به،مثلاً لن يفهم لماذا حسب القصة يفعل المسيح ما يفعله،ولماذا صُلِبَ وبأي هدف حسب القصة،وما معنى الإشارات عن نصوص وبشارات مزعومة ومدعَّاة لنصوص سبقت في كتاب العهد القديم اليهودي، يزعم كتبة العهد الجديد أنها إشارات للمسيح الذي بشَّرَ به الكتاب العبريّ،وأن المسيح هو هذا الشخص الأسطوريّ المنتظَر [والذي يوازي دور المهديّ المنتظَر لدى المسلمين] في المفهوم اليهودي الذي يتناقض تماماً مع المفهوم المسيحي حيثُ بشَّرت نصوص كتاب اليهود بشخص وقائد يهودي عسكري وحاكم يحكم بالشريعة اليهودية وتنتشر في عهده اليهودية في كل الأرض،ويتوسَّعون في كل أراضي الشعوب العربية،ثم لن يفهم القارئ أي شيء عن معاني ومقاصد ومضامين كلام بولس وبطرس وغيرهما في رسائلهم. وهذا أمرٌ حتميّ لعدم سهولة فهم واستيعاب تلك العقيدة إلا للدارس بعناية وتمهل ووقت طويل. وإلا سيكون كمن يفتح رواية ويقرأ الجزء الأوسط فيها ويقرؤه بعناية ويترك البداية والنهاية،ويقول مشتكياً غاضباًَ :لم أفهم شيئاً. عندها أقول له: ما فهمتَ ولن تفهمَ أبداً مهما حاولتَ!
كالعادة_أقصد مثلَ العهدِ القديم _ تقسيم العهد الجديد كالتالي:
كل سِفر يتكوَّن أو ينقسم إلى إصحاحات،
وكل إصحاح ينقسم إلى آيات أو تسمَّى أعداد.
ويقال مثلاً سفر كذا:إصحاح رقم كذا:عدد رقم كذا
مثلاً إنجيل يوحنا:الإصحاح4:الآية أو العدد 4
تكتبها هكذا:
يوحنا4: 4
أو تُكتَب اختصاراً كذلكَ يو4:4
معنى كلمة الإنجيل في المسيحية مختلف عن المفهوم الإسلاميّ المغلوط
بقيَ أن نقول توضيحاً للأناجيل الأربعة وماهيتها لدى المسيحيينَ، هم _على خلاف ما يحسَب المسلمون_ لا يعتقدون بكتاب أُنزِلَ بحروفه وكلامه من السماء من عند الله على المسيح،إطلاقاً،بل يعتقدون أن تلاميذ المسيح الذينَ شاهدوه وعاصروه وسمعوا لكلامه،ووضُحَ لهم الهدف من تعاليم المسيح،والأخلاق التي دعا لها،والديانة التي كان يدعو لها لتكون بديلاً لليهودية وتعصبها وعقوباتها الدموية وعنصريتها وصعوباتها الكثيرة من تحريمات الأطعمة والطقوس الكثيرة والمعقدة بلا داعٍ في ظل عصر أكثر حداثة،ما جعلها لا تنتشر أبداً في أي يومٍ من الأيام على أي نطاق واسع ولو نسبياً،ودائماً كان عدد أتباعها محدوداً جداً وتعتبر ديانة بالوراثة العائلية والقومية في معظم الأحوال وتواريخ الأيام ،ثم حادثة صلبه التي شاهدوها حين أصرَّ اليهودُ على قتله كمرتدٍّ عن شريعة اليهود وعقيدتهم بما دعا إليه من نقض وإلغاء للتشريعات اليهودية الغاشمة والبدائية والهمجية،وادعائه أكثر من مرة بشكلٍ غامض أنه الرب متجسِّداً،وتنبئِهِ كما تزعم الأناجيل أن الهيكل سيُهدَم ولا يترك منه حجر على حجر وهو ما حدث في عهد تيتوس الرومي بعد سنين من موت المسيح كما تزعم القصة. وادّعَوْا حسبَ عقيدتهم أنه ما صُلِبَ إلا عن إرادتِه كإله عظيم كمن يتحمَّل عقوبةً متطوِّعاً بدلَ شخصٍ آخر،فهكذا هو عرَّض نفسه في شكلٍ بشري للآلام البشِعة حتى مات الجسد البشريّ من التعذيب البشع،ثم صعد إلى السماء في شكل الرب،أما الجسد الإنساني ليسوع فقد قام من التراب وصعد إلى أبيه الرب،مع أن يسوع هو نفسه الرب! وهكذا فكل من آمنَ به مُخلِّصاً للبشر من ذنوبهم إلهاً تجسَّد وصُلِبَ عن قصدٍ على الصليب الخشبيّ في منطقة الجلجثة بأورشليم على يد الرومان بسبب تحريض وثورة اليهود ومطالبتهم للحاكم بقتله،حتى لو ارتكب هذا المؤمن الخطايا والآثام التي نهى عنها المسيح لكنه حاول قدر استطاعته الالتزام بروح المسيحية وتعاليم وأخلاق روح القدس وما يتماشى مع قبول المسيح من أخلاق والتزامات وتعاليم ،فعفا عنه الربُّ وأدخله جنتَه في نعيم الروح الأبديّ بفضل نعمة الخلاص،أو التبرير،أي تحمل الرب السابق لذنوبهم بنفسه حين قام بالتكفير عنها بعذابه ودمه على الصليب،فالرب قد قام بشكل سابق ومقدّماً بتحمل كل تلك الذنوب وتلقيّ العقوبة عنها بنفسِه، وهكذا صالحَ الربُّ نفسَه بنفسِه،وجعل من يقوم بتحمل عقاب تلك الخطايا هو نفسه، وبذلك صالح نفسَه بنفسه،وألغى الناموس أي شريعة التوراة التي كانت عداوة ومهلكة للبشر،حيث أنهم إن لم يلتزموا بها دخلوا جهنم،أو كما يقول بولس الرسول: أبطلَ بجسده عداوةَ الناموس،جاعلاً الاثنيْنِ واحداً،أي جمع روح الله في جسد الإنسان يسوع.
كتبوا عقيدتهم وأساطيرهم عن المسيح ومعجزاته تلك ،وكل من التلاميذ كان قد سمع تعاليم يسوع الناصريّ ووعاها ،وما فيها من حِكم وأمثال وتعاليم أخلاقية سامية وتغييرات وثورة على اليهودية،والمعجزات الخيالية التي يزعمون أنهم شاهدوه وهو يفعلها وهي كثيرة جداً ومذكورة في الأناجيل كإطعام الجمع الكثير بطعام قليل وإحياء الموتى وشفاء المرضى كالملبوسين بالجنّ والمفلوجين أي الشلل النصفي والمشلولين والمحتضرين والنازفين نزيفاً لا ينقطع والصُمّ والخُرس والعميان.....إلخ وغيرها من عشرات المعجزات المنسوبة المزعومة له،كل واحد كتبَ كتاباًً ليُبَشِّر الناسَ وكلَّ البشرية في كلِّ أصقاع المسكونة أي الأرض بهذا الخبر والحقيقة السارّة عن الربّ الذي فداهم من خطاياهم بآلامه وعذاباته البشرية على الصليب ،وأنه يعرف ما يشعرون به كلَّه لأنه جرَّبَ الشعورَ البشريَّ في هذا التجسّد ،وعن عظمة هذا الرب حسب هذه القصة والعقيدة الذي جعل نفسَه وهو الجبّار يجرِّب شعور من هو عباده وأدنى منه رغمَ عدم اضطراره لهذا ، وإنما فعله من أجل محبته للبشر أبنائه اللذينَ خلقهم.
وهكذا أربع أشخاص كتبوا بأساليب مختلفة وبألفاظ مختلفة،ما بين من كتب بأسلوب يفتقر إلى التنظيم والأسلوب الأدبيّ المحترِف لكنه جيد مقبول،ومن كتبً باحترافية أديب بارع في اللغة اليونانية،ومن كتبَ باختصارٍ ولم يُطِل،ومن جعل إنجيلَه أطول وأكثر تفصيلاً وتعاليمَ وحكايا،إلا أنه عموماً الكل يحتوون على نفس القصص والجوهر والتعاليم نفسها ونفس بنيان القصة والحبكة والأحداث والهدف النهائي أو خاتمة القصة ونفس روح الديانة ومعانيها العقائدية ومفاهيمها الروحية عن الصلب الفداء والخلاص. رغم ما بينهم من تناقضات كثيرة كما سنرى.
إذن كتبَ ثلاثةٌ من تلاميذِ المسيحِ أنفسهم وهم متَّى العشَّار سابقاً أي جامع الضرائب للدولة الرومانية من اليهود،ومرقس تلميذ المسيح،ويوحنا أصغر وأحبّ تلاميذ المسيح،والرابع هو لوقا من الذين لم يروا المسيحَ ولكنْ عاصرَ تلاميذَه ورسلَ المسيحية ومنهم بولس أكبر الدعاة والرسل، كتب إنجيل لوقا بعد إذ بحث وجمعَ الأخبار ممن سمعوها إنجيلاً،وكتب كذلك سفر أعمال الرسل وكيف قاموا بالدعوة بعد المسيح وسير حياتهم وما تعرّضوا له من سجن أو قتل أو اضطهاد. لوقا هو طبيب أنطاكيّ أصلاً مُتَحدِّث طلق باليونانية ومُتَمَكِّن جداً من دراسة الكتاب اليهوديّ ونصوصه ببراعة وتلميذ لبولس .
كل واحد من الأربعة أرادَ تبليغَ البشارةِ أو الخبرِ السارِّ(أنجيليوس) أو الإنجيلِ ،فكتبَه، ودعا له وأخبرَ وبشَّر به ،فسُمِيَ كلُّ كِتاب من الأربعة باسم بشارة فلان أو باليونانية إنجيل فلان.
وهكذا فليس المقصود في المسيحية بالبشارة أو الإنجيل ،كتاباً معيَّناً أُنزِل من عند الربِّ،بل هو البشارة أو التبشير أو الدعوة إلى المسيحية،وإعلان الخبر السارّ أو البشارة أو إعلان المسيح أي دعوته وتعاليمه وإخباره عن حقيقة نفسه وإعلانه عن الهدف من صلبه.
وأنا كمسلم سابق كنتُ مخدوعاً بهذه النقطة،إذ ليس المقصود بالإنجيل كتاباً كالتوراة أنزِل من السماء أو تمت كتابته بنصوصه وحروفه،ثم اختلفوا عليه،وأصبح أربع أناجيل كل واحد يقول كلاماً ونصوصاً غير الآخر.وأن المسيحية ليست عقيدة أصلية للإنجيل الأصلي.
فليتأمِّلْ المسلمونَ بالذات النصوصَ التالية بتركيزٍ شديد:
(31وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. 32وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. 33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا ِللهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
34وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. 35فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. 36لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ 37أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 38لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ».) مرقس 8: 31-38
وكما نرى واضح من سياق الفقرة أنه يتكلم عن التبشير بنفسه وليس عن كتابٍ ما.
(9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ:«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
12وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.
14وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ
15وَيَقُولُ:«قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».) مرقس1: 9-15
يقول بولس أكبر دعاة الثالوث والصلب:
(11إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ، أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟ 12إِنْ كَانَ آخَرُونَ شُرَكَاءَ فِي السُّلْطَانِ عَلَيْكُمْ، أَفَلَسْنَا نَحْنُ بِالأَوْلَى؟ لكِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ هذَا السُّلْطَانَ، بَلْ نَتَحَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ لِئَلاَّ نَجْعَلَ عَائِقًا لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 13أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ، مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ؟ 14هكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ، مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ. 15أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْتَعْمِلْ شَيْئًا مِنْ هذَا، وَلاَ كَتَبْتُ هذَا لِكَيْ يَصِيرَ فِيَّ هكَذَا. لأَنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخْرِي16لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. 17فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا طَوْعًا فَلِي أَجْرٌ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهًا فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ. 18فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ، حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. 19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. 23وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكونَ شريكاً فيه.) كورنثوس الأولى9: 11-23
وواضح تماماً أن المقصود بالإنجيل الذي سيكون شريكاً فيه،أي التبشير بالمسيحية الذي يشارك بدورٍ فيه،وليس له معنى آخر،وقوله أجعل إنجيل المسيح بلا نفقة،وقد كان يتكلم في آية قبل هؤلاء الآيات عن وضع مرتب للقسس والدعاة،لأن من يعيش للإنجيل يعيش به كما قال،لكنه يقول أنه كان يعمل بجوار تبشيره لكي لا يضطر لأخذ أي مالٍ مقابلَ دعوته من المسيحيين
(27فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ) فيلبي1: 27
وفي رسالة أخرى له:
(21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، 23إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ.) كولسي1: 21-23
وهذه الجملة بالذات توضِّح بما لا يدع مجالاً للشك ما المقصود وما استعمال كلمة إنجيل لدى المسيحيين ولدى بولس نفسه وهو المؤسِّس الثاني للمسيحية وفلسفتها بعد المسيح ويعتبرونه ويعتقدونه رسولاً من الرب المسيح وهو هنا يتكلَّم عن [الإيمان بالبشارة] أي بشارة فداء الرب لهم من الصلب(=رجاء الإنجيل) الرجاء أي الإيمان بالقيامة والثواب والأمل والإيمان بذلك، و(سمعتم به) أي تمَّ إبلاغكم به وتبشيركم بهذه المعلومة أو هذا الخبر السارّ ،وهذا الخبر أو البُشْرَى هي: (قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، 23إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ).
ويقول في رسالة أخرى:
(12وَلكِنْ لَمَّا جِئْتُ إِلَى تَرُوَاسَ، لأَجْلِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَانْفَتَحَ لِي بَابٌ فِي الرَّبِّ، 13لَمْ تَكُنْ لِي رَاحَةٌ فِي رُوحِي، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِي. لكِنْ وَدَّعْتُهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ.) كورنثوس الثانية2: 12-13
واضح تماماً كالشمس وخرطوم الفيل أن الرجل يتكلَّم عن أنه ذهب إلى المدينة لأجل التبشير بالمسيح،وتعاليمه،وصلبه،لأجل إنجيل المسيح،أي بشارة المسيح أو البشارة بالمسيح،مصلوباً ومخلِّصاً أي فادياً للبشر.
ويقول في نفس الرسالة السابقة:
(1مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا لاَ نَفْشَلُ، 2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ. 3وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، 4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. 5فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. 6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ:«أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 4: 1-6
والكلام هنا ومعناه وسياقه واضح لكل من يفهم،إنجيل مجد المسيح: أي البشارة بعظمته في موضوع إيمان الصلب والفداء،ثم معجزات قيامته المزعومة المهولة من الأموات والمجد الذي كان معه كما ذُكِر في الأناجيل من انشقاق غطاء حجاب الهيكل وقيام أموات ساروا في المدن وظهوره للكثيرين...إلخ،ويقول بوضوح أن تبشيرهم بالمسيح قد يكون غير مقبول ولا مفهوم روحياً وعقلياً لمن هم قساة القلوب من الوثنيين واليهود حسب تفسير الآية والرؤية الشخصية العقائدية للرسول والداعية المسيحي بولس، ثم انظر قوله (إنجيلنا) فهو إنجيلهم أي تبشيرهم ودعوتهم للمسيحية وللمسيح الرب حسبما يعتقدون،ولو كان المقصود كتاباً من عند الله لكان قالَ إنجيل الله،مثلما المسلمون لا يقولون قرآننا أو أحاديثنا أو قرآن محمد،بل يقولون: قرآن الله أو القرآن وأحاديث محمد r أو الأحاديث النبوية. ولا يقولون مسلم لمسلم دعني أقرأ عليكَ قرآني أو أحاديثي. أما قوله إنارة إنجيل مجد المسيح فمعناها واضح أي التبشير،لأن الإنجيل بمفهومه الإسلامي هو إنجيل الله وليس إنجيل المسيح وإلا لكانَ المسيح عيسى عندها مجرَّدَ مدعٍ للنبوة كاذب وكان الإنجيل كلامَه وهو ما لا يقوله الإسلام بل الإسلام في قرآنه يُصِرّ أنه كلام الله المنزَّل على المسيح،فهو حسبما يظنون ويعتقدون ليس كلام المسيح.
وهذا ما يكذِّبه العهد الجديد نفسه تماماً لأنه كلام المسيح! وإن كان كلاماً إلهياً عن نفسه وعن الآب بمفهومه النصرانيّ.
أما قوله إله هذا الدهر فتعبير مجازيّ عن الشيطان وشهواته والذي يسيطر على الدنيا بالشهوات الدنيوية(=العَالَمِيَّة)،وأن أكثر الناس اتخذوه إلهاً لهم هو وشهواتهم دوناً عن الله الذي سيعاقبه وسيعاقبهم.
ويقول بولس الرسول في رسالة له:
(8هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ، كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا. 9فَإِنَّكُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ تَعَبَنَا وَكَدَّنَا، إِذْ كُنَّا نَكْرِزُ لَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، وَنَحْنُ عَامِلُونَ لَيْلاً وَنَهَارًا كَيْ لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ.) تسالونيكي الأولى2: 8-9
والمعنى واضح من قوله نعطيكم إنجيل الله أي البشارة وليس المقصود أنهم سيعطونهم كتاباً ويجلسون بعدها مستريحين مسترخين وقد أنجزوا مهمة الدعوة والتبليغ بالديانة!
وربما يسألني سائلٌ من المسلمين العلماء،وما معنى قول بولس:
(6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيل آخَرَ! 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! 9كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! 10أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.) غلاطية1: 6-10
أقول لعالم الأديان المسلم يا سيدي العزيز أنتَ تعلم أن بولس هو أكبر دعاة المسيحية ومفاهيمها عن الثالوث والابن والآب وروح القدس،والصلب والإله المتجسِّد والفداء للبشرية،فلن يأتيَ إذن بولس من منظوركم الإسلاميّ ليدافع عن الإنجيل الأصلي الغير مُحَرَّف الذي تزعمون وجودَه، هذا أولاً. ثانياً: المقصود بإنجيل آخر أو تبشير آخر هو قيام تبشيرات ودعوات باطلة منحرِفة وفقاً للعقيدة المسيحية عن المسيحية مثل بشارة وكرازة بالختان، والمسيحية ألغَت الختان الذي كان واجباً على كل ذكور اليهود، بل وحذّرت وحرّمت الختانَ على ما سنذكره في بحثنا عن المسيحية في الجزء الثاني من البحث بعنوان (مسائل متفرِّقة ) أو متنوِّعة،أو الدعوة لاتباع المسيحية مع تقديس السبت وعدم العمل فيه والقيام بالشعائر والقرابين والأعياد اليهودية التي ألغتها المسيحية، ثم هل قرأتَ بقيةَ الكلام الذي بعدَه أم اجتزأتَ ما يعجبكم ويمشي على هواكَ مبتسراً الكلامَ من مضمونه:
يقول بولس بعدها مباشرةً في نفس الرسالة:
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ.) غلاطية1: 11-17 .......إلى آخر كلام بولس في الفقرة
فما معنى قوله عن إنجيل يبشِّر به بعدَ موت المسيح،أليس المقصود القصة المشهورة في أعمال الرسل عن ظهور الرب له وتكليمه له،وإصابته بالعمى المؤقَّت عدةَ أيام،كما جاء في رسالة لبولس وفي أعمال الرسل وسنذكر طرفاً منه،وأنهم يعتقدون في بولس كما نعلم رسولاً أبلغه الرب كلاماً ليُبَلِّغَ به وأفهمه جوهرَ المسيحية،وأبلغ كلاماً وتعاليماً وشرحاً ومفاهيمَ إضافية لم يقلها المسيح مثل مفهوم أجساد القيامة أو الأجساد الممجدة وإباحة كل المأكولات واللحوم ما عدا الدم وما ذُبِحَ للأوثان والزنا وعبادة الأصنام...إلخ ، وتغطية المرأة لرأسها حينَ الصلاة في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس11: 1-16،وهيكل كهنوت الكنيسة ومناصبها،وطرق اختيار الشمامسة والأساقفة وغيرها من تعاليم.
ورسائل بولس الرسول تساوي تقريباً نصف عدد صفحات العهد الجديد، مثلما تساوي الأناجيل الأربع تقريباً نصف العهد الجديد.
وهل يعتقد المسلمون أو حتى المسيحيون أنفسهم بكتاب أُنْزِلَ بعدَ المسيح على بولس،وهو يقول صراحةً لم يُعَلِّمه إياه أحد بل الرب (المسيح) نفسه من علَّمَه له.
إذن قبل بحثي عن المسيحية،أردتُ أن أحاولَ شرحَ المسيحية وما هو العهد الجديد وما مفاهيم ومكوِّنات العقيدة المسيحية،وما قصة المسيح المزعومة في الإنجيل،وما مفهوم الإنجيل ،وكلمة إنجيل بالمناسبة لا تُطْلَق فقط على أيٍّ من الأناجيل الأربعة فقط،بل وعلى العهد الجديد كله،وعلى عملية التبشير والدعوة نفسها إلى المسيحية.
فهل نجحتُ وحالفني التوفيق في شرح العقيدة المسيحية لمن لا يعرفها بشكلٍ موجز ؟
أشكّ في هذا،فهي أعقد من ذلك،وقصصها ومعتقداتها طويلة .
الباب الأول
_________________________
تناقضات الأناجيل الأربع،وأعمال الرسل،والعهد الجديد كله عموماً
الباب الأول: تناقضات الأناجيل الأربع،وأعمال الرسل،والعهد الجديد كله عموماً
[تناقض1] يُعْلَم من متَّى أن هيرودس وأتباعه كانوا يسعون لقتل الطفل المسيح بعد أن يعثروا عليه،ولهذا أوحى الله إلى المجوس بالهروب من هيرودس بعدما رأوْا الطفلَ،وأوحى اللهُ ليوسفَ خطيبِ مريمَ بالهرب مع الأسرة المُقدَّسة إلى مصر ولم يعودا إلا بعدَ موتِ هيرودس.
أما في لوقا فيُعلَم منه أنَّ السيدة مريم العذراء بعد فترة النفاس ذهبت لتقديم الذبيحة في الهيكل وهو طقس الولادة اليهوديّ المعروف،وهناكَ أعلنَ كلٌّ من سمعان الرجل التقيّ وحنة النبيّة لكلِّ الناس أنَّ هذا هو المسيح مُخَلِّص إسرائيل.
[تناقض2]ويُعلم من متَّىَ أن والدي المسيح بعد ولادته كانا يقيمان في بيت لحم،وظلوا هناك حوالي سنتين،ثم جاء المجوس للطفل،ثم ذهبا إلى مصر وأقاما هناك مدةَ حياةِ هيرودس ،هرباً من هيرودس الذي أمرَ بقتل أطفال اليهود لما علم بنبوءة المجوس،ورجعا بعد موته وأقاما في الناصرة بفلسطين.
بينما يعلم من لوقا أن والدي المسيح بعد مدة نفاس مريم ذهبا إلى أورشليم،وبعد تقديم الذبيحة عن الولادة،رجعا إلى الناصرة وأقاما فيها،وكان يذهبان منها إلى أورشليم كلَّ سنةٍ في لعيد،حتى كبُرَ المسيح وصارَ عمره اثني عشر عاماً وأقام ثلاثةَ أيامٍ عناكَ في الهيكل دونَ علم والديه،فلم يذكرْ لوقا خطرَ هيرودس وقتله أطفالاً ولا هجرةَ الأسرة لمصر ،ولا مجيءَ المجوس.
[تناقض3]ذكر مرقس 7: 31-37 أن المسيح لما جاء إلى بحر الجليل أشفى شخصاً واحداً كانَ أصمَّ أعقدَّ،
أما متى 15: 29-31 فذكر أنه شفى عند بحر الجليل جمعاً غفيراً من العرج والعميان والخرس والمشلولين....إلخ.
[تناقض4]يُعلم من إنجيل يوحنا1: 29-34 أن يوحنا المعمدان عرَفَ أن يسوع هو المسيح المبشَّر به بعد نزول الروح عليه كحمامة وذلك بعد تعميده ليسوع،
أما متى 11: 2-7 فيُعلم منه أن يوحنا المعمدان أرسلَ من سجنِهِ تلميذين ليسألا يسوعَ إنْ كانَ هو الآتي أم ننتظر غيرَكَ.
مع أنَّ حادثَ السجنِ وقتل المعمدان يأتي بعد تعميدِه ليسوع بفترةٍ!
أما متَّى3: 13-17 ففيه أن يوحنا المعمدان قالَ للمسيحِ: أنا محتاجٌ أنْ أتعمَّدَ منكَ،وأنتَ تأتي إليَّ لأعمِّدَكَ ،ثُمَّ عَمَّدَ المسيحَ.
فلدينا إذن ثلاثة نصوصٍ متناقضة،أحدها يقول أنه عرفه من قبل التعميد ونزول الروح ،وآخر يُفيد بأنه عرفه بعد نزول الروح،وآخر يدلّ على أنه لم يعرفه حتى بعدَ نزول الروح عليه.
[تناقض5]ذكر متى أن شجرة التين التي لعنها المسيح يبست فوراً أمامَ أعين التلاميذ الحواريين. متى21: 18-20
أما مرقس فذكرَ أنها يبستْ بعدها بيومٍ عندما مرُّوا عليها مرةً أخرى أثناءَ خروجِهِم من القدس. مرقس11: 20-22
[تناقض6]تناقض في ترتيب الأحداث،حيثُ ذكرَ متى21 تطهيرَ يسوع للهيكل سابقاً للعن شجرة التين،
أما مرقس11 فجعلَ لعنَ شجرة التين سابقاً في الوقت لتطهيرِ يسوع الهيكلَ.
[تناقض7]كتب متى في الإصحاح الثامن أولاً شفاءَ الأبرص بعد موعظة الجبل،ثم شفاء عبد قائد المئة بعدما دخل المسيحُ كفرَ ناحوم،ثم شفاء حماة بطرس.
أما لوقا ذكرَ في إصحاحه الرابع أولاً شفاء حماة بطرس،ثم في الإصحاح الخامس شفاء الأبرص،ثم في الإصحاح السابع شفاء عبد قائد المئة.
[تناقض8]في يوحنا1: 19-23 أن اليهود الكهنة واللاويين أرسلوا إلى يوحنا المعمدان ليسألوه من أنتَ؟ فسألوه قائلين أأنتَ إيليّا ،فأجابَ:لستُ أنا بإيليَّا.
أما متى 11: 14فيورِد قولَ يسوع في حقِّ يوحنا المعمِّد(وإن أردتُمْ فهذا هو إيليّا المُزْمَع أنْ يأتيَ)
وكذلك متى17: 10-13 (10وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» 11فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». 13حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.)
فيُعلم من نصَّيْ متَّىَ أنَّ يوحنا المعمدان هو إيليَّا الموعود _كما وردَ في سفر ملاخي وهو آخر أسفار العهد القديم _،فلزَمَ التناقض بين قول يوحنا المعمدان ويسوع المسيح.
[تناقض9]كتبَ متَّى في 20: 29-34 أنَّ المسيح لمّا خرجَ من أريحا وجدَ أعميين جالسيْنِ في الطرق فشفاهما،بعدَما رجواه.
أما لوقا18: 35-43 فكتبَ أنه وجدَ أعمى واحداً فشفاه،وكذلك مرقس في 10: 46-52 أنه قابل أعمى واحداً واسمه بارتيماوس.
[تناقض10]كتبَ متَّى في 8: 28-34 أنَّ يسوع لما جاءَ إلى العبر إلى كورة الجدريينَ استقبلَه مجنوانِ خارجانِ من القبور فشفاهما.
في حين كتب مرقس5: 1-20،ولوقا8: 26-39 أنه استقبلَه مجنونٌ واحدٌ خارجاً من القبور فشفاه.
[تناقض11]في متّى 10: 10،ولوقا9: 3 أنَّ المسيح لما أرسلَ التلاميذَ منعَهم مِن أخذ عصا،
أما مرقس6: 8 فيُعلَم منه أنه سَمَحَ لهم بحمل عصا السَفَرِ كشيءٍ وحيدٍ يحملونَه يعني كزادهم الوحيد في الدنيا.
[تناقض12]من قارَنَ الإصحاح التاسع من إنجيل متَّى بالإصحاح الخامس من إنجيل مرقس،في قصّة ابنة الرئيس،وجدَ اختلافاتٍ،
فقد ذكرَ متَّى أنَّ الرئيس جاءَ إلى المسيح فقالَ إنَّ ابنتي ماتت. متَّى9: 18-26
وقال مرقس أنه جاءَ وقالَ ابنتي قاربتْ الموتَ،فذهب المسيحُ معه فلمّا كانوا في الطريقِ جاءَتْ جماعةُ الرئيسِ فأخبروه بموتِها. مرقس5: 21-43
أما البشير لوقا فقد وافقَ مرقسَ في سرد القصّة إلا أنّه قالَ جاءَ واحدٌ من بيتِهِ فأخبرَهُ بموتِها. لوقا8: 40-56
[تناقض13]كتبَ متّى في 21: 1-11 أنَّ المسيحَ أرسلَ تلميذيْنِ إلى القريةِ لِيَأتيا بالأتان والجحش ورَكِبَ عليهما,
أما الإنجيليون الثلاثة الآخرون فقالوا لِيأتيا بالجحش فأتيا به ورَكِبَ عليه. مرقس11: 1-11 ،لوقا19: 28-40 ،يوحنا12: 12-19
[تناقض14]يُعلَم مِن متَّى 27: 1-10 أنَّ يهوذا الإسخريوطيّ الخائنَ شنقَ نفسَه منتحِراً،
أما سِفر أعمال الرسل1: 18-19 فيُعلَم منها أنه ماتَ بانسكابِ أحشائِهِ من بطنِهِ في أرضِهِ التي اشتراها بمالِ الخيانة.
ويُعلَم من متَّى أنَّ رؤساءَ الكهنةِ اشتَرَوْا الحقلَ بثلاثين الفضة التي أرجعَها يهوذا بعدَما ندِمَ،
بينما أعمال الرسل يذكر شراءَ يهوذا الحقلَ بالثلاثين الفضة.
[تناقض15]في يوحنا3: 13(وليسَ أحدٌ صعدَ إلى السماءِ إلا الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ، ابنُ الإنسانِ الذي هوَ في السماء)
وهذا خطأ لأن أخنوخ وإيليَّـا[1] صعدا مِنْ قبلُ. انظر سفر التكوين5: 24،وسفر الملوك الثاني2.
[تناقض16]في متَّى24: 29-35ذكرَ المسيحُ يومَ القيامةِ وجيئَه بمجدِهِ وخوفَ الأمم وسقوط النجوم وظلام الشمس والقمر،وإرسال الملائكة لِيجمعوا مختاري الربِّ مِنَ الجهات الأربع،ثم قال: الحق أقولُ لكم لا يمضي هذا الجيلُ حتى يكونَ هذا كلُّه.
وكذلكَ يقول: (ومتى طردوكم في هذه المدينةِ فاهرُبوا إلى الأُخرى،فإني الحقّ أقولُ لكم: لا تُكمِلونَ مدنَ إسرائيلَ حتَّى يأتيَ ابنُ الإنسانِ) متَّى 10: 23
ويقول: (الحقّ أقولُ لكم أنَّ مِنَ القِيامِ هاهُنا قوماً لا يذوقونَ الموتَ حتَّى يَرَوْا ابنَ الإنسانِ آتِياً في ملكوتِه) متَّى16: 28
ولِيخرج المسيحيون من هذا الحرج،وتأكد أن تلكَ نبوءة كاذبة،غالباً صاغها الأولونَ لأجل الحماسة الدينية وتشجيع جمهور الأتباع،فقد فسّروا كلمة الملكوت بمعنى الملكوت الروحي للكنيسة،وبنفس المعنى فسّروا إتيانَ المسيحِ،معَ أنَّ كلمة ملكوت ،ملكوت الله،ملكوت السماوات،تَرِد في العهد الجديد بمعنى نزول المسيح الثاني وتحقّق مجدِه ومعاقبته للأمم "الكافرة" والظالمة مع الملائكة جنوده،وأخذ عباده على السحب إلى السماء.
،ولكن لننظرْ النصوصَ التاليةَ من كلام الرسول بولس:
(15فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. 16لأَنَّ الرَّبّ نََفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. 17ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. 18لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ.) تسالونيكي الأولى4: 15-18
(51هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.) كونثوس الأولى15: 51-52
[تناقض17]كتَبَ متَّى ومرقس أنَّ اللصيْنِ اللذيْنِ صُلِبا مع المسيحِ كانا يُعَيِّرانِه. متّى27: 42-44،ومرقس15: 29-32
بينما كتَبَ لوقا أنَّ أحَدَهما عَيَّرَه والآخر زجَرَ المُعيِّرَ،فبشَّرَه المسيحُ بالفردوس. لوقا 23: 39-43
[تناقض18]في مَثَل أو تشبيه الكرَّامينَ الأردياء،بإنجيل متَّى21: 33-41 أنَّ التلاميذ أجابوا بأنَّ صاحبَ الكرم يُهلِك الأردياءَ ويأتي بكرَّامينَ آخرينَ،
أما بإنجيل لوقا 20: 9-19 أنَّ المسيحَ قالَ يُهلِك هؤلاءِ الكرَّامينَ ويُعطي الكَرْمَ لآخرينَ فلمّا سمِعَ التلاميذُ هذا استنكروا وقالوا (حاشا).
[تناقض19]يُعلَم من متّى9: 18-22 أنَّ نازفة الدم التي لمست ثوبَ المسيحِ لتشفى أبصرَها المسيحُ.
أما عند مرقس5: 25-34، ولوقا8: 43-48 فيُعلَم منه أنه لمْ يرَ مَنْ فعلَ هذا وتلفَّتَ حولَه لِيَعلمَ من هو.
[تناقض20]المقارنة بين يوحنا12: 1-8 ،متَّى26: 6- 13،مرقس14: 1-9
#أولاً:في مرقس سكب المرأة لقارورة الطيب على المسيح كانَ قبلَ عيد الفِصح بيومين،
وفي يوحنا أنَّ ذلكَ كانَ قبلَ ستة أيامٍ منَ الفِصح.
#ثانياً:مرقس ومتَّى جعلا هذه الواقعة في بيت سمعان الأبرص،أمَّا يوحنا فجعلها في بيت مريم.
#ثالثاً:مرقس ومتَّى جعلا إفاضة الطيب على الرأس،أما يوحنا فجعلها على القدمين.
#رابعاً:مرقس أفادَ أنَّ المعترضين كانوا بعض الناس الحاضرين،أما متّى فقال أن المعترضينَ هم التلاميذ،وأما يوحنا كَتَبَ أنَّ المعترضَ هو يهوذا الإسخريوطيّ.
[تناقض21]في متَّى20: 20-24 أنَّ أمَّ ابنيْ زبدي طَلَبَتْ من المسيحِ أنْ يُجلِسَ ابنيها واحد عن يمينه والآخر عن يساره في الجنة،أمّا في مرقس10: 35 فهما مَنْ طَلَبا ذلكَ بنفسيهما لا أمهما.
[تناقض22]في متّى9: 9-12 أنَّ العشّار(جامع الجِباية)الذي اتّبَعَ يسوعَ اسمه متَّى،
ويُعلَم من لوقا5: 27-32 أن اسمه لاوي.
وفي مرقس2: 13-17 أنه لاوي بن حلفي.
ثم بعد ذلكَ اتفقَ الأربعةُ أنَّ اسمه متىَّ،وكتبوا يعقوب بن حلفي!
انظر لوقا6: 12-16،متى10: 1-4،مرقس3: 13
[تناقض23]في يوحنا19: 16-17 أنَّ المسيح حملَ صليبَه بنفسِهِ،أمّا في لوقا23: 26 فيُعْلَم منه أنه حملَه رجلٌ عابرُ سبيلٍ اسمه سمعان القيروانيّ وحملَه وراءَ يسوعَ.
[تناقض24]في مرقس15: 25 أنَّ المسيحَ صُلِبَ في الساعة الثالثة،وفي يوحنا19: 14 أنه إلى الساعة السادسة كانَ عندَ بيلاطس.
[تناقض25]مجموعة كبيرة من التناقضات في قصة إيمان بولس بالمسيحِ بعدَ حدوثِ المعجزةِ التي جعلتْه يؤمِن بعدَ أنْ كانَ أعظمَ مضطهدٍ للمسيحيينَ:
ملحوظة الرمز ( أع ) هو الاختصار الرسميّ لاسم سِفر أعمال الرسل.
#أولاً:في أع 9: 1-9 أن الرجال اللذينَ كانوا مع بولس سمعوا الصوتَ صوتَ الإلهِ وهو يُكلِّم بولس ،ولا يرَوْنَ أحداً،ولم يقُلْ أنهم رأوْا النورَ.
أما في أع22: 6-9 عن نفس الحادث أن الرجال اللذينَ كانوا مع بولس رأوْا النورَ، ولكنْ لم يسمعوا الصوتَ الذي كلَّمَه.
#ثانياً:في أع9: 3-9 أن النور أبرقَ حولَ بولس فقط،أما في أع26: 12-18 أبرقَ حولَه وحولَ اللذينَ معه ذكر بولس هنا القصةَ للمَلِكِ على لسانِهِ في ذلك النصِّ الأخير.
#ثالثاً:يُفهَم من أع9: 3-19 ،وأع22: 6-11 أنَّ الرب قال لشاول _الذي سيتغيَّر اسمه بعد هذا الحادث إلى بولس_ "قمْ وادخلْ مدينةَ دمشقَ،وهناكَ يُقالُ لكَ ما ينبغي أن تفعلَ. ما ترتَّبَ لكَ أنْ تفعلَ"، وأنه قد قيلَ لبولس ما قُدِّرَ له أنْ يفعلَ من خدمة للمسيحية وتبشير وكِرازة على لسانِ حنانيا الرجل التقيّ بأمرٍ مِنَ الله لحنانيا في رؤيا لحنانيا من الربِّ تأمره بذلكَ.
في حين أن في أع26: 12-18 القصة غير ذلكَ:حيثُ تذكر أن الربَّ المسيحَ قالَ لشاول أي بولس بنفسه مباشرةً ما ينبغي وما كُتِبَ لبولس أنْ يقومَ به،وأنَّ ذلكَ كانَ قبلَ دخولِهِ دمشقَ،على عكسِ النصَّيْنِ السالفي الذكرِ أعلاه.
#رابعاً:في غلاطية 1: 11-17 ادَّعى بولس أنه لم يستشِرْ لحماً ودماً،ولا ذهبَ إلى الرسلِ اللذينَ في أورشليم،وأنَّ كلَّ تبشيره كانَ مصدرُه المسيحَ،لا بحسبِ كلام إنسانٍ،وأنه لم يُعَلَّمْ مِن أحدٍ.
وعلى النقيضِ يذكر أع9: 3-19،وأع22: 6-16 أنَّ بولس أو شاول بعدَ حادثِ النورِ والصوتِ ظلَّ مع حنانيا والتلاميذ ِاللذينَ في دمشقَ أياماً،ولم يحدّد لوقا كاتبُ السِفر لنا عدد تلك الأيام التي قضاها بولس مع تلاميذ يسوع.
وفي أع9: 26-28 أنه حاولَ أنْ يلتصقَ بالتلاميذ في أورشليم،وكانَ الكلُّ يخافه،إلى أنْ توسَّطَ له برنابا لدى الرسلِ،فكانَ بولس معهم يدخل ويخرج في أورشليم، فكيف إذن يدّعي بولس في رسالة غلاطية أو جلاطية يقول بولس أنه لم يصعدْ للرسلِ في أورشليم،وأنه ذهبَ إلى العربية أي شبه الجزيرة العربية ثم رجع إلى دمشقَ وبعدَ ثلاث سنوات ذهبَ إلى أورشليم،إن سِفْر أعمال الرسل يناقض وينقض كلامَ بولس ويقول أن بولس ذهبَ من دمشقَ إلى أورشليمَ مباشَرَةً بعدَ عدة أيامٍ.
إن كلَّ هذه التناقضات والأكاذيب إنما تدلّ على عدم مصداقية قصّة بولس التي يّدعيها ويدّعونها له! وعلى عدم حدوث هاتيكَ الأسطورةِ من الأساسِ مثلها كمعجزات يسوع المسيح المزعومة التي يتناقض مؤلِّفوها وقصَّاصوها الكاذبون .
#خامساً: في غلاطية 1: 18-19 يقول بولس الرسول أنه لم يرَ عندما ذهبَ إلى أورشليم من الرسل غير بطرس ويعقوب أخِيِ المسيحِ ،ويُقسِم أمامَ اللهِ أنه لا يكذب. بينما في أع9: 26-28 أنه لمّا ذهبَ إلى أورشليمَ أحضرَه برنابا للرسل وأنَّ بولس تكلَّمَ معهم عن كيفَ أبصرَ الربَّ المسيحَ وكلَّمَه،وكيفَ دعا وبشَّرَ باسمِ يسوع في دمشقَ،وأنه كانَ معهم يدخل ويخرج ويُجاهِر باسم الربِّ يسوع وكانَ يُباحِث ويُناظِر اليونانيين فحاولوا قتلَه.
#سادساً:جاءَ في أع9: 26-30: (26وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ. 27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 29وَكَانَ يُخَاطِبُ وَيُبَاحِثُ الْيُونَانِيِّينَ، فَحَاوَلُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ. 30فَلَمَّا عَلِمَ الإِخْوَةُ أَحْدَرُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ.)
بينما يقول بولس في غلاطية1: 18-24: (18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. 19وَلكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ. 20وَالَّذِي أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكُمْ هُوَذَا قُدَّامَ اللهِ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ فِيهِ. 21وَبَعْدَ ذلِكَ جِئْتُ إِلَى أَقَالِيمِ سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ. 22وَلكِنَّنِي كُنْتُ غَيْرَ مَعْرُوفٍ بِالْوَجْهِ عِنْدَ كَنَائِسِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. 23غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَ:« أَنَّ الَّذِي كَانَ يَضْطَهِدُنَا قَبْلاً، يُبَشِّرُ الآنَ بِالإِيمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلاً يُتْلِفُهُ». 24فَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ فِيَّ.)
فالتناقض ظاهر،النص الأول يقول أنه مشهور ويقوم بنشاطه في التبشير المسيحيّ للوثنيين علناً لدرجة أنهم حاولوا أن يقتلوه بسبب مجاهرته وعلنية دعوته وكلامه فليس هناك أكثر من هكذا شهرةً.
بينما النص الثاني لبولس يقول أنه كان معروفاً بالوجه لدى كنائس أورشليم في منطقة اليهود،وإنما سمع المسيحيون عنه هناكَ كثيراً فقط.
[تناقض26]يُعلَم من متَّى8: 5-13 أن قائد المئة الرومانيّ جاءَ إلى المسيح لِيرجوَه أنْ يشفيَ له عبدَه،ولما أراد المسيح أنْ يذهبَ معه إلى بيته رفضَ قائلاً أنه ليس مستحقاً شرفَ دخول المسيح تحت سقف بيته وإنما تكفي كلمة منه لِيبرأَ العبدُ كما يأمر هو جندَه الرومانيين،فقال له المسيحُ(كما آمنتَ سيكونُ لكَ) وبرأَ الغلامُ في حينِها.
أما في لوقا7: 1-10 تختلف القصة فالرجل أرسلَ شيوخَ اليهودِ لأنَّ له معزَّةً عندهم حيث بنى لهم مَجْمَعَهم(=السنهدرين) ،وفيما هم قادمون مع المسيح إلى منزل الرجل أرسلَ رسلاً للقومِ قائلاً للمسيحِ على لسانهم سيدي أنا لستُ مستحِقاً لأنْ تدخلَ تحتَ سقفِ بيتي،لذلكَ لم أحسَبْ نفسي أهلاً لأنْ آتيَ إليكَ. لكنْ قلْ كلمةً فيبرأَ غلامي ،فجعلَ المسيحُ العبدَ يبرأُ في الحال في ساعتها.
ففي قصة لوقا لم يذهب قائد المئة للمسيح إطلاقاً ولم يقابلْه بل أرسلَ له مشايخَ وكِبارَ اليهود.
أما يوحنا4: 43-54 فإنَّ خادم المَلِك جاءَ إلى المسيحِ من كفر ناحوم إلى الجليل، ورجاه أنْ يشفيَ ابنَه الموشِكَ على الموت وأنْ ينزلَ معه أي يذهب معه لِيشفيَ ابنَه،فقال المسيح يسوعُ (اذهبْ ابنُكَ حيٌّ) وفيما هو ذاهبٌ إلى بيتِهِ استقبلَه عبيدُه في الطريق مبشرينه بأنَّ ابنَكَ حيٌّ وقد تعافى أمس.
نلاحظ في يوحنا أن المسيح كان في الجليل وجاءه قائد المئة من كفر ناحوم،
أما في متَّى ولوقا كانَ المسيح في كفر ناحوم لا في الجليل وكانَ قائد المئة في نفس المدينة.
--------------------------------------------------------------------------------
1 توضيح للقارئ المسلم :هما إدريس وإلياس في القرآن.
[تناقض27]يقول بولس: (15أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْدًا قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ عَلَيْهِ. 16وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ:«وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ:«وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. 17وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ.) غلاطية3: 15-17
كلمة نسل كلمة تدلُّ على الجمع مثلها مثل السلف والخلف والولَد،وبعيداً عن مغالطة بولس تلكَ عن النسل والأنسال، فكلام بولس هنا احتوى على غلطٍ جسيم،حيثُ يقول هو أن المدة بين وعد الله لإبراهيم بأرض فلسطين وغيره من أمورٍ ،وزمن نزول التوراة أي الناموس،بينهما أربعمئة وثلاثين عاماً،وهذا خطأ لأن إبراهيم كان قبلَ دخول بني إسرائيل مصرَ بزمنٍ طويل، وذلك العهد المزعوم بين إبراهيم وبين الله كانَ قبلَ ميلادِ إسحاق بسنةٍ واحدة تكوين 17: 21، وإسحاق كانَ ابنَ ستينَ سنةً حينَ وَلَدَ يعقوبُ ابنَه التكوين 25: 26، ويعقوبُ كانَ ابنَ مئةٍ وثلاثين سنةً حينَ دَخَلَ مصرَ مع بنيه التكوين 47: 9والتكوين47: 27-28 ،ولما خرجَ بنو إسرائيلَ مِن مصر وحسبَ الأسطورة أغرقَ اللهُ فرعون رعمسيس الثاني وجنودَه،وردَ النصُّ التالي: (وأما إقامة بني إسرائيلَ التي أقاموها في مصرَ فكانَتْ أربع مئة وثلاثين سنةً) خروج12: 40 ،بالتالي لابدَّ أنْ يكونَ الزمنُ ما بينَ عهدِ الله مع إبراهيم ونزول الناموس أي الشريعة أكثر من أربع مئة وثلاثين سنة بكثيرٍ.
وكلام بولس محضُ غلطٍ وزلَّةُ قلمٍ.
[تناقض28]في مرقس 8: 11-12 رفضَ المسيحُ إعطاءَ اليهود أيَّ آيةٍ،
وفي متَّى12: 38،ولوقا11: 29-32 قالَ أنه لن يُعطيَ اليهودَ آيةً إلا آية يونان النبيّ.
[تناقض29]يُعلم من مرقس16: 1-18 أن النساء اللاتي أتينَ إلى قبر المسيح أتينَ إذْ طلعَتْ الشمسُ،
بينما يُعلم من يوحنا20: 1-10 أن الظلام كان باقياً وكانت امرأة واحدة لا نسوة.
[تناقض30]يُعلم من متَّىَ 28: 1-8 أن مريم المجدلِيّة والأخرى لما وصلتا إلى القبر نزلَ ملاكٌ ودحرجَ الحجرَ عن القبرِ وجلسَ عليه وقالَ اذهبا سريعاً،
ويُعلم من مرقس16: 1-8 أنهما وسالومة لمَّا وصلنَ إلى القبرِ رأينَ الحجرَ مُدَحْرَجَاً ولما دخلنَ القبرَ وجدنَ شاباً جالساً عن يمينِ القبر،
أما لوقا24: 1-12 فقال إنهن لما وصلنَ وجدنَ الحجرَ مدحرَجاً وجسد المسيح غير موجود وثِمَةُ رجليْنِ واقفينِ يرتديانِ ثياباً برَّاقة.
قارِنْ النصوصَ الثلاثةَ السابِقة ببعضها ثم قارِنْهم بيوحنا20: 1-18
[تناقض31]يتيقن الدارِس من قراءة مرقس6: 7-13+يوحنا12: 1-8
أنَّ يهوذا الإسخريوطيّ كان يجري الربُّ على يديه الكراماتِ والمعجزاتِ والإشفآتِ رغمَ أنه لم يَتُبْ عن السرقةِ التي يحترفها ولم يُقلِعْ عن السرقةِ وقتَما كانَ يصنعُ المعجزاتِ، دونَ أنْ يكفَّ عن السرقةِ أثناءَ صنعِهِ للمعجزاتِ كسائرِ التلاميذِ الاثني عشر!
بل والأدهى من ذلك والأسوأ أنْ يذكرَ الإنجيلُ أنَّ المسيحَ كانَ يرضى أنْ يُنفِقَ يهوذا عليه وعلى تلاميذِهِ من مالِ صندوقِ السرقةِ الذي يجمع فيه يهوذا ما يسرق! انظر يوحنا13: 29
(7وَدَعَا الاثْنَيْ عَشَرَ وَابْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ، 8وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصًا فَقَطْ، لاَ مِزْوَدًا وَلاَ خُبْزًا وَلاَ نُحَاسًا فِي الْمِنْطَقَةِ. 9بَلْ يَكُونُوا مَشْدُودِينَ بِنِعَال، وَلاَ يَلْبَسُوا ثَوْبَيْنِ. 10وَقَالَ لَهُمْ:«حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَأَقِيمُوا فِيهِ حَتَّى تَخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. 11وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ لَكُمْ، فَاخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ وَانْفُضُوا التُّرَابَ الَّذِي تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ». 12فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ يَتُوبُوا. 13وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ.) مرقس6: 7-13
(1ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 2فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. 3فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. 4فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: 5«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» 6قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. 7فَقَالَ يَسُوعُ:«اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، 8لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ».) يوحنا12: 1-8
(21لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». 22فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ:«هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». 28وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، 29لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ.) يوحنا13: 21-29
[تناقض32]في قصة تجربة الشيطان،تناقض في ترتيب الأحداث:
ففي متَّى4: 1-11 قالَ الشيطانُ للمسيحِ إنْ كنتَ ابنَ اللهِ فقُلْ لهذِهِ الحجارةِ أنْ تصيرَ خبزاً وردَّ المسيحُ عليه ردَّه المشهور،ثم أخذَه الشيطانُ إلى أورشليمَ وأوقفَه على جناحِ الهيكلِ وقالَ له إنْ كنتَ ابنَ اللهِ فاطرحْ نفسَكَ من هنا فإنه مكتوبٌ أنه يوصي ملائكتَه بكَ فيحفظوك رد المسيح عليه،ثم أخذه إلى جبلٍ عالٍ وقالَ له اسجُدْ لي وأُعطيكَ كلَّ هذه الممالكِ التي تراها فردَّ المسيحُ عليه وغلبَه بالإيمانِ والحُجَّةِ الكتابية القويّة.
بينما في لوقا4: 1-13 طلبَ منه تحويلَ الحجارةِ خبزاً،ثم أخذَه إلى جبلٍ عالٍ،ثمَّ بعدها أوقفَه على جناحِ الهيكل. فهنا ترتيب الأحداث مخالِفٌ لِمَتَّىَ.
[تناقض33]سَرَدَ متَّى ومرقس ولوقا أسماءَ الاثني عشرَ تلميذاً الصفوة اللذينَ اختارَهم المسيحُ يسوع لِيكونوا رُسُلاً،فاتَّفقوا في أسماءِ أحدَ عشرَ منهم، هم:
سِمعان بطرس ،أندراوس أخوه ،يعقوب بن زبدي ،يوحنا بن زبدي ،فيلبس ،برثولماوس ،توما ،متَّى العَشَّار ،يعقوب بن حلفى ،سمعان القانويّ ،يهوذا الإسخريوطيّ.
واختلفوا في اسمِ الثاني عشر فقالَ متى:لباوس المللقَّب تداوس،كذلكَ قالَ مرقس: تداوس،في حينِ قالَ لوقا أنه: يهوذا أخو يعقوب.
[تناقض34]في حين كتبَ مرقس ومتَّى ويوحنا أنَّ مَنْ ألبسَ يسوعَ الثوبَ القرمزيَّ أو الأُرجوانيَّ هم جنودُ بيلاطس،
قالَ لوقا أنَّ هيرودس وجنوده هم مَنْ ألبسَه اللِباسَ اللمَّاعَ.
[تناقض35]لا يذكر إلا لوقا أنَّ بيلاطس أرسلَ المسيحَ إلى هيرودس ثم ردَّه هيرودس مرَّةً أخرى،
أما الإنجيليون الثلاثة الآخرون فلا يذكرونَ سوى وقوفه أمامَ بيلاطس ،دونَ ذكرِ أنه أرسلَه إلى هيرودس وسخِرَ هو وجنودُه منه ثم أعادَه إلى بيلاطس.
[تناقض36]في متَّى26 أنَّ المسيح قالَ للتلاميذ إن واحداً منكم يسلمني. فحزنوا جداً وابتدأَ كلُّ واحدٍ منهم يقول:هل هوَ أنا يا ربّ؟ فقالَ:الذي يغمس يدَه معي في الصفحة يسلمني. فأجابَ يهوذا وقالَ:هل هو أنا يا سيدي؟ فقالَ له:أنتَ قلتَ.
أمّا في يوحنا13فالقصة هكذا: قالَ المسيحُ للتلاميذ إنَّ واحداً منكم يسلمني. فكانَ التلاميذ ينظر بعضهم إلى بعضٍ مُتَحَيِّرين،فأومأ َ بطرس إلى التلميذِ الصغيرِ الذي يحبُّه المسيحُ،يوحنا،أن يسألَه من هوَ،فسألَه يوحنا،فأجابَ يسوعُ هو ذاكَ الذي أغمس أنا اللقمةَ وأُعطيه،وذلك لِيَتِمَّ الكِتابُ:الذي يأكلُ معي الخبزَ رفعَ عليَّ عَقِبَه،فغمسَ اللقمةَ وأعطاها لِيهوذا.
[تناقض37]كتبَ متَّى في إصحاحه السادس والعشرين عن كيفية قبض اليهود على المسيح أن يهوذا كان قد قالَ لليهودِ :امسكوا مَنْ أُقَبِّله،فجاءَ معهم وتقدَّمَ إلى المسيح وقالَ: السلام يا سيدي،وقبّلَه فأمسكوه.
في حين قالَ يوحنا في إصحاحه الثامن عشر أن يهوذا أخذَ الجندَ مِن عِند رؤساء الكهنة والفريسيين،فجاء،فخرج يسوع،وقالَ لهم مَنْ تطلبون؟ أجابوه الناصريّ،فقالَ لهم يسوعُ أنا هو. وكان يهوذا مُسَلِّمه أيضاً واقِفاً معهم. فلما قالَ لهم أني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. فسألَهم مرةً أخرى من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصريّ .أجابَهم: قد قلتُ لكم أني أنا هو،فإنْ كنتم فدعوا هؤلاء يذهبون. فقبضوا عليه واقتادوه.
[تناقض38]وردَ في متَّى27: 9-10(9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:«وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».)
وإننا نتساءل ولا إجابة أينَ قالَ إرميا في سفرِه أو مراثيه ذلكَ؟! إنَّ إرميا لم يقُلْ ذلكَ قط،لا في السِفر الذي كتبَه ولا في مراثيه على دمار أورشليم،وهما الموضعان اللذانِ فيهما كلامه في كتاب العهد اليهوديّ. صحيح أن النبيَّ زكريا وليسَ إرميا قالَ شيئاً كهذا في سِفرِه في سِياق موضوعٍ طويلٍ مختلفٍ تماماً لا علاقةَ له بالصلب وخيانة يهوذا،في سِفر زكريا11: 13 ،وسنتناول الردَّ على هذه المزاعم في الباب الثالث (الرد على البشارات المزعومة بيسوع في كتاب العهد اليهودي)،لكنْ هنا وقع خطأٌ فادِح مِن متَّى لأنَّ إرميا لم يقُلْ هذا البتةَ بل زكريا هو القائل.
[تناقض39]قال المسيح(27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ وَقَالَ لَهُ:«هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.) متَّى19: 27-28
فهكذا شهدَ لهم المسيحُ الربُّ الإلهُ جميعَهم بدخول الحياة الأبدية والنعيم في الفردوس،بما في ذلكَ الخائنُ يهوذا الإسخريوطيّ أحد الاثني عشر تلميذاً. الظاهر أنَّ هذا إله لا يعلم الغيبَ.
ويقول بولس الرسول: (وأنه ظهرَ لصفا ثم للاثني عشر.) كورنثوس الأولى15: 5
لذلكَ أصابَ مرقس وأجادَ حين كتبَ:
(14أخيراً ظهرَ للأحدَ عشرَ وهم متكئونَ.....) مرقس16: 14
[تناقض40]وردَ في متَّى2: 23(23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا»)
وهذا أيضاً غلط ولا يوجد في أي كتاب من كتب الأنبياء أو حتى الكتب التاريخية في الكتاب اليهوديّ ،فهذه مجرَّد كذبة،وإلا فلن يقدرَ المسيحيون أن يأتونا بعددٍ واحدٍ من العهد القديم اليهودي فيها هذا الكلام.
[تناقض41]يقول بولس الرسول في كورنثيوس الأولى10: 8 هكذا: (8وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا.)
وهذا غلط لأنه جاء في سفر العدد25: 9(6وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَ وَقَدَّمَ إِلَى إِخْوَتِهِ الْمِدْيَانِيَّةَ، أَمَامَ عَيْنَيْ مُوسَى وَأَعْيُنِ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُمْ بَاكُونَ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 7فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنُِ، قَامَ مِنْ وَسَطِ الْجَمَاعَةِ وَأَخَذَ رُمْحًا بِيَدِهِ، 8وَدَخَلَ وَرَاءَ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ إِلَى الْقُبَّةِ وَطَعَنَ كِلَيْهِمَا، الرَّجُلَ الإِسْرَائِيلِيَّ وَالْمَرْأَةَ فِي بَطْنِهَا. فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 9وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا.) العدد25: 6-9
[تناقض42]وقعَ في لوقا4: 25،ورسالة يعقوب5: 17 أنه (لم تُمطرْ على الأرضِ ثلاثَ سنينَ وستةَ أشهرٍ في زمن إيليّـا النبيّ)
وهذا غلط لأنه يُعلَم من الملوك الأول 18: 1،معَ 18: 41-46 أنَّ المطر نزلَ في السنة الثالثة.
[تناقض43]( 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، لَمْ يَجِدُوا. وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ:«هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟») متَّى26: 59-62
جملة عجيبة فعلاً! كيفَ يوجد شهود زورٍ كثيرين ومع ذلك لم يجِدوا؟!
[تناقض44](60وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ:«هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟») متَّى26: 60-62
عجيب! ألم يقل المسيح يسوع ذلكَ فعلاً يا قُرَّاء الإنجيل؟! فهما إذن ما شهدا زوراً بل شهدا بالحق
(18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ:«أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.) يوحنا2: 18-22
[تناقض45]على حين يقول داوود في مزموره التاسع عشر: (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا. 10أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ. 11أَيْضًا عَبْدُكَ يُحَذَّرُ بِهَا، وَفِي حِفْظِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ. 12اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي.) مزمور19 : 7-12
يناقض بولس الرسولُ هذا الكلامَ كأنما يكذِّبه ،فيقول في رسالته للعبرانيين:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين7 : 18-19
[تناقض46]كتبَ لوقا في سِفر أعمال الرسل: (14فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ، خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْسًا. 15فَنَزَلَ يَعْقُوبُ إِلَى مِصْرَ وَمَاتَ هُوَ وَآبَاؤُنَا) أعمال الرسل7 : 14-15
وهذا غلط،إذْ جاءَ في سِفر التكوين: (26جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ، الْخَارِجَةِ مِنْ صُلْبِهِ، مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ، جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْسًا. 27وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.) التكوين46: 26-27
وفي سفر الخروج: (5وَكَانَتْ جَمِيعُ نُفُوسِ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْسًا. وَلكِنْ يُوسُفُ كَانَ فِي مِصْرَ.) الخروج1: 5
[تناقض47]قال بولس في رسالته للعبرانيين: (15وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُوُّونَ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. 16لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. 17لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيًّا. 18فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضًا لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ، 19لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ، وَصُوفًا قِرْمِزِيًّا وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، 20قَائِلاً: «هذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». 21وَالْمَسْكَنَ أَيْضًا وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذلِكَ بِالدَّمِ. 22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) العبرانيين9: 15-22
وهذا فيه أغلاط من ثلاثةِ وجوهٍ:
أولاً: أنه ما كانَ دمَ العجول والتيوس ،بل دم الثيران فقط.
ثانياً: لم يكن الدم هذه المرة مع ماء وصوف قرمزيّ و زوفا،بل كانَ دماً فقط.
ثالثاً: ما رشَّ موسى على الكتابِ نفسِه ولا على آنية الخدمة، بل رشَّ نصفَ الدم على المذبح،والنصف الآخر على الشعب.
وهاهو نصُّ سِفر الخروج24: 3-8
(3فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ». 4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ».)
[تناقض48]في مرقس (23وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ:«انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25فَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 26كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا». 27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:«السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».) مرقس2: 23-26
ونفس الكلام والمضمون قاله متى12: 3-4،ولوقا6: 3-5
ولكنْ من طالعَ سِفرَ صموئيل الأول : إصحاحي21و22 وجدَ أنَّ هذا النصَّ الإنجيليّ به غلطان وتناقضان مع العهد القديم:
أولاً: إن قوله (جاع هو واللذينَ معه) وكذلك قوله (وأعطى اللذينَ كانوا معه أيضاً) غلط،لأن داوود كانَ هارباً من شاول في ذلك الوقت،وكان وحيداً منفرداً،ولم يكن معه أحدٌ،وقد كذب داوودُ مضطراً على الكاهن وادّعى أنه في مهمة سرية عاجلة كلَّفَه بها شاول المَلِك وأنه معه غلمان مرابطون مختبئونَ ،ربما لأنه خافَ أن يبلغ عنه الكاهنُ أو لم يَشَأ أنْ يروِّعَ الكاهنَ ويفزعه،أو لأنه خشيَ أن يرفض الكاهنُ إعطاءَه سلاحاً وطعاماً،أو لكل هذه الأسباب اضطر للكذب ليُنقِذ حياةَ نفسِهِ.
ثانياً: حيثُ أنه في تلك الأيام كانَ أخيمالك هو رئيس الكهنة ،ومنه أخذَ داوودُ الخبزَ المقدّس وسيفَ جليات الفلسطينيّ،وعندما علم شاولُ بمساعدة رئيس الكهنة لداوود،قتل رئيسَ الكهنة ومعه جمعاً غفيراً من الكهنة بني لاوي،ثم نجا أبياثار بن أخيمالك من مذبحة شاول،ولجأَ لداوودَ فحماه،فأبياثار بن أخيمالك ،ابنه الوحيد الناجي من شاول وجنوده،لم يكن رئيساً للكهنة وقتَ حادثِ أكلِ داوودَ خبزَ الهيكلِ،بل وقتئذٍ كانَ رئيسُ الكهنة أخيملك أبو أبياثار.
[تناقض49]يقول بولس: (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.) تيموثاوس الأولى6: 16
ويقول يوحنا في إنجيله: (18اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا1: 18
ويقول يوحنا في رسالته الأولى: (12اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا.) رسالة يوحنا الأولى4: 12
فلنقارِنْ هذا مثلاً ،بقول سفر الخروج في النص التالي،وراجعوا قِسم نقد العهد القديم من هذه السسلة النقدية في الباب الأول منه للمزيد من تلك السخافات:
(9ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. 11وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.) الخروج 24: 9-11
[تناقض50]يُفهم من الأناجيل أن المسيح إلى أن صُلِب وصعدَ إلى السماوات كان قد أحيا ثلاثةَ أمواتٍ،الأول ابنة قائد المئة الروماني كما كتبَ متّى ومرقس ولوقا،والثاني هو الميت الذي ذكره لوقا فقط في لوقا7: 11-17،والثالث هو لعازر كما كتبَ يوحنا منفرِداً في 11: 1-46
فلنقارن هذا بقول أعمال الرسل: ( إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ، يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، مُزْمِعًا أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلأُمَمِ».) أعمال الرسل26: 23
وبقول بولس: (20وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. 21فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. 22لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. 23وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ.) كورنثوس الأولى15: 20-23
وبقوله كذلكَ: (18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولسي1: 18
ويقول يوحنا في الرؤيا1: 5(ومِنْ يسوع المسيحِ الشاهدِ الأمينِ،البِكر من الأمواتِ....)
فكيف يكون المسيح يسوع أولَ قيامة الأموات وباكورة الراقدينَ والبكر من الأموات،بينما هناك من قامَ من الأموات قبل قيامتِه هو،إن هذه الأقوالَ تنفي قيامَ ميتٍ من الأموات قبل المسيح، وتناقض كلام البشارات الأربع أعني الأناجيل الأربع للبُشراء متّى ومرقس ولوقا ويوحنا.
[تناقض51]يعلم من متّى15: 21-28 أن المرأة المستغيثة لشفاء ابنتها كانت كنعانية،بينما يعلم من مرقس7: 24- 30 أنها كانت يونانية باعتبار القوم وفينيقية سورية باعتبار القبيلة.
[تناقض52]ينسب يوحنا للمسيحِ قولَه: (وإنْ كنتُ أشهدُ لنفسي فشهادتي ليسَتْ حقَّاً) يوحنا5: 31
بينما ينسب يوحنا للمسيح كذلك قولَه: (أجابَ يسوعُ وقالَ لهم:وإن كنتُ أشهدُ لنفسي فشهادتي حقٌّ...) يوحنا8: 14
[تناقض53]يُعلَم من متَّى 20و21 أن المسيح ارتحل من أريحا بعدما أشفى أعميين،وجاء إلى أورشليم حيثُ ركبَ على الحمار والأتان وقال الشعبُ خلِّصنا يا ابنَ داودَ.
في حين يُعلم من يوحنا10و11و12 إنه ارتحل من أفرايم إلى بيت عنيا حيث أحيا لعازرَ من الموتِ وباتَ هناكَ، ثم ذهبَ إلى أورشليم وهناك ركبَ على الجحش وقال له الشعبُ خلِّصْنا مُبارَكٌ الآتي باسمِ الربِّ.
[تناقض54]يُعلَم من مرقس6: 14-29 أن هيرودس كان لا يريد قتلَ يوحنا المُعَمِّد (يوحنا المعمدان) لأنه كان يراه رجلاً بارّاً تقيَّاً صالحاً،وأنه كان راضياً عنه،ويستمع لوعظِه كثيراً،ولما رقصتْ هيروديا زوجة أخيه أمامَه هو والجالسينَ معَه. فأقسمَ لها مهما طلبَتِ مني أُعطيكِ،فطلبَتْ رأسَ يوحنا المعمدان ،فحزنَ الملكُ واغتمَّ،وتحرجاً من الحاضرينَ من قوَّاد ألوف الجيش ورؤساء أقسام وجوه القوم وعليَّتِهم لم يستطِعْ أنْ يردَّ طلبِها.
بينما يُعلَم من متَّى14: 1-12 أنه كانَ يريد قتلَ يوحنا المعمدان،إلا أنه كان يخافُ الشعبَ الإسرائيليَ لأنه كان يُعتبَر عندهم نبياً،لذلكَ اغتمَّ لما طلبَتْ هيروديا زوجة أخيه.
[تناقض55]تناقضات الأناجيل الأربعة في ذكر قصة إنكار بطرس معرفتَه بالمسيح،مقارنة بين :
متَّى26: 69-75،مرقس14: 66-72،لوقا22: 54-62،يوحنا18: 15-18+يوحنا18: 25- 27
#اتفقَ كلٌ من متّى ولوقا ويوحنا على أن المسيح قال لبطرس:قبل أن يصيحَ الديك تنكرني ثلاثَ مراتٍ. متى26: 34، لوقا22: 34 ،يوحنا13: 38
وخالفَهم مرقس فقال أن قال قبل أن يصيحَ الديكُ مرتينِ تنكرني ثلاثَ مراتٍ. مرقس14: 30
#من اتهم بطرسَ بأنه من تلاميذ المسيحِ:
على رواية متّى جاريتان والرجال القيام،
وعلى رواية مرقس جارية والرجال القيام،
وعلى رواية لوقا جارية ورجلين،
وعلى رواية يوحنا الجارية البوَّابة ثم الجماعة الموجودونَ بالدار ثم عبدٌ نسيبُ العبدِ الذي قطعَ بطرسُ أذنَه بالسيف أثناء القبض على يسوع المسيح.
#وقتُ سؤالِ الجارية التي سألتْ بطرسَ أولاً:
على رواية متَّى كان بطرسُ وقتَ سؤالها إياه في ساحة الدار "جالِساً خارجاً في الدار"،
وعلى رواية مرقس كان أسفلَ الدارِ جالساً وحدَه يستدفئ من البرد،
وعلى رواية لوقا داخلَ الدارِ وكانوا قد جلسوا وجلسَ معهم حول النار.
وعلى رواية يوحنا الجارية البوّابة وسطَ الدارِ سألتْه البوَّابةُ السؤالَ أثناء إدخالها له.
#على رواية متّى ومرقس كانَ رد بطرس على قول الجماعة الموجودينَ بعد قَسَمٍ وحَلْفٍ،
وعلى رواية يوحنا إنكارٌ فقط بدونِ قَسَمٍ قبلَه.
#يُفهم من متَّى ومرقس أنَّ الرجالَ وقتَ السؤالِ الثاني كانوا خارجَ الدارِ عند الدهليز،
وعلى رواية لوقا أنهم كانوا وسطَ الدارِ.
#على رواية متّى ولوقا ويوحنا أن صياح الديك كانَ مرةً بعد إنكار بطرس ثلاثَ مرَّاتٍ،
وعلى رواية مرقس مرةً بعدَ الإنكار الأول ومرةً أخرى بعد إنكاره مرتَّيْنِ أُخرييْنِ.
كل هذه التناقضات تكشف أن هذه القصص التراجيدية المأساوية المؤثِّرة عن تفاصيل حياة المسيح، والتفاصيل الكاذبة المزخرِفة لحادثة صلبه،محض أكاذيب وأساطير وروايات شعبية وأشياء وهمية لم تحدثْ.
[تناقض56]في مرقس: إصحاحي3و4،ترتيب الأحداث كالتالي: اختيار الاثني عشر ثم وعظ التمثيلات ثم تهدئة العاصفة، ثم في الإصحاح6 إرسال الرسل الاثني عشر.
أما في متَّى فالترتيب كالتالي:الموعظة على الجبل بإصحاح 5،ثم تهدئة العاصفة بإصحاح8،ثم اختيار الاثني عشر وإرسالهم بإصحاح10،ثم وعظ التمثيلات بإصحاحي12و13.
[تناقض57]يُعلم من مرقس11أنَّ سؤالَ اليهودِ يسوعَ عن سلطانه كان في اليوم الثالث من وصوله إلى أورشليم،
بينما يُعلَم من متَّى21 أنها كانت في اليوم الثاني من وصوله.
[تناقض58]وقعَ في متَّى9: 1-8أنه لما دخلَ المسيحُ مدينةَ الناصرة كانَ هناكَ المفلوج وأبرأه،
أما مرقس2: 1-12 أنه كانَ في كفر ناحوم.
[تناقض59]ذكر متَّى في إصحاح8 سؤال الكاتب أني أتبعكَ واستئذان رجلٍ آخر لدفن أبيه،ثم ذكر في إصحاح17قصة التجلِّي.
أما لوقا فذكرَ في إصحاح9 أولاً قصة التجلِّي،وذكرَ بعدَها السؤال والاستئذان.
[تناقض60]قال المسيح في متَّى12: 39-40(39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.)
وفي متَّى16: 4قال (4جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى.)
وفي متَّى17: 22-23(22وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ 23فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدًّا.)
وفي متَّى27: 62-64(62وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!»)
وفي لوقا24: 46 يُنسَب القولُ التالي إلى يسوع _الذي يزعمونَ أنه قامَ من الموت_ بعد قيامتِه من الموت: (44وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ)
وهذا غلط!، لأن المسيحَ صُلِبَ صباحَ يومِ الجمعة،وماتَ على الصليبِ في الساعة التاسعة،وكان يوم الجمعة هو يوم الاستعداد السابق ليوم السبت،وكان ذلك السبت يُوافق عيدَ الفِصح اليهوديّ أي يوم احتفال الخروج من مصر،لذلك أنزلَ اليهودُ جسدَ يسوعَ من على الصليب بعدَ موتِهِ في يوم الجمعة، كي لا يبقى على الصليب إلى يوم السبت وهو يوم عيد الفصح،ولأنهم منهيّ عندهم عن بيات جثة مصلوب بل تُدفَن في نفس اليوم انظر تثنية21: 22-23،وطلبَ يوسفُ المشير الشريف جسدَه من بيلاطس وقتَ المساء من يوم الجمعة السابق للعيد،حيث كان يوم الجمعة هو يوم الاستعداد،أي الاستعداد للعيد،ودُفِنَ المسيحُ بعدما كُفِّنَ وحُنِّطَ في ليلة الجمعة،وتلا يومَ الجمعةِ يومُ السبتِ يومُ الراحةِ لدى اليهودِ،ثم يومَ الأحدِ أولَ أيام الأسبوعِ المسيحيّ جاءَتْ النسوةُ إلى قبرِ المسيحِ ووجدنَ الحجرَ مُدَحْرَجَاً والجسدَ غيرَ موجودٍ،وأخبرتهنَّ الملائكةُ أنَّ المسيح قد قامَ من بين الأموات، فكانت القيامة يوم الأحد.
فعلى هذا يكون يسوعُ دُفِنَ ليلةَ الجمعة،وظلَّ يومَ وليلةَ السبتِ في القبر،ثم قامَ من القبر صباحَ الأحد،فيكون قد ظلَّ في قلب الأرض يوماً وليلتين،وليس ثلاثةَ أيامٍ وثلاثَ ليالٍ.
وهذا كله يفضح أن أسطورة قيامته من الموت وكل معتقدات وأساطير المسيحية مجرد فبركات وأكاذيب وخزعبلات. وأنا لستُ المغفَّلُ الذي يُصَدِّق هذا الكلام.
(انظر كلاً مِن:
متّى27: 45-66،متَّى28: 1 -10،
مرقس15: 33-47،مرقس16: 1-8،
لوقا23: 44-56،لوقا24: 1-12،
يوحنا19: 30-41،يوحنا20: 1-10)
[تناقض61]يُعلَم من مرقس15: 25 أنهم صلبوا المسيحَ في الساعة الثالثة،
بينما يُعلم من يوحنا19: 14 أن المسيح كان إلى الساعة السادسة عند بيلاطس.
[تناقض62]في لوقا11: 50-51 يقول المسيحُ: (49لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ 50لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هذَا الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ، 51مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هذَا الْجِيلِ!)
بينما في حزقيال18 أنه لا يؤخذ أحدٌ بذنبِ أحدٍ،وفي مواضعَ أخرى من العهد القديم نفس العقيدة، بينما في مواضع أخرى من التوراة والعهد القديم أنَّ الأبناءَ تؤخَذ بذنوب الآباء إلى عدة أجيال،راجع الموضوع في قِسم نقد العهد القديم من هذا الكتاب،في باب عدم العدالة والغرائب والأشياء الشاذة.
[تناقض63]اقتبَسَ بولس واستشهدَ من العهد القديم،قائلاً: (7بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، 8الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. 9بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». 10فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.) كورنثوس الأولى2: 7-10
وهذه الآية على تحقيق مفسِّريهم منقولةٌ من إشعياء64: 4 وهي هكذا:
(1لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. 2كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ، وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي، لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ، لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. 3حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا، نَزَلْتَ، تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ. 4وَمُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَصْغَوْا. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ.)
واضح أنَّ الأعداد (الآيات) تتكلم عن عدم سماع الأمم غير اليهودية لكلام الربِّ وتعاليمه وعن ما ينتظر الصالحين من نصر الرب يهوه لليهود على العرب وتمكن اليهود من احتلال أراضي العرب وسرقة ونهب أموالهم وثرواتهم وسبي نسائهم وأطفالهم،وواضح أنَّ النص يتكلم عن انتصارات إسرائيل في أول عهدها أيامَ موسى ويشوع بن نون والقضاة وشاول وداوود وسليمان،وهو يتكلَّم عن أحداث الخروج من مصر الأسطورية ونزول الرب أو مجد وقوة الرب كنارٍ على جبل الطور ..القصة المشهورة وكيف أنه أعطاهم الوصايا العشرَ بنفسه بلا واسطة.
فمن الجليّ أنَّ بولس حرَّفَ الآية4بصورة مفضوحة ومكشوفة ووقحة جداً،ليحاول ادعاء أن المسيحية لها أساسٌ من الكتاب اليهودي.
وهذا يدل على عدم أمانة في النقل والاقتباس،وسلَّم مفسِّروهم بهذا الاختلاف،فنسبوا التحريفَ إلى سفر إشعياء لا رسالة بولس، فجعلوا كتابَ إشعياء وكلامه مُحرَّف مُحَوَّر لكي لا يعترفوا بغلط رسولهم بولس وتدليسه وتحريفه وإظهاره الباطلَ بصورة الحقِّ، حيثُ لم يَرِدْ في العهد القديم أيُ ذكرٍ للجنة والنار وحتى القيامة. ما عدا النص الغامض الناقص المعنى غير المفيد في سِفر دانيال كما ناقشنا في الباب الأول من كتاب نقد العهد القديم.
[تناقض64]المقارنة تكشف التناقض في قصة دعوة التلاميذ الأولين واتباعهم للمسيح يسوع
[قارِنْ متَّى4: 18-22،مرقس1: 14-20،لوقا5: 1-11،يوحنا1: 35-46]بقلم راهب العلم
متَّى ومرقس: لما كانَ يسوعُ ماشياً عندَ بحرِ الجليلِ بفلسطين أبصرَ الأخويْنِ بطرس وأندراوس وهما يُلقيانِ الشبكةَ للصيدِ فدعاهم لاتباعِهِ فتركا الشباكَ وتبعاه،ثم اجتازَ مِن هناكَ فرأى أخوينِ آخرين يعقوب ويوحنا ابنَيْ زبدي فدعاهما ففوراً تركا إصلاحَ الشِباكَ الذي كانا يقومانِ به وقتَما جاءَهم وتركا السفينةَ وتبعاه.
أما يوحنا: فيذكر القصة بشكلٍ مختلف تماماً ،فيذكر أنه قُربَ منطقةِ عبر الأردنِّ ،تحديداً في بيت عَبْرَةَ حيثُ كانَ يوحنا المعمدان هناكَ يُعَمِّد الناسَ في النهر الجاري ومعه تلاميذه،فرأى المعمدانُ مرةً يسوعَ ماشياً فأشارَ إليه بأنه حَمَلُ اللهِ الذي يرفع خطيةَ العالم...إلخ،فسمع هذا الكلامَ اثنانِ من تلاميذ يوحنا المعمدان هما يوحنا وأندراوس،فتبعا يسوعً وطلبا منه أنْ يخبرهما أينَ يسكن وظلاّ عنده طيلةَ ذلكَ اليومِ،وفي الساعة العاشرة جاءَ أندراوسُ بأخيه بطرسَ للمسيحِ بعدما هداه للمسيحية، ثم في الغدِّ لما أرادَ يسوعُ الخروجَ إلى الجليل صادفَ فيلبس فقال له (اتبعني) فتبعه،ثم جاءَ فيلبسُ بنثنائيلَ بعدما هداه.
فكما نرى هناك اختلافاتٌ كثيرة بينَ متَّى ومرقس،ويوحنا:
#أولاً: متَّى ومرقس يقولانِ أن هذا كان عند بحر الجليل في فلسطين،
ويوحنا يقول أنه عند عبر الأردن.
#ثانياً: متى ومرقس يكتبان أن التلاميذ كانوا مشغولينَ بإلقاء الشِباك وإصلاحها،وجاءَ المسيح إليهم
،بينما يذكر يوحنا أنهما كانا من تلاميذ المعمدان وهما من جاء إليه ولحقاه حينَ سمعا المعمدانَ يصفه
ويعظِّمه. ولم يقُلْ يوحنا في إنجيله أيَّ شيءٍ عن شِباكٍ وصيدٍ وقتَ التقاءِ يسوعَ بالتلاميذ،فأندراوس ويوحنا هما من ذهبا إلى المسيح وليس هو من جاءَ إليهما،على عكس قصتي متَّى ومرقس.
#ثالثاً: متَّى ومرقس يكتبان أنه لقيَ أولاً بطرس وأندراوس على بحر الجليل،ثم لقِيَ بعدَ برهةٍ أثناءَ سيرِهِ يعقوبَ ويوحنا على هذا البحر.
،وكتب يوحنا أنَّ يوحنا وأندراوس جاآه أولاً في قُربِ عبر الأردنّ،ثم جاءَ بطرسُ بهدايةٍ من أخيه أندراوس،وفي الغدّ لما أرادَ المسيحُ الخروجَ إلى الجليل لقِيَ فيلبس ودعاه،ثم جاءَ نثنائيلُ بهدايةٍ من فيلبس،ولمْ يذكرْ يوحنا يعقوبَ بنَ زبدي.
#رابعاً: متَّى ومرقس يقولانِ أنَّ المسيحَ قابلَ بطرسَ وأندراوس ثُمَّ يعقوب ويوحنا على بحر الجليل،
ويكتب يوحنا أنه لَقِيَه أندراوس ويوحنا ثم بطرس ولم يذكرْ يعقوبَ.
أما لوقا فخالف الثلاثة الأناجيل الأخرى،فذكرَ القصةَ كالتالي:
لما كانَ الجمعُ يزدحم على المسيح ليسمعَ كلمةَ الله،كان واقفاً عند بحيرة جنيسارت فرأى سفينتين واقفتين عندَ البُحيرة،فدخل مع الجموع التي تتبعه إلى إحدى السفينتين التي كانت لسمعان(بطرس)، وطلبَ منه أن يَبْعُدَ عن الشاطئِ قليلاً،ثم لما فرغَ من تعليمه للجموع،قال لسمعان:ابعُد إلى العمقِ وألقوُا شباكَكم للصيدِ،فقال له سمعان بطرس: يا مُعَلِّمُ قد تعِبْنا الليلَ كلَّه ولم نصطَدْ شيئاً ولكنْ على كلمتِكَ أُلْقي الشبكةَ،فلما فعلوا ذلكَ اصطادت شباكُهم سمكاً بكميةٍ مهولة لدرجة أن شبكتهم صارت تتخرَّق أي تتمزَّق،وطلبوا من شركائِهِم في السفينةِ الأخرى أنْ يأتوا ويساعدوهم،فأتَوْا وملؤوا السفينتين سمكاً حتَّى أخذتا في الغرق. حتَّى خرَّ بطرس عندَ ركبتي يسوع قائلاً(اخرجْ من سفينتي يا ربُّ،لأني رجلٌ خاطئٌ)، وكذلكَ دُهِشَ يعقوبُ ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكيْ سمعان الذي هو بطرس أي الصخرة كما لقَّبَه المسيحُ،ولما جاؤوا بالسفينتين إلى البرِّ تركوا كلَّ شيءٍ وتبعوا المسيحَ.
هذا على عكس متَّى ومرقس اللذينِ قالا أنَّ المسيح يسوع وهو سائرٌ عندَ بحرِ الجليل قابلَ بطرسَ وأندراوس،ثم وهو سائرٌ مجتازٌ قابلَ ابنَيْ زبدي يعقوبَ ويوحنا.
#وعلى عكسهم كلهم يوحنا الذي قالَ أنَّ أندراوس ويوحنا جاءا إلى المسيحِ واتّبعاه، بعدما سمعا كلامَ معلِّمهما يوحنا المعمدان عندَ عبر الأردنِّ.
[تناقض65]ذكرَ "الربُّ" في التوراة طريقةَ الاحتفالِ بعيد الفصح أي العبور أو الخروج من مصر، وشعائره،ثم قالَ(ويكونُ لكم هذا اليومُ تذكاراً فتعيِّدونه عيداً للربِّ،في أجيالِكم تعيِّدونه فريضةً أبديةً) الخروج12: 14،فإنْ كانَ فريضةً أبدية بكل مظاهره الدينية والاحتفالية للتذكير بتنجية الله
لبني إسرائيل،وطقوسه وهي ظريفة موجودة بالتفصيل في سفر الخروج،فكيف ألغاه المسيحيونَ؟!
كانَ تعظيمُ السبتِ وتحريم العمل فيه شريعةً أبدية في الناموس أي الشريعة أي التوراة،فكيفَ ألغاه المسيحيون أو بولس أو يسوع وهو أبديّ كما فرضَ"الربُّ"في الكتاب اليهوديّ الذي يؤمنون به هم أيضاً؟!
(12وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 13«وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا، لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ، 14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّايِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) الخروج31: 12-17
كذلك حكم الختان (ختان الذكور) في التوراة شريعة أبدية واجبة أن يقطعوا ويمارسوا الجزارة في الجسم البشريّ،فألغته المسيحيةُ،بتأويلاتٍ وتفسيراتٍ غير مقبولة من وجهة نظر الديانة اليهودية بدعوى ختان القلوب لا الأجساد،وما شابه ذلكَ من كلامٍ جميل،لكنه تحويرات:
(7وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ، عَهْدًا أَبَدِيًّا، لأَكُونَ إِلهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. 8وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ، كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مُلْكًا أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ إِلهَهُمْ».
9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) التكوين 17: 7-14
صرَّحَ سفر اللاويين: إصحاح11،بحرمة "النجاسات" حرمةً قاطعةً،فكيف حلَّلَها المسيحيون وبولس وبطرس الرسولان،مع زعمهم الإيمانَ بالعهد القديم،وعدم نقضه أو إلقائه وراءَ ظهورهم، أنا مع المسيحية أن الخنزير والجمل والأرنب وغيرهم ليسوا نجاساتٍ،لكني أتكلم عن التناقض بين شِقَّيْ الكتاب المقدَّس.
عن عيد الفصح وسُنة صنع الفطير،يقول"الربُّ" : (14وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.
15«سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ
الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 16وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ
مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ، فَذلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. 17وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. 18فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، مَسَاءً، تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً. 19سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِرًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. 20لاَ تَأْكُلُوا شَيْئًا مُخْتَمِرًا. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا».)خروج12: 14-20
[تناقض66]في رسالة يهوذا،التالي: (9وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ:«لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».) رسالة يهوذا: 9
وهذه المعلومة أو القصة لم تَرِدْ في أي موضع من أسفار العهد القديم المعتمدة،فمن أينَ جاءَ بها يهوذا؟!. هل يوحَى إليه بأشياء عن العهد القديم لم تأتِ فيه؟!
في كتاب(إظهار الحق)/ الجزء الأول/ص264 يذكر المؤلِّفُ نقلاً عن تفسيرِ لاردنر في المجلد الثاني من هذا التفسيرص512 (أن أرجن قالَ أنَّ يهوذا نقلَ عن كتابِ المِعراج الآيةَ التاسعةَ من رسالتِه.) ا.هـ . والآنَ أصبحَ هذا الكتاب غير معترف به وجعليّ ومُحرَّف،ومُختلَق،في حين أصبحت الفقرة المنقولة منه إلهامية صحيحة ومن المسلَّمات بعدما دخلتْ الإنجيلَ!.
[تناقض67]يقول يهوذا في رسالته 14-15(14وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً:«هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ، 15لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ».)
إخنوخ نبيّ2 في التوراة،لكنَّ هذا الكلام لم يُذكَرْ إطلاقاً لا في سِفر التكوين ولا أي موضع من التوراة
أو كتاب العهد اليهوديّ كله،فمِنْ أينَ جاء يهوذا بهذه المعلومةِ،إما أنه نقلَها من كتابٍ تمَّ اعتبارُه لاحقاً أبوكريفا أي موضوع مُختلّق غير صحيح مثل الحالة السابقة،أو أنه جاء به بوحيٍ إلهيّ على اعتباره نبياً،حيثُ تعتبر المسيحيةُ التلاميذَ الأحدَ عشَر وبولس الرسولَ؛رسلاً وأنبياء يكلمهم الله ويوحي إليهم،كما يُفهَم من قراءة العهد الجديد.3
،(بالمناسبة لقد عثر علماء الآثار في أثيوبيا على مخطوطٍ لسٍفر إخنوخ المُحَرَّم المرفوض الذي يصر كل المسيحيين واليهود على رفضه،ولا يعترف المسيحية أن يهوذا نقلَ منه)4.
_________________________________
4 جاء في دائرة المعارف الكتابية_ لوليم وهبة هكذا:
يوجد عدد من الكتب المزيفة والمنسوبة إلى أخنوخ بن يارد وأبي متوشالح ( تك 5 : 18 ) ، فمن الواضح أن نقل أخنوخ إلى السماء أدى إلى الاعتقــاد بأنه كان عارفاً بكل أسرار السماء ، ومن هنا جاءت هذه الكتب ، وجميعها رؤوية في طبيعتها ،مما يلائم نسبتها إلى أخنوخ .
أ- سفر أخنوخ الحبشي : أو أخنوخ الأول ، أو سفر أخنوخ ، وهو مؤلف ضخم يتكون من 108 أصحاحات مقسمة إلى خمسة " كتب " وذلك على الأرجح تبعاً لمصادر المؤلف . وجميعها لها مقدمة واحدة وخاتمة واحدة . ولعل مخطوطات قمران تلقي ضوءاً أكبر على هذا المؤلف .
1- محتوياته : الأصحاحات الخمسة الأولي مقدمة لكل سفر ، وبخاصة لموضوعه الرئيسي عن الجزاء والعقاب ونهاية العالم والدينونة النهائية .
الكتاب الأول : ( أصحاحات 6 - 36 ) : موضوعه الأساسي هو الملائكة والكون . فالأصحاحات من 6 - 11 المأخوذة من سفر نوح ، تذكر أن سقوط الملائكة حدث بسبب زواج أبناء الله ببنات الناس ( انظر تك 6 : 1 - 4 ) ، : وأن الملائكة بدورهم علموا الناس فنون الحضارة ومهاراتها المختلفة ، ففسد الجنس البشري ، فأصدر الله حكم الدينونة على الجنس البشري وعلى عزازيل الذي أضلهم .
وفي الأصحاحات من 12 - 16 رأى أخنوخ رؤيا ، وهو يتوسل بلجاجة من أجل الملائكــة الساقطين ، فأمر أن يتنبأ عن مصيرهم المحتوم .
وفي الأصحاحات من 17 - 36 ترافق ملائكة النور أخنوخ في رحلات مختلفة للأرض ، ولمكان عقاب الملائكة الساقطين ، وللهاوية ، ولشجرة الحياة ، ولأورشليم بجبالها وأنهارها ومجاريها ، ولفردوس البر .
والكتاب الثاني : ( من 37 - 71 ) يتكون من ثلاثة أمثال أو تشبيهات ، وجميعها أمثال طويلة بالمقارنة بأمثال الأناجيل . وكل منها تدل على انتصار البر على الشـر . فالمثل الأول ( أصحاحات 38 - 44 ) يتكلم عن الدينونة التي توشك أن تقع على الأشرار ، وعن " مسكن البار المختار " ، وعن رؤساء الملائكة الأربعة ، وعن بعض الأسرار الفلكية والجوية .
والمثل الثاني ( أصحاحات 45 - 57 ) يتحدث أساساً عن المختار أو ابن الإنسان وهو جالس للدينونة ، ولا يصوره على أنه كائن بشري ، بل على أنه كائن سماوي جليل له سلطان مطلق على عالم البشر والملائكة .
والمثل الثالث ( أصحاحات 58 - 71 ) يتحدث عن سعادة القديسين ، وقياس الفردوس ، ودينونة الملوك والعظماء ، وبسرد أسماء الملائكة الساقطين ووظائفهم .
والكتاب الثالث : ويطلق عليه اسم " سفر الأنوار السماوية " ويستغرق الأصحاحات من 72 - 82 ، ويكاد يكون كتاباً علمياً خالصاً ، لا يبدي أي اهتمام بالمسائل الأخلاقية ، فالمؤلف يحاول أن ينشئ نظاماً فكلياً متكاملاً من معطيات العهد القديم ، ويطالب بأن يكون قياس الزمن شمسياً لا قمرياً . ومن المدهش أن السنة الشمسية عند المؤلف هي 364 يوماً ، بل إنه ليعلم بالسنة ذات ال 365 يوماً وربع اليوم . وفي 80 : 2 - 8 يتحول فجأة إلى الأمور الأخلاقية ، ويقول إنه في الأيام الأخيرة ستعاني الأجرام السماوية وكذلك الأرض من اضطرابات خطيرة .
أما الكتاب الرابع ( أصحاحات 83 - 90 ) فيتكون من حلمين ، رأى فيهما تاريخ إسرائيل . فالأصحاحان 83 و 84 يذكران رؤيا الحلم الأول الذي - في رأي المؤلف - يتنبأ عن الطوفان كعقاب للعالم . أما رؤيا الحلم الثاني فتستغرق الأصحاحات من 85 - 90 ، وبعد أن يسرد التاريخ من البدء إلى زمن أخنوخ ، يتنبأ عن تاريخ العالم إلى تأسيس المسيا لمملكته . ويقدم لنا هذا التاريخ في صورة موغلة في الرمزية ، فالثيران تمثل الآباء ، والغنم تمثل بيت إسرائيل الحقيقي ، والوحوش والطيور تمثل الأمم ، ولعل شاة بقرن عظيم تمثل يهوذا المكابي ، وثوراً أبيض ذا قرنين كبيرين يمثل المسيا . وتنتهي رؤيا الحلم بأورشليم الجديـــدة ، وتجديد الأمم ، وقيامة الأبرار وتأسيس حكم المسيا . ولأن التاريخ - كما يفهم من هذه الرموز - لا يمتد إلى ما بعد عصر المكابيين ، فذلك دليل على تاريخ كتابة هذا الجزء .
أما الكتاب الخامس فيشتمل على تحريضات للأبرار ، ولعنات على الأشرار ، ويستغرق الأصحاحات من 91 - 105 . وتركيب هذا الكتاب معقد وان كان موضوعه هو نفس موضوع سائر الأجزاء . ومما يستلفت النظر في هذا الجزء هو رؤيا الأسابيع في الآيات 93 : 1 - 10 ، 91 : 21 - 27 ، فيقسم التاريخ منذ زمن أخنوخ إلى عشرة أساييع غير متساوية الطول ، يتميز كل منها بحادثة معينة ، فمثلاً الأسبوع الأول يتميز بميلاد أخنوخ ، والثالث بدعوة إبراهيم ، والسابع بنشر كتابات أخنوخ ، وفي الثامن سيفوز الأبرار بالغلبة على مقاوميهم ، وفي الأسبوع التاسع سيعد العالم للدمار ، وفي الأسبوع العاشر - الذي لــن ينتهي - ستظهر السماء الجديدة .
أما الخاتمة فتشغل الأصحاحات 106 - 108 . والأصحاحان 106 و 107 يستمدان مادتهما من سفـــر نوح ، فيذكران ازدياد الخطية بعد الطوفان إلى حكم المسيا ، ويعود الأصحاح الأخير إلى موضوع مكافأة الأبرار وعقاب الأشرار .
2- النصوص والترجمات : قبل اكتشاف مخطوطات البحر الميت ، كان أفضل نصوص لكتاب أخنوخ الأول ، هي الموجودة في المخطوطات الحبشية ، وتوجد منها 29 مخطوطــــة ، بعضها يحتوى على الكتاب كله مع بعض كتب أو أجزاء من كتب أبوكريفية أخرى . ويمكن استخلاص صورتين - للكتاب - من بين هذه المجموعة من المخطوطات . والمخطوطات الحبشية ترجع إلى عصر متأخر ، فلعل أقدمها يرجع إلى القرن السادس عشر .
كما توجد أجزاء من السفر في مخطوطتين يونانيتين من القرن الثامن - أو بعده - اكتشفتا في 1886 / 1887 في قبر من المدافن المسيحية في أخميم بمصر . وتوجد بالأولى الأصحاحات من 1 - 32 : 6 ، وبالثانية 19 : 3 - 21 : 9 . وتحتفظ لنا مخطوطة فاتيكانية بالآيات 89 : 42 - 49 . وقد نشر " بونر " سنة 1937 برديات مصرية تحتوي على الأصحاحات 97 - 104 ، 106 - 108 . كما توجد بعض الاقتباسات من أخنوخ في مخطوطة لاتينيــة تحتوي على 106 : 1 - 18 .
ومخطوطات قمران ( البحر الميت ) تقدم لنا أفضل صورة للنص الأصلي لسفر أخنوخ ، فقد وجدت حوالي عشر قصاصات من مخطوطات بالأرامية في الكهف الرابع ، وخمس من هذه القصاصات تكاد تطابق الكتابين الأول والرابع من أخنوخ . ويبدو أن هذه الأجزاء مع الأصحاحات الأخيرة من السفر كانت تشكل كتاباً قائماً بذاته . ويوجد الكتاب الثالث - وهو الجزء الفلكي - في أربع مخطوطات أرامية تقدم لنا أفضل النصوص المتاحة حتى الآن . وتوجد بداية الكتاب الخامس في مخطوطة واحدة ، ولعلها كانت متداولة أيضاً ككتاب قائم بذاته ، ومما يؤيد ذلك وجود قصاصة من مخطوطة يونانية بين برديات تشستر بيتي في متيشجان . ولعل عدم وجود أي قصاصات من الكتاب الثاني يرجع إلى حدث من الأحــداث ، أو لعل ذلك لأنه كان كتاباً قائماُ بذاته لم تعلم به جماعة قمران . ولعل الدراسة المتواصلة لمخطوطات قمران ستغير شيئاً من تقديرنا لسفر أخنوخ .
3- تاريخه : ولأن السفر يتكون من أجزاء مختلفة ، فيجب أن نتكلم عن تواريخ هــذه الأجزاء ، لا عن تاريخ السفر ككل . والأحداث التاريخية الكثيرة التي يرد ذكرها في ثنايا السفر ، تصلح - ولو جزئياً - لتحديد التواريخ ، ولو أن خبراء هذا الميدان غير متفقين على تحديد هذه التواريخ . ويقترح " بليفر " التواريخ الآتية : المقدمة من 150 - 100 ق.م. والكتاب الأول حوالي 100 ق.م. والكتاب الثاني فيما بين 100 - 80 ق.م. ، والكتاب الخامس فيما بين 100 - 80 ق.م.، ( بإستثناء رؤيا الأسابيع ، فهي ترجع إلى 163 ق.م ) ، والخاتمة فيما بين 100 - 80 ق.م. ، وإن كان الأصحاحان 106 و 107 المأخوذان عن سفر نوح ، قد يرجعان إلى تاريخ سابق . ويقول البعض الآخر إن الكتاب الأول يرجع إلى ما قبل 170 ق.م. كما يرجع د. تشارلز برؤيا الأسابيع إلى ما قبل عصر المكابيين ، ولو انه يعترف بصعوبة الجزم بذلك . ولعل السفر كله جمع في القرن الأول قبل الميلاد ، ويقترح البعض أن ذلك ثم في 95 ق.م. أو 63 ق.م.، أو في حكم هيرودس ( 37 - 4 ق.م.) .
4- تأثيره : وفي الإمكان ذكر الأجزاء المقابلة لسفر أخنوخ الأول في كل أجزاء العهد الجديد ، ولو أنه من الشطط أن نقول إن كل كتَّاب العهد الجديد ، كان لهم إلمام بسفر أخنوخ . ولعل أهم اقتباس من سفر أخنوخ هو ما جاء في رسالة يهوذا ( عد 14 و 15 ) . وبالإضافة إلى هذا الاقتباس الواضح ، هناك مفاهيم كثيرة في العهد الجديد لها ما يطابقها في أخنوخ الأول ، مثل الطبيعة الروحية لحكم المسيا ، وكذلك ألقاب المسيا ، مثل " المسيح " أو " الممسوح " ، " والبار " " والمختار " " وابن الإنسان " ، كما أن مفاهيم العهد الجديد عن الهاوية والقيامة والشياطين مشابهة - لحد بعيد - للمفاهيم الموجودة في أخنوخ .
كما أن الكثير من كتابات الآباء تدل على معرفتهم بأخنوخ الأول ، فيكاد برنابا وترتليان ، مثلاً يعتبرانه في مستوى الأسفار المقدسة ، كما أن الكتابات الغنوسية والأبوكريفية تقتبس منه . ولكن ما جاء القرن الرابع حتى هبطت قيمة الكتاب في الغرب ، وأعلن جيروم أنه كتاب أبوكريفي ، ولكن ظل استخدامه فترة أخرى في الشرق .
[تناقض68]كاتب سِفر رؤيا يوحنا يُخطئ في اسم أحد الأسباط الاثني عشر،فيخطئ عندما يضمّ َمَنسَّى بن يوسفَ،بدلاً من دان كأحدِ الأسباط،ومعلوم أن منسَّى وأفرايم هما عشيرتان لِسِبط يوسف،لأن يوسفَ كانَ له ولدانِ هما منسى وأفرايم،فهما قبيلتانِ تشكِّلانِ معاً كلَّ سِبطِ يوسفَ. ودان أحد أبناء يعقوب الاثني عشر،وأبو أحد الأسباط الاثني عشر،له سبط باسمه لأنهم نسله.
ويوسف بن يعقوب،أخو دان،له سبط واحد هو سِبط يوسف،ويتفرَّع لعشيرتين هما منسَّى وأفرايم.
انظر التكوين49،والعدد3، قارِنْ مع رؤيا يوحنا7: 4-8
[تناقض69]في سِفر التكوين (26وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ.) التكوين11: 26
وكذلكَ: (31وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ. 32وَكَانَتْ
أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.) التكوين11: 31-32
ثم نرى: (4فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.) التكوين12: 4
إذن،عندما رحل إبراهيم من حاران إلى أرض الكنعانيين كان عمر أبيه 145سنةً،ولم يكن أبوه قد ماتَ بعدُ،لأنه قد ماتَ عن عمر مئتين وخمس سنين.
(70سنة عمر تارح وقتَ إنجاب إبراهيم + 75سنةً عمر إبراهيم وقتَ ارتحاله= 145سنةً عمر تارح وقتَ رحيلِ إبراهيم إلى كنعان يعني فلسطين)
والآنَ لِنقارِنْ هذا مع كلام استفانوس أحد شهداء ورسل المسيحية عن إبراهيم في سفر الأعمال، _وقد كانت خطبة إستفانوس القوية في تعداد خطايا اليهود وفضحهم سبباً في قتلهم له_، حيث يقول أن إبراهيم رحلَ من حاران إلى كنعان بعدَ موتِ أبيه، والعجيب أن سفر أعمال الرسل يقول أن إستفانوس شخص ممتلئ بالروح القدس،ولا أستطيع توضيح معنى هذا إلا بالمعرفة من الله والبصيرة والوحي والتسديد الإلهي والإيمان العميق، لكن الظاهر أن روح القدس لم يُعطِه معرفةً وإعجازاً بل تركه جاهلاً ذا معلوماتٍ خاطئة تماماً.
(1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ. 2فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا:«لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. 3فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. 4وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ». 5فَحَسُنَ هذَا الْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ الْجُمْهُورِ، فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ، رَجُلاً مَمْلُوًّا مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَفِيلُبُّسَ، وَبُرُوخُورُسَ، وَنِيكَانُورَ، وَتِيمُونَ، وَبَرْمِينَاسَ، وَنِيقُولاَوُسَ دَخِيلاً أَنْطَاكِيًّا. 6اَلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ أَمَامَ الرُّسُلِ، فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ الأَيَادِيَ. 7وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ. 8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوًّا إِيمَانًا وَقُوَّةً، كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.
9فَنَهَضَ قَوْمٌ مِنَ الْمَجْمَعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَجْمَعُ اللِّيبَرْتِينِيِّينَ وَالْقَيْرَوَانِيِّينَ وَالإِسْكَنْدَرِيِّينَ، وَمِنَ الَّذِينَ
مِنْ كِيلِيكِيَّا وَأَسِيَّا، يُحَاوِرُونَ اسْتِفَانُوسَ. 10وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُقَاوِمُوا الْحِكْمَةَ وَالرُّوحَ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ. 11حِينَئِذٍ دَسُّوا لِرِجَال يَقُولُونَ:«إِنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ تَجْدِيفٍ عَلَى مُوسَى وَعَلَى اللهِ». 12وَهَيَّجُوا الشَّعْبَ وَالشُّيُوخَ وَالْكَتَبَةَ، فَقَامُوا وَخَطَفُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى الْمَجْمَعِ، 13وَأَقَامُوا شُهُودًا كَذَبَةً يَقُولُونَ:«هذَا الرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ كَلاَّمًا تَجْدِيفًا ضِدَّ هذَا الْمَوْضِعِ الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِ، 14لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ هذَا سَيَنْقُضُ هذَا الْمَوْضِعَ، وَيُغَيِّرُ الْعَوَائِدَ الَّتِي سَلَّمَنَا إِيَّاهَا مُوسَى». 15فَشَخَصَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْجَالِسِينَ فِي الْمَجْمَعِ، وَرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ.) أعمال الرسل6: 1-15
(1فَقَالَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ:«أَتُرَى هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا هِيَ؟» 2فَقَالَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا! ظَهَرَ إِلهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ 3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.)أعمال الرسل7 : 1-4
[تناقض70]أصحاب الأناجيل الأربعة متفقون أنَّ صَلب المسيحِ وموته كانَ يومَ الجمعة،إلا أنهم مختلفون هل كانَ الموتُ بعدَ عيد الفِصْح واحتفال المسيح مع التلاميذ الاثني عشر به في العشاء الأخير كما يَرِدُ في متَّى ومرقس ولوقا،أم أن الموت والصلب كانَ قبلَ الفِصْح كما يروي يوحنا؛
بمعنى آخر الثلاثة الأُوَل يقولونَ أنَّ الفِصح كان يوم الخميس قبلَ يومِ الصلب والموت ثم يوم الجمعة الذي كان يومَ موت المسيح مصلوباً ثم يوم سبتٍ عاديّ،
أما يوحنا فترتيبه :يوم الموت هو يوم الجمعة ثم أعقبه عيد الفِصْح موافِقاً يومَ السبتِ؟
وللتبسيط نورد جدول المقارَنة التالي لتوضيح ترتيب الأيام لدى متَّى ومرقس ولوقا،ويوحنا المخالِف لهم :
اليوم
الإنجيل
متَّى ومرقس ولوقا
يوحنا
الخميس
العشاء الأخير يومَ عيد الفِصْح
عشاء أخير لكنه عاديّ كأنه غير المذكور في الأناجيل الثلاثة الأخرى،وبدون القربان المُقدَّس (أي شرب المسيح للخمر وأكله الخبز،اللذان صارا أكلة شعائرية في العيد المسيحي ترمز لدم وجسد المسيح الذي فدى البشرَ بهما.)
الجمعة
الصلب والموت
الصلب والموت
السبت
السبت (يوم سبت عاديّ)
عيد الفِصْح موافِقاً يومَ السبت
بالتالي يكون لدينا تاريخان مختلِفان لعيد الفِصْح المسيحي؛فأيهما نُصدِّق؟!...التاريخ الموافِق ليوم الخميس أم الموافِق ليوم السبت؟!
هل هذا وحي إلهي بالروح القدس التي تسكن النفس المؤمنة للرسل، ذلك الذي فيه كل هاتِهِ التناقضات.
ملاحظة: (الاستعداد) في مرقس ولوقا،جاءَ المصطلح بمعنى ما قبلَ يومِ السبتِ العاديّ، أما لدى يوحنا فجاءَ بمعنى اليوم السابِق لعيد الفِصح.
قارِنْ: متَّى26: 17+ متَّى 27: 1
مرقس14: 12+ مرقس15: 1
لوقا22: 7+لوقا22: 66
مع يوحنا13: 1+يوحنا19: 14+يوحنا19: 16-17+يوحنا19: 31
[تناقض71]الآيات من رسالة بولس إلى رومية3: 13-18،لا توجد أساساً في المزمور14 الذي اقتبسَ منه.
[تناقض71م]
والفضيحة أنه رغم عدم وجود تلك الفقرة في المزمور في مخطوطات النسخة العبرية للعهد القديم وهي الأصل والمصدر ولا السامرية،ولا في نسختي الترجمة اليونانية للكتاب المقدس: كودكس ألكسندريانوس بلندن بإنجلاند العظمى وهي أقدم نسخة عثروا عليها على مستوى العالم وأكثرها صحة عندهم، ولا نسخة كودكس افريمي بباريس بفرانس ،وهاتان هما اثنتان من ثلاث نسخ تعتبر الأقدم في العالم مما عثروا عليه والثالثة هي كودكس واتيكانوس وتوجد بروما بإيتالي.
أقول الفضيحة أنهم حرفوا وزوروا وأضافوا الفقرة للمزمور بعد الآية3،ست آيات إضافية في نسخة كودكس واتيكانوس والترجمة اللاتينية وترجمة اتهيبوك والترجمة العربية لوليم واتس سنة 1844م
(فحنجرتهم قبر مفتوح، هم يغدرون بألسنتهم وسم الثعابين تحت شفاههم ،وأفواهم مملوءة من اللعن والمرارة، وأقدامهم مسرعة لسفك الدم والتهلكة والشقاء في طرقهم، ولم يعرفوا طريق السلامة وخوف الله ليس بموجودٍ أمام أعينهم)
ولا توجد هذه العبارة في العبرية ولا السامرية ولا نسختي ألكسندريانوس ولا افريمي ،بل توجد في رسالة بولس إلى أهل روما، فلا يخلو الأمر من احتمالين إما أسقطها اليهود من العبرية ولا يوجد لهم دافع ليفعلوا ذلك، وإلا فزادها المسيحيون في بعض تراجمهم أولئك المذكورات أعلاه لإصلاح كلام رسولهم ومقدسهم بولس الذي يحرِّف كلام كتاب اليهودية كعادته في اقتباساته4، فأحد التحريفين لازم قطعاً. وأشار آدم كلارك لهذا في ذيل شرحه للآية3 من المزمور14
نقلاً عن إظهار الحق ج1/ص248 ط.دار الجيل _ بيروت ،الباب الثاني في إثبات التحريف /المقصد الثالث في إثبات التحريف بالنقصان.
--------------------------------------------------------------------------------
2 أخنوخ ويسمى إدريس في القرآن لدى المسلمين ،ويقال أنه ترجمة لمعنى اسمه بالعبرية .
3 فما المانع مع مبدأ وجود نبوات بعد يسوع أن يأتيَ شخصٌ في عصرنا هذا مدّعياً النبوةَ طالما أقواله وتعاليمه لا تتعارض مع المسيحية والأناجيل الأربع ورسائل بولس والرسل الآخرين والعهد الجديد كله عموماً،ولماذا يرفض المسيحيون أرثوذكساً وكاثوليكاً وبروتستنتاً وماروناً نبواتِ شخصٍ مثل مؤسِّس الدين المورموني الأمِرِكي (جون سِمِثّ) الذي يزعم أتباعُه الكثيرَ من الأنبياء الأمِرِكيين الهنود الحمر من أصلٍ إسرائيلي أورشليميّ عاشوا قبلَ الميلادِ وأنزل عليهم وحي ودعوا الأمريكيين الأصليين(الهنود الحمر) لليهودية،وأنشأوا حضاراتٍ ،وخاضوا حروباً!
ويزعم المورمون_وهناك فِرق مسيحية مُشابِهة أخرى_أن أبناء وأحفاد جون سمث يتعاقبون النبوةَ، ويتوارثونها،وكل نبي منهم قد ينسخ حكمَ وشرعَ نبيٍ سابِق عليه،مثل تحليل جون سمث لتعدد الزوجات،ثم لما تعرض المورمونيون للسجن بسبب تحريم القوانين الأمركية والأورُبية للزواج بأكثر من زوجة،اضطر نبيٌ آخر بعدَه لتحريمِه،وإلغاء تلك الشريعة!
وسنتناول هذا الموضوع أكثر في الباب الثاني من هذا البحث،باب مسائل متفرِّقة حول المسيحية.
4 وهي ليست عادته هو فقط فهي عادة الأربعة المبشرين متى ومرقس ولوقا ويوحنا والرسل الاثني عشر في رسائلهم.
[تناقض72]يكتب بولس الرسولُ في رسالته الثانية إلى تيموثاوس،فيقولُ له: (8وَكَمَا قَاوَمَ يَنِّيسُ وَيَمْبِرِيسُ مُوسَى، كَذلِكَ هؤُلاَءِ أَيْضًا يُقَاوِمُونَ الْحَقَّ. أُنَاسٌ فَاسِدَةٌ أَذْهَانُهُمْ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ مَرْفُوضُونَ. 9لكِنَّهُمْ لاَ يَتَقَدَّمُونَ أَكْثَرَ، لأَنَّ حُمْقَهُمْ سَيَكُونُ وَاضِحًا لِلْجَمِيعِ، كَمَا كَانَ حُمْقُ ذَيْنِكَ أَيْضًا.) تيموثاوس الثانية3: 8
الظريف أنَّ هذين الاسمين وتلك القصة لم تُذكَر في التوراة،فمِن أينَ جاءَ بها بولس، وعن ماذا يتحدَّث؟!
[تناقض73]في متَّى1: 11 (11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) ،وهذا غلط من عدة أوجه:
#أولاً: أن يوشيا لم يكن حياً وقتَ حدوث السبي ،ليُنجِبَ أولادَه أثناءَ السبي،فقد ماتَ قبلَ هذا السبي باثني عشر عاماً،لأنه جلسَ على العرش بعد موته يهوآحاز ابنُه على كرسيّ المُلْكِ ثلاثةَ أشهرٍ، ثم جلسَ يهوياقيم ابنُه الآخرُ إحدى عشرة سنة،ثم جلسَ يهوياكين(يكنيا) بن يهوياقيم ثلاثةَ أشهرٍ، فأسَرَه نبوخذناصَّر وسباه مع زوجاته وبني إسرائيل إلى بابل بالعِراق.
الملوك الثاني الإصحاحات22- 24
#ثانياً: أنَّ يكنيا بن يهوياقيم بن يوشيا،فهو ابن الابن يعني الحفيد،لا الابن .
أخبار الأيام الأول3: 14-16
#ثالثاً: أنَّ يكنيا في وقت سبي بابل كانَ عمره ثمانيَ عشرةَ سنةً،وليسَ أنه وُلِدَ في فترة السبي.
الملوك الثاني24: 6،الملوك الثاني24: 8+أخبار الأيام الأول3: 16+الملوك الثاني24: 8- 16،
أستير2: 6،إرميا24: 1،إرميا27: 20
#رابعاً:لم يكُنْ ليكنيا إخوة،بل أبوه يهوياقيم هو الذي كانَ له ثلاث إخوة،أما يكنيا فكانَ له أخٌ واحِدٌ.
أخبار الأيام الأول3: 14-16
كل هذه الأخطاء في نسب المسيح حدثَتْ لأنَّ متَّى البشير حاولَ التهربَ من حقيقة أن يكنيا هو بن يهوياقيم بن يوشيا،لأنه إنْ اعترفَ بهذا لا يكون يسوع هو المسيح،لا يكون جالساً على كرسيّ داوودَ ،والمسيح عندهم لا بدَّ أن يكونَ جالساً على عرش داوود،في لوقا1: 32 قولُ الملاك جبرائيل لمريم (32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».) ،والعديد كذا من نصوصِ العهد القديم اليهوديّ.
أما يهوياقيم بن يوشيا مَلِك يهوذا فإنه لما أحرقَ الصحيفةَ التي كتبَها باروخ النبيُّ من فمِ النبيّ إرميا ،كان وحي اللهِ إلى إرميا هكذا: (27ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا بَعْدَ إِحْرَاقِ الْمَلِكِ الدَّرْجَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي كَتَبَهُ بَارُوخُ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا قَائِلَةً: 28«عُدْ فَخُذْ لِنَفْسِكَ دَرْجًا آخَرَ، وَاكْتُبْ فِيهِ كُلَّ الْكَلاَمِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي الدَّرْجِ الأَوَّلِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا، 29وَقُلْ لِيَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتَ قَدْ أَحْرَقْتَ ذلِكَ الدَّرْجَ قَائِلاً: لِمَاذَا كَتَبْتَ فِيهِ قَائِلاً: مَجِيئًا يَجِيءُ مَلِكُ بَابِلَ وَيُهْلِكُ هذِهِ الأَرْضَ، وَيُلاَشِي مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ؟30لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَارًا، وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً. 31وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَعَلَى رِجَالِ يَهُوذَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي كَلَّمْتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا».) إرميا36: 27-31
لكنْ متَّى لم يدرك أنَّ حذف اسم يهوياقيم من نسب يسوع،سيُحدِث كلَّ هذه الأغلاط البشِعة، أو لعلَّه رأى أنَّ هذه الأغلاطَ أهونُ.
وهكذا كتبَ متَّى: (11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متَّى1: 11
[تناقض74]يقول متَّى هكذا: (17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متَّى1: 17
يُعْلَم مِن سياق النصّ أن بيان نسب المسيح يشتمل على ثلاثة أقسام،وكل قسم منهنَّ مشتملٌ على أربعةَ عشرَ جيلاً،وهو غلطٌ صريح،لأنَّ القسم الأول يتمّ بداود،وإذا كانَ داود داخلاً في هذا القسم،يكون خارجاً من القِسم الثاني لا محالةَ،ويبتدئ القسم الثاني لا محالةَ من سليمان ويتمّ على يكنيا،وإذا دخل يكنيا في هذا القِسم كانَ خارجاً من القسم الثالث،ويبتدئ القسم الثالث من شألتئيل لا محالةَ ويتمّ على المسيح يسوع،وفي هذا القسم الثالث لا يوجد إلا ثلاثة عشر جيلاً!
واعترض على هذا الغلط كل الملحدين منذ القرون والأزمنة البعيدة ورفضوا المسيحية، وكالعادة هذا الغلط كذلك غالباً بل حتماً هو بسبب حذف متَّى لاسم يهوياقيم بتهريج وعدم أمانة واستغباء وخداع لعقول الناس والتدليس وترويج الكذب والباطل عليهم.
#وردَ في متَّى 1: 6(...ويورام وَلَدَ عُزِيّا) ،وهذا غلط من ناحيتين:
أولاً: أنه يُعلَم منه أن عزيا بن يورام،وهذا خطأ،لأنه ابن أمصيا بن يوآش بن أخزيا بن يورام، انظر أخبار الأيام الأول3: 10-13،فثلاثة أجيال هنا أسقطها متَّى،وهؤلاء الثلاثة كانوا من مشاهير ملوك مملكة يهوذا،وأحوالهم وأخبارهم مذكورة في سِفر الملوك الثاني الإصحاحات8و12و14، وفي أخبار الأيام الثاني الإصحاحات22و24و25،ولا يوجد سبب وجيه لإسقاط هذه الأجيال سوى غلط متَّى أو سهوه أو استهتاره،لأن المؤرِّخ _لو اعتبرنا متَّى بخرافاته وخزعبلاته مؤرِّخاً أساساً_ الذي يذكر نسباً ويترك قصداً أو سهواً بعضَ الأجيالِ فإنه يُسَفَّه.
ثانياً: أنه ليسَ اسمه عُزِّيَّا،بل اسمه عَزَرْيا،كما وردَ في أخبار الأيام الأول 3: 10-13،والملوك الثاني 14: 21، الملوك الثاني15: 1،الملوك الثاني15: 6-7
#في متَّى 1: 12 أنَّ زربابل بن شألتئيل،وهذا غلط أيضاً،لأنَّ زربابل هو ابن فدايا،وأما شألتئيل فهو عم زربابل وأخو فدايا الأبّ. انظر أخبار الأيام الأول3: 17-19
#في متَّى 1: 13 أن أبيهود بن زربابل،وهذا غلطٌ أيضاً،لأنَّ زربابل كانَ له خمسة بنينَ،كما هو مُصَرَّح في أخبار الأيام الأول3: 19-20،وليس فيهم أحدٌ بهذا الاسم !
#الأجيال في القسم الثاني من الأقسام الثلاثة التي ذكرَها متَّى هي 18جيلاً لا14،كما يظهر من أخبار الأيام الأول 3: 10-16،حيثُ أسقطَ متَّى من النَسَب كلاً من أمصيا ويوآش وأخزيا ويهوياقيم، علَّقَ الناقد نيومن متأسِّفاً ومتحسِّراً في سخريةٍ: أن قد كانَ تسليمُ اتحادِ الواحد والثلاثة ضرورياً في الملة المسيحية،والآنَ أضحى تسليم اتحاد ثمانية عشر وأربعة عشر أيضاً ضروريّ، لكي لا تكونَ الكتبُ المُقدَّسة غلطَتْ!
بالمناسبة كل واحد من أجداد يسوع هؤلاء المحذوفين ارتكبوا الآثام العظيمة ،راجع العهدَ القديمَ اليهوديَّ.
[تناقض75]قالَ بولس: (3لِذلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ:«يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.) كونثوس الأولى12: 3
أناثيما: أيّ ملعونٌ أو محروم _معجم الكتاب المُقدَّس
ولكنَّ بولس نفسه قال كذلك: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية (جلاطية)3: 13
[تناقض 76]لوقا أديب وثني آمن بالمسيحية. واتجاهه بالنسبة إلى اليهود يتضح مباشرة. وكما يشير أ.كولمان فإن لوقا يحذف من روايته أكثر الآيات اليهودية عند مرقس ويبرز كلمات المسيح في مواجهة كفر اليهود وعلاقته الطيبة مع السامريين اللذين يمقتهم اليهود.
هذا على حين يقول متى في إنجيله إن المسيح في بدء الدعوة أمر تلاميذه الخاصة الاثني عشر بألا يبشروا في مدن السامريين بالدعوة. ولنا في قصة المرأة السامرية التي قال لها "ليس حسناً أن يُلقى خبز البنين إلى الكلاب "مثال واضح.
وذلك مثال جليّ على أن المبشرين يضعون على لسان المسيح ما يتناسب مع وجهات نظرهم الشخصية وباقتناع تام منهم بما يفعلون وإخلاص لتوجهاتهم. فيعطوننا عن أقوال يسوع الرواية التي تناسب الاتجاهات التي ينتمون إليها،
فكيف يمكن إذن أمام أمور واضحة كهذه إنكار أن الأناجيل كتابات خصامية ؟!
[تناقض 77]حكاية معجزة صيد السمك الكثير يقدمها لوقا5: 1-11 باعتبارها حدثاً حدث في بداية دعوة المسيح،في حين يقدمها يوحنا21: 1-14 كحادثة من حوادث ظهوره بعد قيامته للتلاميذ.
[تناقض78]يوم سبت؟!
(1ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. 2فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».
3وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ:«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟» 4فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 6وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوب وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. 13وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.
15«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ 16فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، 17وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، 18وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ. 19وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! 20وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ، 21لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 28لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ.) متى24: 1-28
[تناقض79]إشعياء2: 1-4،زكريَّا14: 16-21،إشعياء66: 22-24،وتناقض مع المسيحية يُبْطِلُها،وعود الرب الأسطوري يهوه الواحد بانتشار وسيادة الديانة اليهودية في آخر الزمان:
(1اَلأُمُورُ الَّتِي رَآهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ مِنْ جِهَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ:
2وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. 3وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. 4فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ.) إشعياء2: 1-4
(1هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. 2وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ.
3فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ الْقِتَالِ. 4وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ. 5وَتَهْرُبُونَ فِي جِوَاءِ جِبَالِي، لأَنَّ جِوَاءَ الْجِبَالِ يَصِلُ إِلَى آصَلَ. وَتَهْرُبُونَ كَمَا هَرَبْتُمْ مِنَ الزَّلْزَلَةِ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. وَيَأْتِي الرَّبُّ إِلهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ.
6وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ نُورٌ. الْدَّرَارِي تَنْقَبِضُ. 7وَيَكُونُ يَوْمٌ وَاحِدٌ مَعْرُوفٌ لِلرَّبِّ. لاَ نَهَارَ وَلاَ لَيْلَ، بَلْ يَحْدُثُ أَنَّهُ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ يَكُونُ نُورٌ. 8وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ مِيَاهًا حَيَّةً تَخْرُجُ مِنْ أُورُشَلِيمَ نِصْفُهَا إِلَى الْبَحْرِ الشَّرْقِيِّ، وَنِصْفُهَا إِلَى الْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ. فِي الصَّيْفِ وَفِي الْخَرِيفِ تَكُونُ. 9وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلِكًا عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ الرَّبُّ وَحْدَهُ وَاسْمُهُ وَحْدَهُ. 10وَتَتَحَوَّلُ الأَرْضُ كُلُّهَا كَالْعَرَبَةِ مِنْ جَبْعَ إِلَى رِمُّونَ جَنُوبَ أُورُشَلِيمَ. وَتَرْتَفِعُ وَتُعْمَرُ فِي مَكَانِهَا، مِنْ بَابِ بِنْيَامِينَ إِلَى مَكَانِ الْبَابِ الأَوَّلِ، إِلَى بَابِ الزَّوَايَا، وَمِنْ بُرْجِ حَنَنْئِيلَ إِلَى مَعَاصِرِ الْمَلِكِ. 11فَيَسْكُنُونَ فِيهَا وَلاَ يَكُونُ بَعْدُ لَعْنٌ. فَتُعْمَرُ أُورُشَلِيمُ بِالأَمْنِ.
12وَهذِهِ تَكُونُ الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ. لَحْمُهُمْ يَذُوبُ وَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَعُيُونُهُمْ تَذُوبُ فِي أَوْقَابِهَا، وَلِسَانُهُمْ يَذُوبُ فِي فَمِهِمْ. 13وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ اضْطِرَابًا عَظِيمًا مِنَ الرَّبِّ يَحْدُثُ فِيهِمْ، فَيُمْسِكُ الرَّجُلُ بِيَدِ قَرِيبِهِ وَتَعْلُو يَدُهُ عَلَى يَدِ قَرِيبِهِ. 14وَيَهُوذَا أَيْضًا تُحَارِبُ أُورُشَلِيمَ، وَتُجْمَعُ ثَرْوَةُ كُلِّ الأُمَمِ مِنْ حَوْلِهَا: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَمَلاَبِسُ كَثِيرَةٌ جِدًّا. 15وَكَذَا تَكُونُ ضَرْبَةُ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْجِمَالِ وَالْحَمِيرِ وَكُلِّ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ فِي هذِهِ الْمَحَالِّ. كَهذِهِ الضَّرْبَةِ.
16وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ الْبَاقِي مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ جَاءُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ، يَصْعَدُونَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَسْجُدُوا لِلْمَلِكِ رَبِّ الْجُنُودِ وَلِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ. 17وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَصْعَدُ مِنْ قَبَائِلِ الأَرْضِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ لِلْمَلِكِ رَبِّ الْجُنُودِ، لاَ يَكُونُ عَلَيْهِمْ مَطَرٌ. 18وَإِنْ لاَ تَصْعَدْ وَلاَ تَأْتِ قَبِيلَةُ مِصْرَ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْهَا، تَكُنْ عَلَيْهَا الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ الأُمَمَ الَّذِينَ لاَ يَصْعَدُونَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ. 19هذَا يَكُونُ قِصَاصُ مِصْرَ وَقِصَاصُ كُلِّ الأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَصْعَدُونَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ.
20فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ عَلَى أَجْرَاسِ الْخَيْلِ: «قُدْسٌ لِلرَّبِّ». وَالْقُدُورُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ تَكُونُ كَالْمَنَاضِحِ أَمَامَ الْمَذْبَحِ. 21وَكُلُّ قِدْرٍ فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي يَهُوذَا تَكُونُ قُدْسًا لِرَبِّ الْجُنُودِ، وَكُلُّ الذَّابِحِينَ يَأْتُونَ وَيَأْخُذُونَ مِنْهَا وَيَطْبُخُونَ فِيهَا. وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ كَنْعَانِيٌّ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا14: 1-21
(12لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُدِيرُ عَلَيْهَا سَلاَمًا كَنَهْرٍ، وَمَجْدَ الأُمَمِ كَسَيْل جَارِفٍ، فَتَرْضَعُونَ، وَعَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ. 13كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ. 14فَتَرَوْنَ وَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَتَزْهُو عِظَامُكُمْ كَالْعُشْبِ، وَتُعْرَفُ يَدُ الرَّبِّ عِنْدَ عَبِيدِهِ، وَيَحْنَقُ عَلَى أَعْدَائِهِ. 15لأَنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ بِالنَّارِ يَأْتِي، وَمَرْكَبَاتُهُ كَزَوْبَعَةٍ لِيَرُدَّ بِحُمُوٍّ غَضَبَهُ، وَزَجْرَهُ بِلَهِيبِ نَارٍ. 16لأَنَّ الرَّبَّ بِالنَّارِ يُعَاقِبُ وَبِسَيْفِهِ عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، وَيَكْثُرُ قَتْلَى الرَّبِّ. 17الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ وَيُطَهِّرُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الْجَنَّاتِ وَرَاءَ وَاحِدٍ فِي الْوَسَطِ، آكِلِينَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالرِّجْسَ وَالْجُرَذَ، يَفْنَوْنَ مَعًا، يَقُولُ الرَّبُّ. 18وَأَنَا أُجَازِي أَعْمَالَهُمْ وَأَفْكَارَهُمْ. حَدَثَ لِجَمْعِ كُلِّ الأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ، فَيَأْتُونَ وَيَرَوْنَ مَجْدِي. 19وَأَجْعَلُ فِيهِمْ آيَةً، وَأُرْسِلُ مِنْهُمْ نَاجِينَ إِلَى الأُمَمِ، إِلَى تَرْشِيشَ وَفُولَ وَلُودَ النَّازِعِينَ فِي الْقَوْسِ، إِلَى تُوبَالَ وَيَاوَانَ، إِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ الَّتِي لَمْ تَسْمَعْ خَبَرِي وَلاَ رَأَتْ مَجْدِي، فَيُخْبِرُونَ بِمَجْدِي بَيْنَ الأُمَمِ. 20وَيُحْضِرُونَ كُلَّ إِخْوَتِكُمْ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ، تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، عَلَى خَيْل وَبِمَرْكَبَاتٍ وَبِهَوَادِجَ وَبِغَال وَهُجُنٍ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي أُورُشَلِيمَ، قَالَ الرَّبُّ، كَمَا يُحْضِرُ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَقْدِمَةً فِي إِنَاءٍ طَاهِرٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 21وَأَتَّخِذُ أَيْضًا مِنْهُمْ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ، قَالَ الرَّبُّ. 22لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ السَّمَاوَاتِ الْجَدِيدَةَ وَالأَرْضَ الْجَدِيدَةَ الَّتِي أَنَا صَانِعٌ تَثْبُتُ أَمَامِي، يَقُولُ الرَّبُّ، هكَذَا يَثْبُتُ نَسْلُكُمْ وَاسْمُكُمْ. 23وَيَكُونُ مِنْ هِلاَل إِلَى هِلاَل وَمِنْ سَبْتٍ إِلَى سَبْتٍ، أَنَّ كُلَّ ذِي جَسَدٍ يَأْتِي لِيَسْجُدَ أَمَامِي، قَالَ الرَّبُّ. 24وَيَخْرُجُونَ وَيَرَوْنَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذِينَ عَصَوْا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ، وَيَكُونُونَ رَذَالَةً لِكُلِّ ذِي جَسَدٍ».) إشعياء66: 12-24
{™انتهى الباب الأول}
ساطع البرهان في فضح الأديان
دراسة نقدية لنصوص الأديان المقدسة
نقد المسيحية
الأناجيل الأربع وأعمال الرسل والعهد الجديد
الباحث راهب العلم
!تحذير(+18)
مادة غير صالحة للأطفال وللكبار فقط (+18) في الأربع مواضيع التاليات فقط:
(1) المسألة السابعة عشرة: إخوة المسيح،وهل تزوَّجَتْ السيدة "العذراء" من خطيبها يوسف النجَّار ص131
(2) المسألة الثالثة والعشرون:
عذرية العذراء خرافة وأكذوبة بعد توضيح أخلاقنا اللادينية وأن قولي هذا أنا والملحدين وفقا لقيمنا الأخلاقية الاجتماعية ليس فيه إساءة لمريم أم يسوع ،وأن ابنها جاء من ممارسة جنسية إنسانية ككل الناس 157
(3) المسألة الحادية والعشرون: أوجه التشابه بينَ المسيحية والديانة الوثنية الجريكية الرومانية 139
[مسألة الزواج والحرية الجنسية فقط في هذا الموضوع]
(4) المسألة الرابعة عشرة: تحريم المسيحية للطلاق 124[لوجود بعض المسائل والتفاصيل الجنسية]
وباقي الكتاب صالح لكل الأعمار.
حقوق النشر باللغة العربية لكل المواقع ودور النشر الإلحادية بشرط ذكر المصدر واسم المؤلف المستعار
نرجو كتابة وطباعة ونشر البحث بصيغة العربية التقليدية(Traditional Arabic) .
حقوق الترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية محفوظة للمؤلف فقط
All rights of the english and french version are reserved
Criticism of The New testament by Raheb al3elm
No rights on this book,you can Publish It on the internet,but free , We encourage translate It to all languages of humanity.,you can publish it as book and sell it with profits. Refere to the authore and the source.
إن هذه النسخة من الكتاب معدة لتكون بصيغةword فقط، ومحاولة تحويلها إلى صيغة صفحة إنترنت من شأنه التسبب في عشرات الأغلاط والمشاكل الطباعية الخطيرة وضياع بعض الفقرات ،وخصوصاً الهوامش .
الفهرس
مقدمة البحث
معنى كلمة الإنجيل في المسيحية مختلف عن المفهوم الإسلامي المغلوط
الباب الأول: تناقضات الأناجيل الأربع وأعمال الرسل والعهد الجديد كله عموماً النصوصية
والباب الثاني: مسائل متفرِّقة في المسيحية،وهو مجموعة مباحث شيِّقة للجميع ومثيرة للتساؤل
#المسألة الأولى: نصوص يورِدها الموحِّدون من الفرق القديمة المندثرة كالأبيونية والبوليانية والآريوسية والحالية مثل شهود يهوه، ومعهم المسلمون،والملحدون،اعتراضاً على تأليه يسوع ،أو إثباتاً لتناقض العقيدة والنصوص المسيحية
#المسألة الثانية: تسامح يصل إلى درجة الذل والمهانة والاستكانة للظلم والخضوع والإذعان وضياع الكرامة
#المسألة الثالثة: أقوال تدعو للتأمل والاستغراب والاستنكار
#المسألة الرابعة: مِنْ سِفر رؤيا يوحنّا مع مراعاة أنه رؤيا أو منام
#المسألة الخامسة: نصوص يهودية في إبطال الحلول(حلول روح الله أو الروح القدس في جسمٍ بشريّ)
#المسألة السادسة: هل لا أنبياء ولا رسل بعدَ المسيح
#المسألة السابعة: و إنْ بشَّرَكم ملاك
#المسألة الثامنة: إلغاء أحكام الناموس(أي التوراة،الشريعة)
#المسألة التاسعة: تناقض الكتاب المقدَّس في حكم شرب الخمر
#المسألة العاشرة: المسيحية والعبودية
# المسألة الحادية عشرة: اختلاف مذاهب المسيحية حولَ أسفار العهد القديم المُعْتَرَف بها
#المسألة الثانية عشرة: عنصرية بولس ضدَّ النسل الإسماعيليّ
#المسألة الثالثة عشرة: بولس يمدح سفَّاكي دماء الأطفال الرُضَّع
#المسألة الرابعة عشرة: تحريم المسيحية للطلاق
#المسألة الخامسة عشرة: بولس يعترف أنه يتلوَّن بكل عقائد الشعوب المختلفة،ليستدرجهم إلى دخول المسيحية،ويدعو المُبَشِّرينَ إلى نفسِ الفِعل
#المسألة السادسة عشرة: الكنيستان الأمان الكُبْرَيان في العالم تتبعان التقاليد الكنسية،وتخالفان تعاليم الكتابَ المقدّس وتعاليم بولس الرسول الذي يعتقدون به مرسلاً من الربِّ المسيح
#المسألة السابعة عشرة: إخوة المسيح،وهل تزوَّجَتْ السيدة "العذراء" من خطيبها يوسف النجَّار
#المسألة الثامنة عشرة: الغربيون وارتكاسة لعبادة الأصنام
#المسألة التاسعة عشرة: الاختلاف على العقيدة اللاهوتية
#المسألة العشرون: إنكار البروتستنت لشعيرة القربان المُقدَّس
#المسألة الحادية والعشرون: أوجه التشابه بينَ المسيحية والديانة الوثنية الجريكية الرومانية
#المسألة الثانية والعشرون : فكرة الأقانيم مأخوذة من الديانة المصرية القديمة (الفرعونية)
#المسألة الثالثة والعشرون: عذرية العذراء خرافة وأكذوبة بعد توضيح أخلاقنا اللادينية وأن قولي هذا أنا والملحدين وفقا لقيمنا الأخلاقية الاجتماعية ليس فيه إساءة لمريم أم يسوع ،وأن ابنها جاء من ممارسة جنسية إنسانية ككل الناس
#المسألة الرابعة والعشرون : عقيدة وفكرة (الكلمة) (The Logos) مسروقة ومأخوذة من الفلاسفة اليونانيين الذين كانوا قبل المسيحية ويسوع وكتبة الأناجيل ورسائل الرسل
وهناك باب ثالث لم أقُمْ به بعد عن دحض البشارات المزعومة عن تبشير كتاب العهد اليهوديّ بيسوع.
مراجع البحث
مقدمة
العهد الجديد،ويُسمَّى كذلكَ الإنجيل،أو البشارة _إن ترجمنا كلمة أنجيليوس اليونانية إلى العربية بمعنى البشارة بالمسيح الإله المُخَلِّص للبشرية من ذنوبهم عن طريق تحمل ذنوبهم وعقابهنَّ بأن عرَّضَ نفسَه وهو في الجسد البشري الذي تجسَّد فيه للصلب، جسد يسوع الناصريّ من مدينة الناصرة بفلسطين ،والذي يعتبره المسيحيون على أنه هو المسيح (المِسَيَا) المُبَشَّر به في العهد القديم لليهود،يُعتبر العهدُ الجديدُ الكتابَ المقدَّسَ لدى المسيحيين في كل أنحاء العالم،على اختلاف مذاهبهم،ولا خلافَ لديهم على نصوصه وكلماته وحروفه وعدد أسفاره وآياته،على عكس اختلافهم في العهد القديم،ويشكِّل العهد القديم أو الكتاب اليهودي مع العهد الجديد،ما يُسمِّيه المسيحيون الكتابَ المُقدَّس.
يتكوَّن العهد الجديد من الأسفار أو الكتب التالية:
إنجيل متَّىَ،إنجيل مرقس،إنجيل لوقا،إنجيل يوحنا،أعمال الرُسُل،رسائل بولس الرسول وهي أربع عشرة رسالةً لمناطق مختلفة من العالم الذي بدأت تنتشر فيه المسيحية وبمعنى أدقّ لكنائس تلك البلدان والتي كانت سرية بسبب اضطهاد الرومان واليونان الوثنيين المتعصِّبين واليهود المتعصِّبين في منطقة اليهودية بفلسطين ،ورسائل بولس الرسول _ويُسمَّى بولس الطرسوسيّ نِسبةً إلى طرسوس وكان أبوه يهودياً رومانياً_ هي :الرسالة إلى أهل رومية،الرسالتان الأولى والثانية إلى أهل كورنثوس، الرسالة إلى أهل غلاطية(جلاطية) ،الرسالة إلى أهل أفسس ،الرسالة إلى أهل فيلبي،الرسالة إلى أهل كولسي،الرسالتان الأولى والثانية إلى أهل تسالونيكي ،الرسالتان الأولى والثانية إلى تيموثاوس ،الرسالة إلى تيتس،الرسالة إلى فيلمون ،الرسالة إلى العبرانيين ،ثم رسائل تلاميذ المسيح الرسل وهي: رسالة يعقوب ،ورسالتي بطرس الرسول الأولى والثانية ،ورسائل يوحنا الرسول الثلاث،ورسالة يهوذا وهو من تلاميذ المسيح وهو غير يهوذا الإسخريوطيّ،وآخر الأسفار رؤيا منامية ليوحنا عن أحداث آخر الزمان وتفاصيل يوم الحساب وقيامة الأجساد ووصف الجنة والجحيم وهو سفر يتسم بغموض معناه وأنه في معظمه لا يترتَّب عليه أحكام شرعية أو واجبات دينية أو تحركات سياسية ،ويُسمَّى سفر رؤيا يوحنا اللاهوتيّ.
العقيدة المسيحية لا يستطيع فعلاً فهمها أكمل الفهم من كان لم يولد مسيحياً (مسلم سابق مثلي مثلاً) إلا إن درس العهد القديم لسنة أو أكثر على أقل تقدير،ثم درس العهد الجديد لشهور ليس أقل من شهرين،ثم يحتاج لاستماع رجل دين مسيحي كثيراً جداً على قنواتهم الفضائية ليفهم ما هي تلك العقيدة المعقدة ومضمونها وما تعنيه بالضبط،وإلا لن ينجح من يقرأ العهد الجديد في فهم معظم الكلام والمقصود به،مثلاً لن يفهم لماذا حسب القصة يفعل المسيح ما يفعله،ولماذا صُلِبَ وبأي هدف حسب القصة،وما معنى الإشارات عن نصوص وبشارات مزعومة ومدعَّاة لنصوص سبقت في كتاب العهد القديم اليهودي، يزعم كتبة العهد الجديد أنها إشارات للمسيح الذي بشَّرَ به الكتاب العبريّ،وأن المسيح هو هذا الشخص الأسطوريّ المنتظَر [والذي يوازي دور المهديّ المنتظَر لدى المسلمين] في المفهوم اليهودي الذي يتناقض تماماً مع المفهوم المسيحي حيثُ بشَّرت نصوص كتاب اليهود بشخص وقائد يهودي عسكري وحاكم يحكم بالشريعة اليهودية وتنتشر في عهده اليهودية في كل الأرض،ويتوسَّعون في كل أراضي الشعوب العربية،ثم لن يفهم القارئ أي شيء عن معاني ومقاصد ومضامين كلام بولس وبطرس وغيرهما في رسائلهم. وهذا أمرٌ حتميّ لعدم سهولة فهم واستيعاب تلك العقيدة إلا للدارس بعناية وتمهل ووقت طويل. وإلا سيكون كمن يفتح رواية ويقرأ الجزء الأوسط فيها ويقرؤه بعناية ويترك البداية والنهاية،ويقول مشتكياً غاضباًَ :لم أفهم شيئاً. عندها أقول له: ما فهمتَ ولن تفهمَ أبداً مهما حاولتَ!
كالعادة_أقصد مثلَ العهدِ القديم _ تقسيم العهد الجديد كالتالي:
كل سِفر يتكوَّن أو ينقسم إلى إصحاحات،
وكل إصحاح ينقسم إلى آيات أو تسمَّى أعداد.
ويقال مثلاً سفر كذا:إصحاح رقم كذا:عدد رقم كذا
مثلاً إنجيل يوحنا:الإصحاح4:الآية أو العدد 4
تكتبها هكذا:
يوحنا4: 4
أو تُكتَب اختصاراً كذلكَ يو4:4
معنى كلمة الإنجيل في المسيحية مختلف عن المفهوم الإسلاميّ المغلوط
بقيَ أن نقول توضيحاً للأناجيل الأربعة وماهيتها لدى المسيحيينَ، هم _على خلاف ما يحسَب المسلمون_ لا يعتقدون بكتاب أُنزِلَ بحروفه وكلامه من السماء من عند الله على المسيح،إطلاقاً،بل يعتقدون أن تلاميذ المسيح الذينَ شاهدوه وعاصروه وسمعوا لكلامه،ووضُحَ لهم الهدف من تعاليم المسيح،والأخلاق التي دعا لها،والديانة التي كان يدعو لها لتكون بديلاً لليهودية وتعصبها وعقوباتها الدموية وعنصريتها وصعوباتها الكثيرة من تحريمات الأطعمة والطقوس الكثيرة والمعقدة بلا داعٍ في ظل عصر أكثر حداثة،ما جعلها لا تنتشر أبداً في أي يومٍ من الأيام على أي نطاق واسع ولو نسبياً،ودائماً كان عدد أتباعها محدوداً جداً وتعتبر ديانة بالوراثة العائلية والقومية في معظم الأحوال وتواريخ الأيام ،ثم حادثة صلبه التي شاهدوها حين أصرَّ اليهودُ على قتله كمرتدٍّ عن شريعة اليهود وعقيدتهم بما دعا إليه من نقض وإلغاء للتشريعات اليهودية الغاشمة والبدائية والهمجية،وادعائه أكثر من مرة بشكلٍ غامض أنه الرب متجسِّداً،وتنبئِهِ كما تزعم الأناجيل أن الهيكل سيُهدَم ولا يترك منه حجر على حجر وهو ما حدث في عهد تيتوس الرومي بعد سنين من موت المسيح كما تزعم القصة. وادّعَوْا حسبَ عقيدتهم أنه ما صُلِبَ إلا عن إرادتِه كإله عظيم كمن يتحمَّل عقوبةً متطوِّعاً بدلَ شخصٍ آخر،فهكذا هو عرَّض نفسه في شكلٍ بشري للآلام البشِعة حتى مات الجسد البشريّ من التعذيب البشع،ثم صعد إلى السماء في شكل الرب،أما الجسد الإنساني ليسوع فقد قام من التراب وصعد إلى أبيه الرب،مع أن يسوع هو نفسه الرب! وهكذا فكل من آمنَ به مُخلِّصاً للبشر من ذنوبهم إلهاً تجسَّد وصُلِبَ عن قصدٍ على الصليب الخشبيّ في منطقة الجلجثة بأورشليم على يد الرومان بسبب تحريض وثورة اليهود ومطالبتهم للحاكم بقتله،حتى لو ارتكب هذا المؤمن الخطايا والآثام التي نهى عنها المسيح لكنه حاول قدر استطاعته الالتزام بروح المسيحية وتعاليم وأخلاق روح القدس وما يتماشى مع قبول المسيح من أخلاق والتزامات وتعاليم ،فعفا عنه الربُّ وأدخله جنتَه في نعيم الروح الأبديّ بفضل نعمة الخلاص،أو التبرير،أي تحمل الرب السابق لذنوبهم بنفسه حين قام بالتكفير عنها بعذابه ودمه على الصليب،فالرب قد قام بشكل سابق ومقدّماً بتحمل كل تلك الذنوب وتلقيّ العقوبة عنها بنفسِه، وهكذا صالحَ الربُّ نفسَه بنفسِه،وجعل من يقوم بتحمل عقاب تلك الخطايا هو نفسه، وبذلك صالح نفسَه بنفسه،وألغى الناموس أي شريعة التوراة التي كانت عداوة ومهلكة للبشر،حيث أنهم إن لم يلتزموا بها دخلوا جهنم،أو كما يقول بولس الرسول: أبطلَ بجسده عداوةَ الناموس،جاعلاً الاثنيْنِ واحداً،أي جمع روح الله في جسد الإنسان يسوع.
كتبوا عقيدتهم وأساطيرهم عن المسيح ومعجزاته تلك ،وكل من التلاميذ كان قد سمع تعاليم يسوع الناصريّ ووعاها ،وما فيها من حِكم وأمثال وتعاليم أخلاقية سامية وتغييرات وثورة على اليهودية،والمعجزات الخيالية التي يزعمون أنهم شاهدوه وهو يفعلها وهي كثيرة جداً ومذكورة في الأناجيل كإطعام الجمع الكثير بطعام قليل وإحياء الموتى وشفاء المرضى كالملبوسين بالجنّ والمفلوجين أي الشلل النصفي والمشلولين والمحتضرين والنازفين نزيفاً لا ينقطع والصُمّ والخُرس والعميان.....إلخ وغيرها من عشرات المعجزات المنسوبة المزعومة له،كل واحد كتبَ كتاباًً ليُبَشِّر الناسَ وكلَّ البشرية في كلِّ أصقاع المسكونة أي الأرض بهذا الخبر والحقيقة السارّة عن الربّ الذي فداهم من خطاياهم بآلامه وعذاباته البشرية على الصليب ،وأنه يعرف ما يشعرون به كلَّه لأنه جرَّبَ الشعورَ البشريَّ في هذا التجسّد ،وعن عظمة هذا الرب حسب هذه القصة والعقيدة الذي جعل نفسَه وهو الجبّار يجرِّب شعور من هو عباده وأدنى منه رغمَ عدم اضطراره لهذا ، وإنما فعله من أجل محبته للبشر أبنائه اللذينَ خلقهم.
وهكذا أربع أشخاص كتبوا بأساليب مختلفة وبألفاظ مختلفة،ما بين من كتب بأسلوب يفتقر إلى التنظيم والأسلوب الأدبيّ المحترِف لكنه جيد مقبول،ومن كتبً باحترافية أديب بارع في اللغة اليونانية،ومن كتبَ باختصارٍ ولم يُطِل،ومن جعل إنجيلَه أطول وأكثر تفصيلاً وتعاليمَ وحكايا،إلا أنه عموماً الكل يحتوون على نفس القصص والجوهر والتعاليم نفسها ونفس بنيان القصة والحبكة والأحداث والهدف النهائي أو خاتمة القصة ونفس روح الديانة ومعانيها العقائدية ومفاهيمها الروحية عن الصلب الفداء والخلاص. رغم ما بينهم من تناقضات كثيرة كما سنرى.
إذن كتبَ ثلاثةٌ من تلاميذِ المسيحِ أنفسهم وهم متَّى العشَّار سابقاً أي جامع الضرائب للدولة الرومانية من اليهود،ومرقس تلميذ المسيح،ويوحنا أصغر وأحبّ تلاميذ المسيح،والرابع هو لوقا من الذين لم يروا المسيحَ ولكنْ عاصرَ تلاميذَه ورسلَ المسيحية ومنهم بولس أكبر الدعاة والرسل، كتب إنجيل لوقا بعد إذ بحث وجمعَ الأخبار ممن سمعوها إنجيلاً،وكتب كذلك سفر أعمال الرسل وكيف قاموا بالدعوة بعد المسيح وسير حياتهم وما تعرّضوا له من سجن أو قتل أو اضطهاد. لوقا هو طبيب أنطاكيّ أصلاً مُتَحدِّث طلق باليونانية ومُتَمَكِّن جداً من دراسة الكتاب اليهوديّ ونصوصه ببراعة وتلميذ لبولس .
كل واحد من الأربعة أرادَ تبليغَ البشارةِ أو الخبرِ السارِّ(أنجيليوس) أو الإنجيلِ ،فكتبَه، ودعا له وأخبرَ وبشَّر به ،فسُمِيَ كلُّ كِتاب من الأربعة باسم بشارة فلان أو باليونانية إنجيل فلان.
وهكذا فليس المقصود في المسيحية بالبشارة أو الإنجيل ،كتاباً معيَّناً أُنزِل من عند الربِّ،بل هو البشارة أو التبشير أو الدعوة إلى المسيحية،وإعلان الخبر السارّ أو البشارة أو إعلان المسيح أي دعوته وتعاليمه وإخباره عن حقيقة نفسه وإعلانه عن الهدف من صلبه.
وأنا كمسلم سابق كنتُ مخدوعاً بهذه النقطة،إذ ليس المقصود بالإنجيل كتاباً كالتوراة أنزِل من السماء أو تمت كتابته بنصوصه وحروفه،ثم اختلفوا عليه،وأصبح أربع أناجيل كل واحد يقول كلاماً ونصوصاً غير الآخر.وأن المسيحية ليست عقيدة أصلية للإنجيل الأصلي.
فليتأمِّلْ المسلمونَ بالذات النصوصَ التالية بتركيزٍ شديد:
(31وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. 32وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. 33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا ِللهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
34وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. 35فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. 36لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ 37أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 38لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ».) مرقس 8: 31-38
وكما نرى واضح من سياق الفقرة أنه يتكلم عن التبشير بنفسه وليس عن كتابٍ ما.
(9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ:«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
12وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.
14وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ
15وَيَقُولُ:«قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».) مرقس1: 9-15
يقول بولس أكبر دعاة الثالوث والصلب:
(11إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ، أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟ 12إِنْ كَانَ آخَرُونَ شُرَكَاءَ فِي السُّلْطَانِ عَلَيْكُمْ، أَفَلَسْنَا نَحْنُ بِالأَوْلَى؟ لكِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ هذَا السُّلْطَانَ، بَلْ نَتَحَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ لِئَلاَّ نَجْعَلَ عَائِقًا لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 13أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ، مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ؟ 14هكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ، مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ. 15أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْتَعْمِلْ شَيْئًا مِنْ هذَا، وَلاَ كَتَبْتُ هذَا لِكَيْ يَصِيرَ فِيَّ هكَذَا. لأَنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخْرِي16لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. 17فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا طَوْعًا فَلِي أَجْرٌ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهًا فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ. 18فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ، حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. 19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. 23وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكونَ شريكاً فيه.) كورنثوس الأولى9: 11-23
وواضح تماماً أن المقصود بالإنجيل الذي سيكون شريكاً فيه،أي التبشير بالمسيحية الذي يشارك بدورٍ فيه،وليس له معنى آخر،وقوله أجعل إنجيل المسيح بلا نفقة،وقد كان يتكلم في آية قبل هؤلاء الآيات عن وضع مرتب للقسس والدعاة،لأن من يعيش للإنجيل يعيش به كما قال،لكنه يقول أنه كان يعمل بجوار تبشيره لكي لا يضطر لأخذ أي مالٍ مقابلَ دعوته من المسيحيين
(27فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ) فيلبي1: 27
وفي رسالة أخرى له:
(21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، 23إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ.) كولسي1: 21-23
وهذه الجملة بالذات توضِّح بما لا يدع مجالاً للشك ما المقصود وما استعمال كلمة إنجيل لدى المسيحيين ولدى بولس نفسه وهو المؤسِّس الثاني للمسيحية وفلسفتها بعد المسيح ويعتبرونه ويعتقدونه رسولاً من الرب المسيح وهو هنا يتكلَّم عن [الإيمان بالبشارة] أي بشارة فداء الرب لهم من الصلب(=رجاء الإنجيل) الرجاء أي الإيمان بالقيامة والثواب والأمل والإيمان بذلك، و(سمعتم به) أي تمَّ إبلاغكم به وتبشيركم بهذه المعلومة أو هذا الخبر السارّ ،وهذا الخبر أو البُشْرَى هي: (قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، 23إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ).
ويقول في رسالة أخرى:
(12وَلكِنْ لَمَّا جِئْتُ إِلَى تَرُوَاسَ، لأَجْلِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، وَانْفَتَحَ لِي بَابٌ فِي الرَّبِّ، 13لَمْ تَكُنْ لِي رَاحَةٌ فِي رُوحِي، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِي. لكِنْ وَدَّعْتُهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ.) كورنثوس الثانية2: 12-13
واضح تماماً كالشمس وخرطوم الفيل أن الرجل يتكلَّم عن أنه ذهب إلى المدينة لأجل التبشير بالمسيح،وتعاليمه،وصلبه،لأجل إنجيل المسيح،أي بشارة المسيح أو البشارة بالمسيح،مصلوباً ومخلِّصاً أي فادياً للبشر.
ويقول في نفس الرسالة السابقة:
(1مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا لاَ نَفْشَلُ، 2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ. 3وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، 4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. 5فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. 6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ:«أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 4: 1-6
والكلام هنا ومعناه وسياقه واضح لكل من يفهم،إنجيل مجد المسيح: أي البشارة بعظمته في موضوع إيمان الصلب والفداء،ثم معجزات قيامته المزعومة المهولة من الأموات والمجد الذي كان معه كما ذُكِر في الأناجيل من انشقاق غطاء حجاب الهيكل وقيام أموات ساروا في المدن وظهوره للكثيرين...إلخ،ويقول بوضوح أن تبشيرهم بالمسيح قد يكون غير مقبول ولا مفهوم روحياً وعقلياً لمن هم قساة القلوب من الوثنيين واليهود حسب تفسير الآية والرؤية الشخصية العقائدية للرسول والداعية المسيحي بولس، ثم انظر قوله (إنجيلنا) فهو إنجيلهم أي تبشيرهم ودعوتهم للمسيحية وللمسيح الرب حسبما يعتقدون،ولو كان المقصود كتاباً من عند الله لكان قالَ إنجيل الله،مثلما المسلمون لا يقولون قرآننا أو أحاديثنا أو قرآن محمد،بل يقولون: قرآن الله أو القرآن وأحاديث محمد r أو الأحاديث النبوية. ولا يقولون مسلم لمسلم دعني أقرأ عليكَ قرآني أو أحاديثي. أما قوله إنارة إنجيل مجد المسيح فمعناها واضح أي التبشير،لأن الإنجيل بمفهومه الإسلامي هو إنجيل الله وليس إنجيل المسيح وإلا لكانَ المسيح عيسى عندها مجرَّدَ مدعٍ للنبوة كاذب وكان الإنجيل كلامَه وهو ما لا يقوله الإسلام بل الإسلام في قرآنه يُصِرّ أنه كلام الله المنزَّل على المسيح،فهو حسبما يظنون ويعتقدون ليس كلام المسيح.
وهذا ما يكذِّبه العهد الجديد نفسه تماماً لأنه كلام المسيح! وإن كان كلاماً إلهياً عن نفسه وعن الآب بمفهومه النصرانيّ.
أما قوله إله هذا الدهر فتعبير مجازيّ عن الشيطان وشهواته والذي يسيطر على الدنيا بالشهوات الدنيوية(=العَالَمِيَّة)،وأن أكثر الناس اتخذوه إلهاً لهم هو وشهواتهم دوناً عن الله الذي سيعاقبه وسيعاقبهم.
ويقول بولس الرسول في رسالة له:
(8هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ، كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا. 9فَإِنَّكُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ تَعَبَنَا وَكَدَّنَا، إِذْ كُنَّا نَكْرِزُ لَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، وَنَحْنُ عَامِلُونَ لَيْلاً وَنَهَارًا كَيْ لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ.) تسالونيكي الأولى2: 8-9
والمعنى واضح من قوله نعطيكم إنجيل الله أي البشارة وليس المقصود أنهم سيعطونهم كتاباً ويجلسون بعدها مستريحين مسترخين وقد أنجزوا مهمة الدعوة والتبليغ بالديانة!
وربما يسألني سائلٌ من المسلمين العلماء،وما معنى قول بولس:
(6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيل آخَرَ! 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! 9كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! 10أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.) غلاطية1: 6-10
أقول لعالم الأديان المسلم يا سيدي العزيز أنتَ تعلم أن بولس هو أكبر دعاة المسيحية ومفاهيمها عن الثالوث والابن والآب وروح القدس،والصلب والإله المتجسِّد والفداء للبشرية،فلن يأتيَ إذن بولس من منظوركم الإسلاميّ ليدافع عن الإنجيل الأصلي الغير مُحَرَّف الذي تزعمون وجودَه، هذا أولاً. ثانياً: المقصود بإنجيل آخر أو تبشير آخر هو قيام تبشيرات ودعوات باطلة منحرِفة وفقاً للعقيدة المسيحية عن المسيحية مثل بشارة وكرازة بالختان، والمسيحية ألغَت الختان الذي كان واجباً على كل ذكور اليهود، بل وحذّرت وحرّمت الختانَ على ما سنذكره في بحثنا عن المسيحية في الجزء الثاني من البحث بعنوان (مسائل متفرِّقة ) أو متنوِّعة،أو الدعوة لاتباع المسيحية مع تقديس السبت وعدم العمل فيه والقيام بالشعائر والقرابين والأعياد اليهودية التي ألغتها المسيحية، ثم هل قرأتَ بقيةَ الكلام الذي بعدَه أم اجتزأتَ ما يعجبكم ويمشي على هواكَ مبتسراً الكلامَ من مضمونه:
يقول بولس بعدها مباشرةً في نفس الرسالة:
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْمًا وَدَمًا 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ.) غلاطية1: 11-17 .......إلى آخر كلام بولس في الفقرة
فما معنى قوله عن إنجيل يبشِّر به بعدَ موت المسيح،أليس المقصود القصة المشهورة في أعمال الرسل عن ظهور الرب له وتكليمه له،وإصابته بالعمى المؤقَّت عدةَ أيام،كما جاء في رسالة لبولس وفي أعمال الرسل وسنذكر طرفاً منه،وأنهم يعتقدون في بولس كما نعلم رسولاً أبلغه الرب كلاماً ليُبَلِّغَ به وأفهمه جوهرَ المسيحية،وأبلغ كلاماً وتعاليماً وشرحاً ومفاهيمَ إضافية لم يقلها المسيح مثل مفهوم أجساد القيامة أو الأجساد الممجدة وإباحة كل المأكولات واللحوم ما عدا الدم وما ذُبِحَ للأوثان والزنا وعبادة الأصنام...إلخ ، وتغطية المرأة لرأسها حينَ الصلاة في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس11: 1-16،وهيكل كهنوت الكنيسة ومناصبها،وطرق اختيار الشمامسة والأساقفة وغيرها من تعاليم.
ورسائل بولس الرسول تساوي تقريباً نصف عدد صفحات العهد الجديد، مثلما تساوي الأناجيل الأربع تقريباً نصف العهد الجديد.
وهل يعتقد المسلمون أو حتى المسيحيون أنفسهم بكتاب أُنْزِلَ بعدَ المسيح على بولس،وهو يقول صراحةً لم يُعَلِّمه إياه أحد بل الرب (المسيح) نفسه من علَّمَه له.
إذن قبل بحثي عن المسيحية،أردتُ أن أحاولَ شرحَ المسيحية وما هو العهد الجديد وما مفاهيم ومكوِّنات العقيدة المسيحية،وما قصة المسيح المزعومة في الإنجيل،وما مفهوم الإنجيل ،وكلمة إنجيل بالمناسبة لا تُطْلَق فقط على أيٍّ من الأناجيل الأربعة فقط،بل وعلى العهد الجديد كله،وعلى عملية التبشير والدعوة نفسها إلى المسيحية.
فهل نجحتُ وحالفني التوفيق في شرح العقيدة المسيحية لمن لا يعرفها بشكلٍ موجز ؟
أشكّ في هذا،فهي أعقد من ذلك،وقصصها ومعتقداتها طويلة .
الباب الأول
_________________________
تناقضات الأناجيل الأربع،وأعمال الرسل،والعهد الجديد كله عموماً
الباب الأول: تناقضات الأناجيل الأربع،وأعمال الرسل،والعهد الجديد كله عموماً
[تناقض1] يُعْلَم من متَّى أن هيرودس وأتباعه كانوا يسعون لقتل الطفل المسيح بعد أن يعثروا عليه،ولهذا أوحى الله إلى المجوس بالهروب من هيرودس بعدما رأوْا الطفلَ،وأوحى اللهُ ليوسفَ خطيبِ مريمَ بالهرب مع الأسرة المُقدَّسة إلى مصر ولم يعودا إلا بعدَ موتِ هيرودس.
أما في لوقا فيُعلَم منه أنَّ السيدة مريم العذراء بعد فترة النفاس ذهبت لتقديم الذبيحة في الهيكل وهو طقس الولادة اليهوديّ المعروف،وهناكَ أعلنَ كلٌّ من سمعان الرجل التقيّ وحنة النبيّة لكلِّ الناس أنَّ هذا هو المسيح مُخَلِّص إسرائيل.
[تناقض2]ويُعلم من متَّىَ أن والدي المسيح بعد ولادته كانا يقيمان في بيت لحم،وظلوا هناك حوالي سنتين،ثم جاء المجوس للطفل،ثم ذهبا إلى مصر وأقاما هناك مدةَ حياةِ هيرودس ،هرباً من هيرودس الذي أمرَ بقتل أطفال اليهود لما علم بنبوءة المجوس،ورجعا بعد موته وأقاما في الناصرة بفلسطين.
بينما يعلم من لوقا أن والدي المسيح بعد مدة نفاس مريم ذهبا إلى أورشليم،وبعد تقديم الذبيحة عن الولادة،رجعا إلى الناصرة وأقاما فيها،وكان يذهبان منها إلى أورشليم كلَّ سنةٍ في لعيد،حتى كبُرَ المسيح وصارَ عمره اثني عشر عاماً وأقام ثلاثةَ أيامٍ عناكَ في الهيكل دونَ علم والديه،فلم يذكرْ لوقا خطرَ هيرودس وقتله أطفالاً ولا هجرةَ الأسرة لمصر ،ولا مجيءَ المجوس.
[تناقض3]ذكر مرقس 7: 31-37 أن المسيح لما جاء إلى بحر الجليل أشفى شخصاً واحداً كانَ أصمَّ أعقدَّ،
أما متى 15: 29-31 فذكر أنه شفى عند بحر الجليل جمعاً غفيراً من العرج والعميان والخرس والمشلولين....إلخ.
[تناقض4]يُعلم من إنجيل يوحنا1: 29-34 أن يوحنا المعمدان عرَفَ أن يسوع هو المسيح المبشَّر به بعد نزول الروح عليه كحمامة وذلك بعد تعميده ليسوع،
أما متى 11: 2-7 فيُعلم منه أن يوحنا المعمدان أرسلَ من سجنِهِ تلميذين ليسألا يسوعَ إنْ كانَ هو الآتي أم ننتظر غيرَكَ.
مع أنَّ حادثَ السجنِ وقتل المعمدان يأتي بعد تعميدِه ليسوع بفترةٍ!
أما متَّى3: 13-17 ففيه أن يوحنا المعمدان قالَ للمسيحِ: أنا محتاجٌ أنْ أتعمَّدَ منكَ،وأنتَ تأتي إليَّ لأعمِّدَكَ ،ثُمَّ عَمَّدَ المسيحَ.
فلدينا إذن ثلاثة نصوصٍ متناقضة،أحدها يقول أنه عرفه من قبل التعميد ونزول الروح ،وآخر يُفيد بأنه عرفه بعد نزول الروح،وآخر يدلّ على أنه لم يعرفه حتى بعدَ نزول الروح عليه.
[تناقض5]ذكر متى أن شجرة التين التي لعنها المسيح يبست فوراً أمامَ أعين التلاميذ الحواريين. متى21: 18-20
أما مرقس فذكرَ أنها يبستْ بعدها بيومٍ عندما مرُّوا عليها مرةً أخرى أثناءَ خروجِهِم من القدس. مرقس11: 20-22
[تناقض6]تناقض في ترتيب الأحداث،حيثُ ذكرَ متى21 تطهيرَ يسوع للهيكل سابقاً للعن شجرة التين،
أما مرقس11 فجعلَ لعنَ شجرة التين سابقاً في الوقت لتطهيرِ يسوع الهيكلَ.
[تناقض7]كتب متى في الإصحاح الثامن أولاً شفاءَ الأبرص بعد موعظة الجبل،ثم شفاء عبد قائد المئة بعدما دخل المسيحُ كفرَ ناحوم،ثم شفاء حماة بطرس.
أما لوقا ذكرَ في إصحاحه الرابع أولاً شفاء حماة بطرس،ثم في الإصحاح الخامس شفاء الأبرص،ثم في الإصحاح السابع شفاء عبد قائد المئة.
[تناقض8]في يوحنا1: 19-23 أن اليهود الكهنة واللاويين أرسلوا إلى يوحنا المعمدان ليسألوه من أنتَ؟ فسألوه قائلين أأنتَ إيليّا ،فأجابَ:لستُ أنا بإيليَّا.
أما متى 11: 14فيورِد قولَ يسوع في حقِّ يوحنا المعمِّد(وإن أردتُمْ فهذا هو إيليّا المُزْمَع أنْ يأتيَ)
وكذلك متى17: 10-13 (10وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» 11فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». 13حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.)
فيُعلم من نصَّيْ متَّىَ أنَّ يوحنا المعمدان هو إيليَّا الموعود _كما وردَ في سفر ملاخي وهو آخر أسفار العهد القديم _،فلزَمَ التناقض بين قول يوحنا المعمدان ويسوع المسيح.
[تناقض9]كتبَ متَّى في 20: 29-34 أنَّ المسيح لمّا خرجَ من أريحا وجدَ أعميين جالسيْنِ في الطرق فشفاهما،بعدَما رجواه.
أما لوقا18: 35-43 فكتبَ أنه وجدَ أعمى واحداً فشفاه،وكذلك مرقس في 10: 46-52 أنه قابل أعمى واحداً واسمه بارتيماوس.
[تناقض10]كتبَ متَّى في 8: 28-34 أنَّ يسوع لما جاءَ إلى العبر إلى كورة الجدريينَ استقبلَه مجنوانِ خارجانِ من القبور فشفاهما.
في حين كتب مرقس5: 1-20،ولوقا8: 26-39 أنه استقبلَه مجنونٌ واحدٌ خارجاً من القبور فشفاه.
[تناقض11]في متّى 10: 10،ولوقا9: 3 أنَّ المسيح لما أرسلَ التلاميذَ منعَهم مِن أخذ عصا،
أما مرقس6: 8 فيُعلَم منه أنه سَمَحَ لهم بحمل عصا السَفَرِ كشيءٍ وحيدٍ يحملونَه يعني كزادهم الوحيد في الدنيا.
[تناقض12]من قارَنَ الإصحاح التاسع من إنجيل متَّى بالإصحاح الخامس من إنجيل مرقس،في قصّة ابنة الرئيس،وجدَ اختلافاتٍ،
فقد ذكرَ متَّى أنَّ الرئيس جاءَ إلى المسيح فقالَ إنَّ ابنتي ماتت. متَّى9: 18-26
وقال مرقس أنه جاءَ وقالَ ابنتي قاربتْ الموتَ،فذهب المسيحُ معه فلمّا كانوا في الطريقِ جاءَتْ جماعةُ الرئيسِ فأخبروه بموتِها. مرقس5: 21-43
أما البشير لوقا فقد وافقَ مرقسَ في سرد القصّة إلا أنّه قالَ جاءَ واحدٌ من بيتِهِ فأخبرَهُ بموتِها. لوقا8: 40-56
[تناقض13]كتبَ متّى في 21: 1-11 أنَّ المسيحَ أرسلَ تلميذيْنِ إلى القريةِ لِيَأتيا بالأتان والجحش ورَكِبَ عليهما,
أما الإنجيليون الثلاثة الآخرون فقالوا لِيأتيا بالجحش فأتيا به ورَكِبَ عليه. مرقس11: 1-11 ،لوقا19: 28-40 ،يوحنا12: 12-19
[تناقض14]يُعلَم مِن متَّى 27: 1-10 أنَّ يهوذا الإسخريوطيّ الخائنَ شنقَ نفسَه منتحِراً،
أما سِفر أعمال الرسل1: 18-19 فيُعلَم منها أنه ماتَ بانسكابِ أحشائِهِ من بطنِهِ في أرضِهِ التي اشتراها بمالِ الخيانة.
ويُعلَم من متَّى أنَّ رؤساءَ الكهنةِ اشتَرَوْا الحقلَ بثلاثين الفضة التي أرجعَها يهوذا بعدَما ندِمَ،
بينما أعمال الرسل يذكر شراءَ يهوذا الحقلَ بالثلاثين الفضة.
[تناقض15]في يوحنا3: 13(وليسَ أحدٌ صعدَ إلى السماءِ إلا الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ، ابنُ الإنسانِ الذي هوَ في السماء)
وهذا خطأ لأن أخنوخ وإيليَّـا[1] صعدا مِنْ قبلُ. انظر سفر التكوين5: 24،وسفر الملوك الثاني2.
[تناقض16]في متَّى24: 29-35ذكرَ المسيحُ يومَ القيامةِ وجيئَه بمجدِهِ وخوفَ الأمم وسقوط النجوم وظلام الشمس والقمر،وإرسال الملائكة لِيجمعوا مختاري الربِّ مِنَ الجهات الأربع،ثم قال: الحق أقولُ لكم لا يمضي هذا الجيلُ حتى يكونَ هذا كلُّه.
وكذلكَ يقول: (ومتى طردوكم في هذه المدينةِ فاهرُبوا إلى الأُخرى،فإني الحقّ أقولُ لكم: لا تُكمِلونَ مدنَ إسرائيلَ حتَّى يأتيَ ابنُ الإنسانِ) متَّى 10: 23
ويقول: (الحقّ أقولُ لكم أنَّ مِنَ القِيامِ هاهُنا قوماً لا يذوقونَ الموتَ حتَّى يَرَوْا ابنَ الإنسانِ آتِياً في ملكوتِه) متَّى16: 28
ولِيخرج المسيحيون من هذا الحرج،وتأكد أن تلكَ نبوءة كاذبة،غالباً صاغها الأولونَ لأجل الحماسة الدينية وتشجيع جمهور الأتباع،فقد فسّروا كلمة الملكوت بمعنى الملكوت الروحي للكنيسة،وبنفس المعنى فسّروا إتيانَ المسيحِ،معَ أنَّ كلمة ملكوت ،ملكوت الله،ملكوت السماوات،تَرِد في العهد الجديد بمعنى نزول المسيح الثاني وتحقّق مجدِه ومعاقبته للأمم "الكافرة" والظالمة مع الملائكة جنوده،وأخذ عباده على السحب إلى السماء.
،ولكن لننظرْ النصوصَ التاليةَ من كلام الرسول بولس:
(15فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. 16لأَنَّ الرَّبّ نََفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. 17ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. 18لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ.) تسالونيكي الأولى4: 15-18
(51هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.) كونثوس الأولى15: 51-52
[تناقض17]كتَبَ متَّى ومرقس أنَّ اللصيْنِ اللذيْنِ صُلِبا مع المسيحِ كانا يُعَيِّرانِه. متّى27: 42-44،ومرقس15: 29-32
بينما كتَبَ لوقا أنَّ أحَدَهما عَيَّرَه والآخر زجَرَ المُعيِّرَ،فبشَّرَه المسيحُ بالفردوس. لوقا 23: 39-43
[تناقض18]في مَثَل أو تشبيه الكرَّامينَ الأردياء،بإنجيل متَّى21: 33-41 أنَّ التلاميذ أجابوا بأنَّ صاحبَ الكرم يُهلِك الأردياءَ ويأتي بكرَّامينَ آخرينَ،
أما بإنجيل لوقا 20: 9-19 أنَّ المسيحَ قالَ يُهلِك هؤلاءِ الكرَّامينَ ويُعطي الكَرْمَ لآخرينَ فلمّا سمِعَ التلاميذُ هذا استنكروا وقالوا (حاشا).
[تناقض19]يُعلَم من متّى9: 18-22 أنَّ نازفة الدم التي لمست ثوبَ المسيحِ لتشفى أبصرَها المسيحُ.
أما عند مرقس5: 25-34، ولوقا8: 43-48 فيُعلَم منه أنه لمْ يرَ مَنْ فعلَ هذا وتلفَّتَ حولَه لِيَعلمَ من هو.
[تناقض20]المقارنة بين يوحنا12: 1-8 ،متَّى26: 6- 13،مرقس14: 1-9
#أولاً:في مرقس سكب المرأة لقارورة الطيب على المسيح كانَ قبلَ عيد الفِصح بيومين،
وفي يوحنا أنَّ ذلكَ كانَ قبلَ ستة أيامٍ منَ الفِصح.
#ثانياً:مرقس ومتَّى جعلا هذه الواقعة في بيت سمعان الأبرص،أمَّا يوحنا فجعلها في بيت مريم.
#ثالثاً:مرقس ومتَّى جعلا إفاضة الطيب على الرأس،أما يوحنا فجعلها على القدمين.
#رابعاً:مرقس أفادَ أنَّ المعترضين كانوا بعض الناس الحاضرين،أما متّى فقال أن المعترضينَ هم التلاميذ،وأما يوحنا كَتَبَ أنَّ المعترضَ هو يهوذا الإسخريوطيّ.
[تناقض21]في متَّى20: 20-24 أنَّ أمَّ ابنيْ زبدي طَلَبَتْ من المسيحِ أنْ يُجلِسَ ابنيها واحد عن يمينه والآخر عن يساره في الجنة،أمّا في مرقس10: 35 فهما مَنْ طَلَبا ذلكَ بنفسيهما لا أمهما.
[تناقض22]في متّى9: 9-12 أنَّ العشّار(جامع الجِباية)الذي اتّبَعَ يسوعَ اسمه متَّى،
ويُعلَم من لوقا5: 27-32 أن اسمه لاوي.
وفي مرقس2: 13-17 أنه لاوي بن حلفي.
ثم بعد ذلكَ اتفقَ الأربعةُ أنَّ اسمه متىَّ،وكتبوا يعقوب بن حلفي!
انظر لوقا6: 12-16،متى10: 1-4،مرقس3: 13
[تناقض23]في يوحنا19: 16-17 أنَّ المسيح حملَ صليبَه بنفسِهِ،أمّا في لوقا23: 26 فيُعْلَم منه أنه حملَه رجلٌ عابرُ سبيلٍ اسمه سمعان القيروانيّ وحملَه وراءَ يسوعَ.
[تناقض24]في مرقس15: 25 أنَّ المسيحَ صُلِبَ في الساعة الثالثة،وفي يوحنا19: 14 أنه إلى الساعة السادسة كانَ عندَ بيلاطس.
[تناقض25]مجموعة كبيرة من التناقضات في قصة إيمان بولس بالمسيحِ بعدَ حدوثِ المعجزةِ التي جعلتْه يؤمِن بعدَ أنْ كانَ أعظمَ مضطهدٍ للمسيحيينَ:
ملحوظة الرمز ( أع ) هو الاختصار الرسميّ لاسم سِفر أعمال الرسل.
#أولاً:في أع 9: 1-9 أن الرجال اللذينَ كانوا مع بولس سمعوا الصوتَ صوتَ الإلهِ وهو يُكلِّم بولس ،ولا يرَوْنَ أحداً،ولم يقُلْ أنهم رأوْا النورَ.
أما في أع22: 6-9 عن نفس الحادث أن الرجال اللذينَ كانوا مع بولس رأوْا النورَ، ولكنْ لم يسمعوا الصوتَ الذي كلَّمَه.
#ثانياً:في أع9: 3-9 أن النور أبرقَ حولَ بولس فقط،أما في أع26: 12-18 أبرقَ حولَه وحولَ اللذينَ معه ذكر بولس هنا القصةَ للمَلِكِ على لسانِهِ في ذلك النصِّ الأخير.
#ثالثاً:يُفهَم من أع9: 3-19 ،وأع22: 6-11 أنَّ الرب قال لشاول _الذي سيتغيَّر اسمه بعد هذا الحادث إلى بولس_ "قمْ وادخلْ مدينةَ دمشقَ،وهناكَ يُقالُ لكَ ما ينبغي أن تفعلَ. ما ترتَّبَ لكَ أنْ تفعلَ"، وأنه قد قيلَ لبولس ما قُدِّرَ له أنْ يفعلَ من خدمة للمسيحية وتبشير وكِرازة على لسانِ حنانيا الرجل التقيّ بأمرٍ مِنَ الله لحنانيا في رؤيا لحنانيا من الربِّ تأمره بذلكَ.
في حين أن في أع26: 12-18 القصة غير ذلكَ:حيثُ تذكر أن الربَّ المسيحَ قالَ لشاول أي بولس بنفسه مباشرةً ما ينبغي وما كُتِبَ لبولس أنْ يقومَ به،وأنَّ ذلكَ كانَ قبلَ دخولِهِ دمشقَ،على عكسِ النصَّيْنِ السالفي الذكرِ أعلاه.
#رابعاً:في غلاطية 1: 11-17 ادَّعى بولس أنه لم يستشِرْ لحماً ودماً،ولا ذهبَ إلى الرسلِ اللذينَ في أورشليم،وأنَّ كلَّ تبشيره كانَ مصدرُه المسيحَ،لا بحسبِ كلام إنسانٍ،وأنه لم يُعَلَّمْ مِن أحدٍ.
وعلى النقيضِ يذكر أع9: 3-19،وأع22: 6-16 أنَّ بولس أو شاول بعدَ حادثِ النورِ والصوتِ ظلَّ مع حنانيا والتلاميذ ِاللذينَ في دمشقَ أياماً،ولم يحدّد لوقا كاتبُ السِفر لنا عدد تلك الأيام التي قضاها بولس مع تلاميذ يسوع.
وفي أع9: 26-28 أنه حاولَ أنْ يلتصقَ بالتلاميذ في أورشليم،وكانَ الكلُّ يخافه،إلى أنْ توسَّطَ له برنابا لدى الرسلِ،فكانَ بولس معهم يدخل ويخرج في أورشليم، فكيف إذن يدّعي بولس في رسالة غلاطية أو جلاطية يقول بولس أنه لم يصعدْ للرسلِ في أورشليم،وأنه ذهبَ إلى العربية أي شبه الجزيرة العربية ثم رجع إلى دمشقَ وبعدَ ثلاث سنوات ذهبَ إلى أورشليم،إن سِفْر أعمال الرسل يناقض وينقض كلامَ بولس ويقول أن بولس ذهبَ من دمشقَ إلى أورشليمَ مباشَرَةً بعدَ عدة أيامٍ.
إن كلَّ هذه التناقضات والأكاذيب إنما تدلّ على عدم مصداقية قصّة بولس التي يّدعيها ويدّعونها له! وعلى عدم حدوث هاتيكَ الأسطورةِ من الأساسِ مثلها كمعجزات يسوع المسيح المزعومة التي يتناقض مؤلِّفوها وقصَّاصوها الكاذبون .
#خامساً: في غلاطية 1: 18-19 يقول بولس الرسول أنه لم يرَ عندما ذهبَ إلى أورشليم من الرسل غير بطرس ويعقوب أخِيِ المسيحِ ،ويُقسِم أمامَ اللهِ أنه لا يكذب. بينما في أع9: 26-28 أنه لمّا ذهبَ إلى أورشليمَ أحضرَه برنابا للرسل وأنَّ بولس تكلَّمَ معهم عن كيفَ أبصرَ الربَّ المسيحَ وكلَّمَه،وكيفَ دعا وبشَّرَ باسمِ يسوع في دمشقَ،وأنه كانَ معهم يدخل ويخرج ويُجاهِر باسم الربِّ يسوع وكانَ يُباحِث ويُناظِر اليونانيين فحاولوا قتلَه.
#سادساً:جاءَ في أع9: 26-30: (26وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ. 27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 29وَكَانَ يُخَاطِبُ وَيُبَاحِثُ الْيُونَانِيِّينَ، فَحَاوَلُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ. 30فَلَمَّا عَلِمَ الإِخْوَةُ أَحْدَرُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ.)
بينما يقول بولس في غلاطية1: 18-24: (18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. 19وَلكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ. 20وَالَّذِي أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكُمْ هُوَذَا قُدَّامَ اللهِ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ فِيهِ. 21وَبَعْدَ ذلِكَ جِئْتُ إِلَى أَقَالِيمِ سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ. 22وَلكِنَّنِي كُنْتُ غَيْرَ مَعْرُوفٍ بِالْوَجْهِ عِنْدَ كَنَائِسِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. 23غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَ:« أَنَّ الَّذِي كَانَ يَضْطَهِدُنَا قَبْلاً، يُبَشِّرُ الآنَ بِالإِيمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلاً يُتْلِفُهُ». 24فَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ فِيَّ.)
فالتناقض ظاهر،النص الأول يقول أنه مشهور ويقوم بنشاطه في التبشير المسيحيّ للوثنيين علناً لدرجة أنهم حاولوا أن يقتلوه بسبب مجاهرته وعلنية دعوته وكلامه فليس هناك أكثر من هكذا شهرةً.
بينما النص الثاني لبولس يقول أنه كان معروفاً بالوجه لدى كنائس أورشليم في منطقة اليهود،وإنما سمع المسيحيون عنه هناكَ كثيراً فقط.
[تناقض26]يُعلَم من متَّى8: 5-13 أن قائد المئة الرومانيّ جاءَ إلى المسيح لِيرجوَه أنْ يشفيَ له عبدَه،ولما أراد المسيح أنْ يذهبَ معه إلى بيته رفضَ قائلاً أنه ليس مستحقاً شرفَ دخول المسيح تحت سقف بيته وإنما تكفي كلمة منه لِيبرأَ العبدُ كما يأمر هو جندَه الرومانيين،فقال له المسيحُ(كما آمنتَ سيكونُ لكَ) وبرأَ الغلامُ في حينِها.
أما في لوقا7: 1-10 تختلف القصة فالرجل أرسلَ شيوخَ اليهودِ لأنَّ له معزَّةً عندهم حيث بنى لهم مَجْمَعَهم(=السنهدرين) ،وفيما هم قادمون مع المسيح إلى منزل الرجل أرسلَ رسلاً للقومِ قائلاً للمسيحِ على لسانهم سيدي أنا لستُ مستحِقاً لأنْ تدخلَ تحتَ سقفِ بيتي،لذلكَ لم أحسَبْ نفسي أهلاً لأنْ آتيَ إليكَ. لكنْ قلْ كلمةً فيبرأَ غلامي ،فجعلَ المسيحُ العبدَ يبرأُ في الحال في ساعتها.
ففي قصة لوقا لم يذهب قائد المئة للمسيح إطلاقاً ولم يقابلْه بل أرسلَ له مشايخَ وكِبارَ اليهود.
أما يوحنا4: 43-54 فإنَّ خادم المَلِك جاءَ إلى المسيحِ من كفر ناحوم إلى الجليل، ورجاه أنْ يشفيَ ابنَه الموشِكَ على الموت وأنْ ينزلَ معه أي يذهب معه لِيشفيَ ابنَه،فقال المسيح يسوعُ (اذهبْ ابنُكَ حيٌّ) وفيما هو ذاهبٌ إلى بيتِهِ استقبلَه عبيدُه في الطريق مبشرينه بأنَّ ابنَكَ حيٌّ وقد تعافى أمس.
نلاحظ في يوحنا أن المسيح كان في الجليل وجاءه قائد المئة من كفر ناحوم،
أما في متَّى ولوقا كانَ المسيح في كفر ناحوم لا في الجليل وكانَ قائد المئة في نفس المدينة.
--------------------------------------------------------------------------------
1 توضيح للقارئ المسلم :هما إدريس وإلياس في القرآن.
[تناقض27]يقول بولس: (15أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْدًا قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ عَلَيْهِ. 16وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ:«وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ:«وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. 17وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ.) غلاطية3: 15-17
كلمة نسل كلمة تدلُّ على الجمع مثلها مثل السلف والخلف والولَد،وبعيداً عن مغالطة بولس تلكَ عن النسل والأنسال، فكلام بولس هنا احتوى على غلطٍ جسيم،حيثُ يقول هو أن المدة بين وعد الله لإبراهيم بأرض فلسطين وغيره من أمورٍ ،وزمن نزول التوراة أي الناموس،بينهما أربعمئة وثلاثين عاماً،وهذا خطأ لأن إبراهيم كان قبلَ دخول بني إسرائيل مصرَ بزمنٍ طويل، وذلك العهد المزعوم بين إبراهيم وبين الله كانَ قبلَ ميلادِ إسحاق بسنةٍ واحدة تكوين 17: 21، وإسحاق كانَ ابنَ ستينَ سنةً حينَ وَلَدَ يعقوبُ ابنَه التكوين 25: 26، ويعقوبُ كانَ ابنَ مئةٍ وثلاثين سنةً حينَ دَخَلَ مصرَ مع بنيه التكوين 47: 9والتكوين47: 27-28 ،ولما خرجَ بنو إسرائيلَ مِن مصر وحسبَ الأسطورة أغرقَ اللهُ فرعون رعمسيس الثاني وجنودَه،وردَ النصُّ التالي: (وأما إقامة بني إسرائيلَ التي أقاموها في مصرَ فكانَتْ أربع مئة وثلاثين سنةً) خروج12: 40 ،بالتالي لابدَّ أنْ يكونَ الزمنُ ما بينَ عهدِ الله مع إبراهيم ونزول الناموس أي الشريعة أكثر من أربع مئة وثلاثين سنة بكثيرٍ.
وكلام بولس محضُ غلطٍ وزلَّةُ قلمٍ.
[تناقض28]في مرقس 8: 11-12 رفضَ المسيحُ إعطاءَ اليهود أيَّ آيةٍ،
وفي متَّى12: 38،ولوقا11: 29-32 قالَ أنه لن يُعطيَ اليهودَ آيةً إلا آية يونان النبيّ.
[تناقض29]يُعلم من مرقس16: 1-18 أن النساء اللاتي أتينَ إلى قبر المسيح أتينَ إذْ طلعَتْ الشمسُ،
بينما يُعلم من يوحنا20: 1-10 أن الظلام كان باقياً وكانت امرأة واحدة لا نسوة.
[تناقض30]يُعلم من متَّىَ 28: 1-8 أن مريم المجدلِيّة والأخرى لما وصلتا إلى القبر نزلَ ملاكٌ ودحرجَ الحجرَ عن القبرِ وجلسَ عليه وقالَ اذهبا سريعاً،
ويُعلم من مرقس16: 1-8 أنهما وسالومة لمَّا وصلنَ إلى القبرِ رأينَ الحجرَ مُدَحْرَجَاً ولما دخلنَ القبرَ وجدنَ شاباً جالساً عن يمينِ القبر،
أما لوقا24: 1-12 فقال إنهن لما وصلنَ وجدنَ الحجرَ مدحرَجاً وجسد المسيح غير موجود وثِمَةُ رجليْنِ واقفينِ يرتديانِ ثياباً برَّاقة.
قارِنْ النصوصَ الثلاثةَ السابِقة ببعضها ثم قارِنْهم بيوحنا20: 1-18
[تناقض31]يتيقن الدارِس من قراءة مرقس6: 7-13+يوحنا12: 1-8
أنَّ يهوذا الإسخريوطيّ كان يجري الربُّ على يديه الكراماتِ والمعجزاتِ والإشفآتِ رغمَ أنه لم يَتُبْ عن السرقةِ التي يحترفها ولم يُقلِعْ عن السرقةِ وقتَما كانَ يصنعُ المعجزاتِ، دونَ أنْ يكفَّ عن السرقةِ أثناءَ صنعِهِ للمعجزاتِ كسائرِ التلاميذِ الاثني عشر!
بل والأدهى من ذلك والأسوأ أنْ يذكرَ الإنجيلُ أنَّ المسيحَ كانَ يرضى أنْ يُنفِقَ يهوذا عليه وعلى تلاميذِهِ من مالِ صندوقِ السرقةِ الذي يجمع فيه يهوذا ما يسرق! انظر يوحنا13: 29
(7وَدَعَا الاثْنَيْ عَشَرَ وَابْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ، 8وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصًا فَقَطْ، لاَ مِزْوَدًا وَلاَ خُبْزًا وَلاَ نُحَاسًا فِي الْمِنْطَقَةِ. 9بَلْ يَكُونُوا مَشْدُودِينَ بِنِعَال، وَلاَ يَلْبَسُوا ثَوْبَيْنِ. 10وَقَالَ لَهُمْ:«حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَأَقِيمُوا فِيهِ حَتَّى تَخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. 11وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ لَكُمْ، فَاخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ وَانْفُضُوا التُّرَابَ الَّذِي تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ». 12فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ يَتُوبُوا. 13وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ.) مرقس6: 7-13
(1ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 2فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. 3فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. 4فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: 5«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» 6قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. 7فَقَالَ يَسُوعُ:«اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، 8لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ».) يوحنا12: 1-8
(21لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». 22فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟» 26أَجَابَ يَسُوعُ:«هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». 28وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، 29لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ.) يوحنا13: 21-29
[تناقض32]في قصة تجربة الشيطان،تناقض في ترتيب الأحداث:
ففي متَّى4: 1-11 قالَ الشيطانُ للمسيحِ إنْ كنتَ ابنَ اللهِ فقُلْ لهذِهِ الحجارةِ أنْ تصيرَ خبزاً وردَّ المسيحُ عليه ردَّه المشهور،ثم أخذَه الشيطانُ إلى أورشليمَ وأوقفَه على جناحِ الهيكلِ وقالَ له إنْ كنتَ ابنَ اللهِ فاطرحْ نفسَكَ من هنا فإنه مكتوبٌ أنه يوصي ملائكتَه بكَ فيحفظوك رد المسيح عليه،ثم أخذه إلى جبلٍ عالٍ وقالَ له اسجُدْ لي وأُعطيكَ كلَّ هذه الممالكِ التي تراها فردَّ المسيحُ عليه وغلبَه بالإيمانِ والحُجَّةِ الكتابية القويّة.
بينما في لوقا4: 1-13 طلبَ منه تحويلَ الحجارةِ خبزاً،ثم أخذَه إلى جبلٍ عالٍ،ثمَّ بعدها أوقفَه على جناحِ الهيكل. فهنا ترتيب الأحداث مخالِفٌ لِمَتَّىَ.
[تناقض33]سَرَدَ متَّى ومرقس ولوقا أسماءَ الاثني عشرَ تلميذاً الصفوة اللذينَ اختارَهم المسيحُ يسوع لِيكونوا رُسُلاً،فاتَّفقوا في أسماءِ أحدَ عشرَ منهم، هم:
سِمعان بطرس ،أندراوس أخوه ،يعقوب بن زبدي ،يوحنا بن زبدي ،فيلبس ،برثولماوس ،توما ،متَّى العَشَّار ،يعقوب بن حلفى ،سمعان القانويّ ،يهوذا الإسخريوطيّ.
واختلفوا في اسمِ الثاني عشر فقالَ متى:لباوس المللقَّب تداوس،كذلكَ قالَ مرقس: تداوس،في حينِ قالَ لوقا أنه: يهوذا أخو يعقوب.
[تناقض34]في حين كتبَ مرقس ومتَّى ويوحنا أنَّ مَنْ ألبسَ يسوعَ الثوبَ القرمزيَّ أو الأُرجوانيَّ هم جنودُ بيلاطس،
قالَ لوقا أنَّ هيرودس وجنوده هم مَنْ ألبسَه اللِباسَ اللمَّاعَ.
[تناقض35]لا يذكر إلا لوقا أنَّ بيلاطس أرسلَ المسيحَ إلى هيرودس ثم ردَّه هيرودس مرَّةً أخرى،
أما الإنجيليون الثلاثة الآخرون فلا يذكرونَ سوى وقوفه أمامَ بيلاطس ،دونَ ذكرِ أنه أرسلَه إلى هيرودس وسخِرَ هو وجنودُه منه ثم أعادَه إلى بيلاطس.
[تناقض36]في متَّى26 أنَّ المسيح قالَ للتلاميذ إن واحداً منكم يسلمني. فحزنوا جداً وابتدأَ كلُّ واحدٍ منهم يقول:هل هوَ أنا يا ربّ؟ فقالَ:الذي يغمس يدَه معي في الصفحة يسلمني. فأجابَ يهوذا وقالَ:هل هو أنا يا سيدي؟ فقالَ له:أنتَ قلتَ.
أمّا في يوحنا13فالقصة هكذا: قالَ المسيحُ للتلاميذ إنَّ واحداً منكم يسلمني. فكانَ التلاميذ ينظر بعضهم إلى بعضٍ مُتَحَيِّرين،فأومأ َ بطرس إلى التلميذِ الصغيرِ الذي يحبُّه المسيحُ،يوحنا،أن يسألَه من هوَ،فسألَه يوحنا،فأجابَ يسوعُ هو ذاكَ الذي أغمس أنا اللقمةَ وأُعطيه،وذلك لِيَتِمَّ الكِتابُ:الذي يأكلُ معي الخبزَ رفعَ عليَّ عَقِبَه،فغمسَ اللقمةَ وأعطاها لِيهوذا.
[تناقض37]كتبَ متَّى في إصحاحه السادس والعشرين عن كيفية قبض اليهود على المسيح أن يهوذا كان قد قالَ لليهودِ :امسكوا مَنْ أُقَبِّله،فجاءَ معهم وتقدَّمَ إلى المسيح وقالَ: السلام يا سيدي،وقبّلَه فأمسكوه.
في حين قالَ يوحنا في إصحاحه الثامن عشر أن يهوذا أخذَ الجندَ مِن عِند رؤساء الكهنة والفريسيين،فجاء،فخرج يسوع،وقالَ لهم مَنْ تطلبون؟ أجابوه الناصريّ،فقالَ لهم يسوعُ أنا هو. وكان يهوذا مُسَلِّمه أيضاً واقِفاً معهم. فلما قالَ لهم أني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. فسألَهم مرةً أخرى من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصريّ .أجابَهم: قد قلتُ لكم أني أنا هو،فإنْ كنتم فدعوا هؤلاء يذهبون. فقبضوا عليه واقتادوه.
[تناقض38]وردَ في متَّى27: 9-10(9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:«وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».)
وإننا نتساءل ولا إجابة أينَ قالَ إرميا في سفرِه أو مراثيه ذلكَ؟! إنَّ إرميا لم يقُلْ ذلكَ قط،لا في السِفر الذي كتبَه ولا في مراثيه على دمار أورشليم،وهما الموضعان اللذانِ فيهما كلامه في كتاب العهد اليهوديّ. صحيح أن النبيَّ زكريا وليسَ إرميا قالَ شيئاً كهذا في سِفرِه في سِياق موضوعٍ طويلٍ مختلفٍ تماماً لا علاقةَ له بالصلب وخيانة يهوذا،في سِفر زكريا11: 13 ،وسنتناول الردَّ على هذه المزاعم في الباب الثالث (الرد على البشارات المزعومة بيسوع في كتاب العهد اليهودي)،لكنْ هنا وقع خطأٌ فادِح مِن متَّى لأنَّ إرميا لم يقُلْ هذا البتةَ بل زكريا هو القائل.
[تناقض39]قال المسيح(27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ وَقَالَ لَهُ:«هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.) متَّى19: 27-28
فهكذا شهدَ لهم المسيحُ الربُّ الإلهُ جميعَهم بدخول الحياة الأبدية والنعيم في الفردوس،بما في ذلكَ الخائنُ يهوذا الإسخريوطيّ أحد الاثني عشر تلميذاً. الظاهر أنَّ هذا إله لا يعلم الغيبَ.
ويقول بولس الرسول: (وأنه ظهرَ لصفا ثم للاثني عشر.) كورنثوس الأولى15: 5
لذلكَ أصابَ مرقس وأجادَ حين كتبَ:
(14أخيراً ظهرَ للأحدَ عشرَ وهم متكئونَ.....) مرقس16: 14
[تناقض40]وردَ في متَّى2: 23(23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا»)
وهذا أيضاً غلط ولا يوجد في أي كتاب من كتب الأنبياء أو حتى الكتب التاريخية في الكتاب اليهوديّ ،فهذه مجرَّد كذبة،وإلا فلن يقدرَ المسيحيون أن يأتونا بعددٍ واحدٍ من العهد القديم اليهودي فيها هذا الكلام.
[تناقض41]يقول بولس الرسول في كورنثيوس الأولى10: 8 هكذا: (8وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا.)
وهذا غلط لأنه جاء في سفر العدد25: 9(6وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَ وَقَدَّمَ إِلَى إِخْوَتِهِ الْمِدْيَانِيَّةَ، أَمَامَ عَيْنَيْ مُوسَى وَأَعْيُنِ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُمْ بَاكُونَ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 7فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ فِينْحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنُِ، قَامَ مِنْ وَسَطِ الْجَمَاعَةِ وَأَخَذَ رُمْحًا بِيَدِهِ، 8وَدَخَلَ وَرَاءَ الرَّجُلِ الإِسْرَائِيلِيِّ إِلَى الْقُبَّةِ وَطَعَنَ كِلَيْهِمَا، الرَّجُلَ الإِسْرَائِيلِيَّ وَالْمَرْأَةَ فِي بَطْنِهَا. فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 9وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا.) العدد25: 6-9
[تناقض42]وقعَ في لوقا4: 25،ورسالة يعقوب5: 17 أنه (لم تُمطرْ على الأرضِ ثلاثَ سنينَ وستةَ أشهرٍ في زمن إيليّـا النبيّ)
وهذا غلط لأنه يُعلَم من الملوك الأول 18: 1،معَ 18: 41-46 أنَّ المطر نزلَ في السنة الثالثة.
[تناقض43]( 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، لَمْ يَجِدُوا. وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ:«هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟») متَّى26: 59-62
جملة عجيبة فعلاً! كيفَ يوجد شهود زورٍ كثيرين ومع ذلك لم يجِدوا؟!
[تناقض44](60وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ:«هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟») متَّى26: 60-62
عجيب! ألم يقل المسيح يسوع ذلكَ فعلاً يا قُرَّاء الإنجيل؟! فهما إذن ما شهدا زوراً بل شهدا بالحق
(18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ:«أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.) يوحنا2: 18-22
[تناقض45]على حين يقول داوود في مزموره التاسع عشر: (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا. 10أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ. 11أَيْضًا عَبْدُكَ يُحَذَّرُ بِهَا، وَفِي حِفْظِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ. 12اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي.) مزمور19 : 7-12
يناقض بولس الرسولُ هذا الكلامَ كأنما يكذِّبه ،فيقول في رسالته للعبرانيين:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين7 : 18-19
[تناقض46]كتبَ لوقا في سِفر أعمال الرسل: (14فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ، خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْسًا. 15فَنَزَلَ يَعْقُوبُ إِلَى مِصْرَ وَمَاتَ هُوَ وَآبَاؤُنَا) أعمال الرسل7 : 14-15
وهذا غلط،إذْ جاءَ في سِفر التكوين: (26جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ، الْخَارِجَةِ مِنْ صُلْبِهِ، مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ، جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْسًا. 27وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.) التكوين46: 26-27
وفي سفر الخروج: (5وَكَانَتْ جَمِيعُ نُفُوسِ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْسًا. وَلكِنْ يُوسُفُ كَانَ فِي مِصْرَ.) الخروج1: 5
[تناقض47]قال بولس في رسالته للعبرانيين: (15وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُوُّونَ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. 16لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. 17لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيًّا. 18فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضًا لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ، 19لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ، وَصُوفًا قِرْمِزِيًّا وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، 20قَائِلاً: «هذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». 21وَالْمَسْكَنَ أَيْضًا وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذلِكَ بِالدَّمِ. 22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) العبرانيين9: 15-22
وهذا فيه أغلاط من ثلاثةِ وجوهٍ:
أولاً: أنه ما كانَ دمَ العجول والتيوس ،بل دم الثيران فقط.
ثانياً: لم يكن الدم هذه المرة مع ماء وصوف قرمزيّ و زوفا،بل كانَ دماً فقط.
ثالثاً: ما رشَّ موسى على الكتابِ نفسِه ولا على آنية الخدمة، بل رشَّ نصفَ الدم على المذبح،والنصف الآخر على الشعب.
وهاهو نصُّ سِفر الخروج24: 3-8
(3فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ». 4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ».)
[تناقض48]في مرقس (23وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ:«انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25فَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 26كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا». 27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:«السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».) مرقس2: 23-26
ونفس الكلام والمضمون قاله متى12: 3-4،ولوقا6: 3-5
ولكنْ من طالعَ سِفرَ صموئيل الأول : إصحاحي21و22 وجدَ أنَّ هذا النصَّ الإنجيليّ به غلطان وتناقضان مع العهد القديم:
أولاً: إن قوله (جاع هو واللذينَ معه) وكذلك قوله (وأعطى اللذينَ كانوا معه أيضاً) غلط،لأن داوود كانَ هارباً من شاول في ذلك الوقت،وكان وحيداً منفرداً،ولم يكن معه أحدٌ،وقد كذب داوودُ مضطراً على الكاهن وادّعى أنه في مهمة سرية عاجلة كلَّفَه بها شاول المَلِك وأنه معه غلمان مرابطون مختبئونَ ،ربما لأنه خافَ أن يبلغ عنه الكاهنُ أو لم يَشَأ أنْ يروِّعَ الكاهنَ ويفزعه،أو لأنه خشيَ أن يرفض الكاهنُ إعطاءَه سلاحاً وطعاماً،أو لكل هذه الأسباب اضطر للكذب ليُنقِذ حياةَ نفسِهِ.
ثانياً: حيثُ أنه في تلك الأيام كانَ أخيمالك هو رئيس الكهنة ،ومنه أخذَ داوودُ الخبزَ المقدّس وسيفَ جليات الفلسطينيّ،وعندما علم شاولُ بمساعدة رئيس الكهنة لداوود،قتل رئيسَ الكهنة ومعه جمعاً غفيراً من الكهنة بني لاوي،ثم نجا أبياثار بن أخيمالك من مذبحة شاول،ولجأَ لداوودَ فحماه،فأبياثار بن أخيمالك ،ابنه الوحيد الناجي من شاول وجنوده،لم يكن رئيساً للكهنة وقتَ حادثِ أكلِ داوودَ خبزَ الهيكلِ،بل وقتئذٍ كانَ رئيسُ الكهنة أخيملك أبو أبياثار.
[تناقض49]يقول بولس: (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.) تيموثاوس الأولى6: 16
ويقول يوحنا في إنجيله: (18اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا1: 18
ويقول يوحنا في رسالته الأولى: (12اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا.) رسالة يوحنا الأولى4: 12
فلنقارِنْ هذا مثلاً ،بقول سفر الخروج في النص التالي،وراجعوا قِسم نقد العهد القديم من هذه السسلة النقدية في الباب الأول منه للمزيد من تلك السخافات:
(9ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. 11وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.) الخروج 24: 9-11
[تناقض50]يُفهم من الأناجيل أن المسيح إلى أن صُلِب وصعدَ إلى السماوات كان قد أحيا ثلاثةَ أمواتٍ،الأول ابنة قائد المئة الروماني كما كتبَ متّى ومرقس ولوقا،والثاني هو الميت الذي ذكره لوقا فقط في لوقا7: 11-17،والثالث هو لعازر كما كتبَ يوحنا منفرِداً في 11: 1-46
فلنقارن هذا بقول أعمال الرسل: ( إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ، يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، مُزْمِعًا أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلأُمَمِ».) أعمال الرسل26: 23
وبقول بولس: (20وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. 21فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. 22لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. 23وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ.) كورنثوس الأولى15: 20-23
وبقوله كذلكَ: (18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولسي1: 18
ويقول يوحنا في الرؤيا1: 5(ومِنْ يسوع المسيحِ الشاهدِ الأمينِ،البِكر من الأمواتِ....)
فكيف يكون المسيح يسوع أولَ قيامة الأموات وباكورة الراقدينَ والبكر من الأموات،بينما هناك من قامَ من الأموات قبل قيامتِه هو،إن هذه الأقوالَ تنفي قيامَ ميتٍ من الأموات قبل المسيح، وتناقض كلام البشارات الأربع أعني الأناجيل الأربع للبُشراء متّى ومرقس ولوقا ويوحنا.
[تناقض51]يعلم من متّى15: 21-28 أن المرأة المستغيثة لشفاء ابنتها كانت كنعانية،بينما يعلم من مرقس7: 24- 30 أنها كانت يونانية باعتبار القوم وفينيقية سورية باعتبار القبيلة.
[تناقض52]ينسب يوحنا للمسيحِ قولَه: (وإنْ كنتُ أشهدُ لنفسي فشهادتي ليسَتْ حقَّاً) يوحنا5: 31
بينما ينسب يوحنا للمسيح كذلك قولَه: (أجابَ يسوعُ وقالَ لهم:وإن كنتُ أشهدُ لنفسي فشهادتي حقٌّ...) يوحنا8: 14
[تناقض53]يُعلَم من متَّى 20و21 أن المسيح ارتحل من أريحا بعدما أشفى أعميين،وجاء إلى أورشليم حيثُ ركبَ على الحمار والأتان وقال الشعبُ خلِّصنا يا ابنَ داودَ.
في حين يُعلم من يوحنا10و11و12 إنه ارتحل من أفرايم إلى بيت عنيا حيث أحيا لعازرَ من الموتِ وباتَ هناكَ، ثم ذهبَ إلى أورشليم وهناك ركبَ على الجحش وقال له الشعبُ خلِّصْنا مُبارَكٌ الآتي باسمِ الربِّ.
[تناقض54]يُعلَم من مرقس6: 14-29 أن هيرودس كان لا يريد قتلَ يوحنا المُعَمِّد (يوحنا المعمدان) لأنه كان يراه رجلاً بارّاً تقيَّاً صالحاً،وأنه كان راضياً عنه،ويستمع لوعظِه كثيراً،ولما رقصتْ هيروديا زوجة أخيه أمامَه هو والجالسينَ معَه. فأقسمَ لها مهما طلبَتِ مني أُعطيكِ،فطلبَتْ رأسَ يوحنا المعمدان ،فحزنَ الملكُ واغتمَّ،وتحرجاً من الحاضرينَ من قوَّاد ألوف الجيش ورؤساء أقسام وجوه القوم وعليَّتِهم لم يستطِعْ أنْ يردَّ طلبِها.
بينما يُعلَم من متَّى14: 1-12 أنه كانَ يريد قتلَ يوحنا المعمدان،إلا أنه كان يخافُ الشعبَ الإسرائيليَ لأنه كان يُعتبَر عندهم نبياً،لذلكَ اغتمَّ لما طلبَتْ هيروديا زوجة أخيه.
[تناقض55]تناقضات الأناجيل الأربعة في ذكر قصة إنكار بطرس معرفتَه بالمسيح،مقارنة بين :
متَّى26: 69-75،مرقس14: 66-72،لوقا22: 54-62،يوحنا18: 15-18+يوحنا18: 25- 27
#اتفقَ كلٌ من متّى ولوقا ويوحنا على أن المسيح قال لبطرس:قبل أن يصيحَ الديك تنكرني ثلاثَ مراتٍ. متى26: 34، لوقا22: 34 ،يوحنا13: 38
وخالفَهم مرقس فقال أن قال قبل أن يصيحَ الديكُ مرتينِ تنكرني ثلاثَ مراتٍ. مرقس14: 30
#من اتهم بطرسَ بأنه من تلاميذ المسيحِ:
على رواية متّى جاريتان والرجال القيام،
وعلى رواية مرقس جارية والرجال القيام،
وعلى رواية لوقا جارية ورجلين،
وعلى رواية يوحنا الجارية البوَّابة ثم الجماعة الموجودونَ بالدار ثم عبدٌ نسيبُ العبدِ الذي قطعَ بطرسُ أذنَه بالسيف أثناء القبض على يسوع المسيح.
#وقتُ سؤالِ الجارية التي سألتْ بطرسَ أولاً:
على رواية متَّى كان بطرسُ وقتَ سؤالها إياه في ساحة الدار "جالِساً خارجاً في الدار"،
وعلى رواية مرقس كان أسفلَ الدارِ جالساً وحدَه يستدفئ من البرد،
وعلى رواية لوقا داخلَ الدارِ وكانوا قد جلسوا وجلسَ معهم حول النار.
وعلى رواية يوحنا الجارية البوّابة وسطَ الدارِ سألتْه البوَّابةُ السؤالَ أثناء إدخالها له.
#على رواية متّى ومرقس كانَ رد بطرس على قول الجماعة الموجودينَ بعد قَسَمٍ وحَلْفٍ،
وعلى رواية يوحنا إنكارٌ فقط بدونِ قَسَمٍ قبلَه.
#يُفهم من متَّى ومرقس أنَّ الرجالَ وقتَ السؤالِ الثاني كانوا خارجَ الدارِ عند الدهليز،
وعلى رواية لوقا أنهم كانوا وسطَ الدارِ.
#على رواية متّى ولوقا ويوحنا أن صياح الديك كانَ مرةً بعد إنكار بطرس ثلاثَ مرَّاتٍ،
وعلى رواية مرقس مرةً بعدَ الإنكار الأول ومرةً أخرى بعد إنكاره مرتَّيْنِ أُخرييْنِ.
كل هذه التناقضات تكشف أن هذه القصص التراجيدية المأساوية المؤثِّرة عن تفاصيل حياة المسيح، والتفاصيل الكاذبة المزخرِفة لحادثة صلبه،محض أكاذيب وأساطير وروايات شعبية وأشياء وهمية لم تحدثْ.
[تناقض56]في مرقس: إصحاحي3و4،ترتيب الأحداث كالتالي: اختيار الاثني عشر ثم وعظ التمثيلات ثم تهدئة العاصفة، ثم في الإصحاح6 إرسال الرسل الاثني عشر.
أما في متَّى فالترتيب كالتالي:الموعظة على الجبل بإصحاح 5،ثم تهدئة العاصفة بإصحاح8،ثم اختيار الاثني عشر وإرسالهم بإصحاح10،ثم وعظ التمثيلات بإصحاحي12و13.
[تناقض57]يُعلم من مرقس11أنَّ سؤالَ اليهودِ يسوعَ عن سلطانه كان في اليوم الثالث من وصوله إلى أورشليم،
بينما يُعلَم من متَّى21 أنها كانت في اليوم الثاني من وصوله.
[تناقض58]وقعَ في متَّى9: 1-8أنه لما دخلَ المسيحُ مدينةَ الناصرة كانَ هناكَ المفلوج وأبرأه،
أما مرقس2: 1-12 أنه كانَ في كفر ناحوم.
[تناقض59]ذكر متَّى في إصحاح8 سؤال الكاتب أني أتبعكَ واستئذان رجلٍ آخر لدفن أبيه،ثم ذكر في إصحاح17قصة التجلِّي.
أما لوقا فذكرَ في إصحاح9 أولاً قصة التجلِّي،وذكرَ بعدَها السؤال والاستئذان.
[تناقض60]قال المسيح في متَّى12: 39-40(39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.)
وفي متَّى16: 4قال (4جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى.)
وفي متَّى17: 22-23(22وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ 23فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدًّا.)
وفي متَّى27: 62-64(62وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!»)
وفي لوقا24: 46 يُنسَب القولُ التالي إلى يسوع _الذي يزعمونَ أنه قامَ من الموت_ بعد قيامتِه من الموت: (44وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ)
وهذا غلط!، لأن المسيحَ صُلِبَ صباحَ يومِ الجمعة،وماتَ على الصليبِ في الساعة التاسعة،وكان يوم الجمعة هو يوم الاستعداد السابق ليوم السبت،وكان ذلك السبت يُوافق عيدَ الفِصح اليهوديّ أي يوم احتفال الخروج من مصر،لذلك أنزلَ اليهودُ جسدَ يسوعَ من على الصليب بعدَ موتِهِ في يوم الجمعة، كي لا يبقى على الصليب إلى يوم السبت وهو يوم عيد الفصح،ولأنهم منهيّ عندهم عن بيات جثة مصلوب بل تُدفَن في نفس اليوم انظر تثنية21: 22-23،وطلبَ يوسفُ المشير الشريف جسدَه من بيلاطس وقتَ المساء من يوم الجمعة السابق للعيد،حيث كان يوم الجمعة هو يوم الاستعداد،أي الاستعداد للعيد،ودُفِنَ المسيحُ بعدما كُفِّنَ وحُنِّطَ في ليلة الجمعة،وتلا يومَ الجمعةِ يومُ السبتِ يومُ الراحةِ لدى اليهودِ،ثم يومَ الأحدِ أولَ أيام الأسبوعِ المسيحيّ جاءَتْ النسوةُ إلى قبرِ المسيحِ ووجدنَ الحجرَ مُدَحْرَجَاً والجسدَ غيرَ موجودٍ،وأخبرتهنَّ الملائكةُ أنَّ المسيح قد قامَ من بين الأموات، فكانت القيامة يوم الأحد.
فعلى هذا يكون يسوعُ دُفِنَ ليلةَ الجمعة،وظلَّ يومَ وليلةَ السبتِ في القبر،ثم قامَ من القبر صباحَ الأحد،فيكون قد ظلَّ في قلب الأرض يوماً وليلتين،وليس ثلاثةَ أيامٍ وثلاثَ ليالٍ.
وهذا كله يفضح أن أسطورة قيامته من الموت وكل معتقدات وأساطير المسيحية مجرد فبركات وأكاذيب وخزعبلات. وأنا لستُ المغفَّلُ الذي يُصَدِّق هذا الكلام.
(انظر كلاً مِن:
متّى27: 45-66،متَّى28: 1 -10،
مرقس15: 33-47،مرقس16: 1-8،
لوقا23: 44-56،لوقا24: 1-12،
يوحنا19: 30-41،يوحنا20: 1-10)
[تناقض61]يُعلَم من مرقس15: 25 أنهم صلبوا المسيحَ في الساعة الثالثة،
بينما يُعلم من يوحنا19: 14 أن المسيح كان إلى الساعة السادسة عند بيلاطس.
[تناقض62]في لوقا11: 50-51 يقول المسيحُ: (49لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ 50لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هذَا الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ، 51مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هذَا الْجِيلِ!)
بينما في حزقيال18 أنه لا يؤخذ أحدٌ بذنبِ أحدٍ،وفي مواضعَ أخرى من العهد القديم نفس العقيدة، بينما في مواضع أخرى من التوراة والعهد القديم أنَّ الأبناءَ تؤخَذ بذنوب الآباء إلى عدة أجيال،راجع الموضوع في قِسم نقد العهد القديم من هذا الكتاب،في باب عدم العدالة والغرائب والأشياء الشاذة.
[تناقض63]اقتبَسَ بولس واستشهدَ من العهد القديم،قائلاً: (7بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، 8الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. 9بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». 10فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.) كورنثوس الأولى2: 7-10
وهذه الآية على تحقيق مفسِّريهم منقولةٌ من إشعياء64: 4 وهي هكذا:
(1لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. 2كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ، وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي، لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ، لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. 3حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا، نَزَلْتَ، تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ. 4وَمُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَصْغَوْا. لَمْ تَرَ عَيْنٌ إِلهًا غَيْرَكَ يَصْنَعُ لِمَنْ يَنْتَظِرُهُ.)
واضح أنَّ الأعداد (الآيات) تتكلم عن عدم سماع الأمم غير اليهودية لكلام الربِّ وتعاليمه وعن ما ينتظر الصالحين من نصر الرب يهوه لليهود على العرب وتمكن اليهود من احتلال أراضي العرب وسرقة ونهب أموالهم وثرواتهم وسبي نسائهم وأطفالهم،وواضح أنَّ النص يتكلم عن انتصارات إسرائيل في أول عهدها أيامَ موسى ويشوع بن نون والقضاة وشاول وداوود وسليمان،وهو يتكلَّم عن أحداث الخروج من مصر الأسطورية ونزول الرب أو مجد وقوة الرب كنارٍ على جبل الطور ..القصة المشهورة وكيف أنه أعطاهم الوصايا العشرَ بنفسه بلا واسطة.
فمن الجليّ أنَّ بولس حرَّفَ الآية4بصورة مفضوحة ومكشوفة ووقحة جداً،ليحاول ادعاء أن المسيحية لها أساسٌ من الكتاب اليهودي.
وهذا يدل على عدم أمانة في النقل والاقتباس،وسلَّم مفسِّروهم بهذا الاختلاف،فنسبوا التحريفَ إلى سفر إشعياء لا رسالة بولس، فجعلوا كتابَ إشعياء وكلامه مُحرَّف مُحَوَّر لكي لا يعترفوا بغلط رسولهم بولس وتدليسه وتحريفه وإظهاره الباطلَ بصورة الحقِّ، حيثُ لم يَرِدْ في العهد القديم أيُ ذكرٍ للجنة والنار وحتى القيامة. ما عدا النص الغامض الناقص المعنى غير المفيد في سِفر دانيال كما ناقشنا في الباب الأول من كتاب نقد العهد القديم.
[تناقض64]المقارنة تكشف التناقض في قصة دعوة التلاميذ الأولين واتباعهم للمسيح يسوع
[قارِنْ متَّى4: 18-22،مرقس1: 14-20،لوقا5: 1-11،يوحنا1: 35-46]بقلم راهب العلم
متَّى ومرقس: لما كانَ يسوعُ ماشياً عندَ بحرِ الجليلِ بفلسطين أبصرَ الأخويْنِ بطرس وأندراوس وهما يُلقيانِ الشبكةَ للصيدِ فدعاهم لاتباعِهِ فتركا الشباكَ وتبعاه،ثم اجتازَ مِن هناكَ فرأى أخوينِ آخرين يعقوب ويوحنا ابنَيْ زبدي فدعاهما ففوراً تركا إصلاحَ الشِباكَ الذي كانا يقومانِ به وقتَما جاءَهم وتركا السفينةَ وتبعاه.
أما يوحنا: فيذكر القصة بشكلٍ مختلف تماماً ،فيذكر أنه قُربَ منطقةِ عبر الأردنِّ ،تحديداً في بيت عَبْرَةَ حيثُ كانَ يوحنا المعمدان هناكَ يُعَمِّد الناسَ في النهر الجاري ومعه تلاميذه،فرأى المعمدانُ مرةً يسوعَ ماشياً فأشارَ إليه بأنه حَمَلُ اللهِ الذي يرفع خطيةَ العالم...إلخ،فسمع هذا الكلامَ اثنانِ من تلاميذ يوحنا المعمدان هما يوحنا وأندراوس،فتبعا يسوعً وطلبا منه أنْ يخبرهما أينَ يسكن وظلاّ عنده طيلةَ ذلكَ اليومِ،وفي الساعة العاشرة جاءَ أندراوسُ بأخيه بطرسَ للمسيحِ بعدما هداه للمسيحية، ثم في الغدِّ لما أرادَ يسوعُ الخروجَ إلى الجليل صادفَ فيلبس فقال له (اتبعني) فتبعه،ثم جاءَ فيلبسُ بنثنائيلَ بعدما هداه.
فكما نرى هناك اختلافاتٌ كثيرة بينَ متَّى ومرقس،ويوحنا:
#أولاً: متَّى ومرقس يقولانِ أن هذا كان عند بحر الجليل في فلسطين،
ويوحنا يقول أنه عند عبر الأردن.
#ثانياً: متى ومرقس يكتبان أن التلاميذ كانوا مشغولينَ بإلقاء الشِباك وإصلاحها،وجاءَ المسيح إليهم
،بينما يذكر يوحنا أنهما كانا من تلاميذ المعمدان وهما من جاء إليه ولحقاه حينَ سمعا المعمدانَ يصفه
ويعظِّمه. ولم يقُلْ يوحنا في إنجيله أيَّ شيءٍ عن شِباكٍ وصيدٍ وقتَ التقاءِ يسوعَ بالتلاميذ،فأندراوس ويوحنا هما من ذهبا إلى المسيح وليس هو من جاءَ إليهما،على عكس قصتي متَّى ومرقس.
#ثالثاً: متَّى ومرقس يكتبان أنه لقيَ أولاً بطرس وأندراوس على بحر الجليل،ثم لقِيَ بعدَ برهةٍ أثناءَ سيرِهِ يعقوبَ ويوحنا على هذا البحر.
،وكتب يوحنا أنَّ يوحنا وأندراوس جاآه أولاً في قُربِ عبر الأردنّ،ثم جاءَ بطرسُ بهدايةٍ من أخيه أندراوس،وفي الغدّ لما أرادَ المسيحُ الخروجَ إلى الجليل لقِيَ فيلبس ودعاه،ثم جاءَ نثنائيلُ بهدايةٍ من فيلبس،ولمْ يذكرْ يوحنا يعقوبَ بنَ زبدي.
#رابعاً: متَّى ومرقس يقولانِ أنَّ المسيحَ قابلَ بطرسَ وأندراوس ثُمَّ يعقوب ويوحنا على بحر الجليل،
ويكتب يوحنا أنه لَقِيَه أندراوس ويوحنا ثم بطرس ولم يذكرْ يعقوبَ.
أما لوقا فخالف الثلاثة الأناجيل الأخرى،فذكرَ القصةَ كالتالي:
لما كانَ الجمعُ يزدحم على المسيح ليسمعَ كلمةَ الله،كان واقفاً عند بحيرة جنيسارت فرأى سفينتين واقفتين عندَ البُحيرة،فدخل مع الجموع التي تتبعه إلى إحدى السفينتين التي كانت لسمعان(بطرس)، وطلبَ منه أن يَبْعُدَ عن الشاطئِ قليلاً،ثم لما فرغَ من تعليمه للجموع،قال لسمعان:ابعُد إلى العمقِ وألقوُا شباكَكم للصيدِ،فقال له سمعان بطرس: يا مُعَلِّمُ قد تعِبْنا الليلَ كلَّه ولم نصطَدْ شيئاً ولكنْ على كلمتِكَ أُلْقي الشبكةَ،فلما فعلوا ذلكَ اصطادت شباكُهم سمكاً بكميةٍ مهولة لدرجة أن شبكتهم صارت تتخرَّق أي تتمزَّق،وطلبوا من شركائِهِم في السفينةِ الأخرى أنْ يأتوا ويساعدوهم،فأتَوْا وملؤوا السفينتين سمكاً حتَّى أخذتا في الغرق. حتَّى خرَّ بطرس عندَ ركبتي يسوع قائلاً(اخرجْ من سفينتي يا ربُّ،لأني رجلٌ خاطئٌ)، وكذلكَ دُهِشَ يعقوبُ ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكيْ سمعان الذي هو بطرس أي الصخرة كما لقَّبَه المسيحُ،ولما جاؤوا بالسفينتين إلى البرِّ تركوا كلَّ شيءٍ وتبعوا المسيحَ.
هذا على عكس متَّى ومرقس اللذينِ قالا أنَّ المسيح يسوع وهو سائرٌ عندَ بحرِ الجليل قابلَ بطرسَ وأندراوس،ثم وهو سائرٌ مجتازٌ قابلَ ابنَيْ زبدي يعقوبَ ويوحنا.
#وعلى عكسهم كلهم يوحنا الذي قالَ أنَّ أندراوس ويوحنا جاءا إلى المسيحِ واتّبعاه، بعدما سمعا كلامَ معلِّمهما يوحنا المعمدان عندَ عبر الأردنِّ.
[تناقض65]ذكرَ "الربُّ" في التوراة طريقةَ الاحتفالِ بعيد الفصح أي العبور أو الخروج من مصر، وشعائره،ثم قالَ(ويكونُ لكم هذا اليومُ تذكاراً فتعيِّدونه عيداً للربِّ،في أجيالِكم تعيِّدونه فريضةً أبديةً) الخروج12: 14،فإنْ كانَ فريضةً أبدية بكل مظاهره الدينية والاحتفالية للتذكير بتنجية الله
لبني إسرائيل،وطقوسه وهي ظريفة موجودة بالتفصيل في سفر الخروج،فكيف ألغاه المسيحيونَ؟!
كانَ تعظيمُ السبتِ وتحريم العمل فيه شريعةً أبدية في الناموس أي الشريعة أي التوراة،فكيفَ ألغاه المسيحيون أو بولس أو يسوع وهو أبديّ كما فرضَ"الربُّ"في الكتاب اليهوديّ الذي يؤمنون به هم أيضاً؟!
(12وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 13«وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا، لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ، 14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّايِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) الخروج31: 12-17
كذلك حكم الختان (ختان الذكور) في التوراة شريعة أبدية واجبة أن يقطعوا ويمارسوا الجزارة في الجسم البشريّ،فألغته المسيحيةُ،بتأويلاتٍ وتفسيراتٍ غير مقبولة من وجهة نظر الديانة اليهودية بدعوى ختان القلوب لا الأجساد،وما شابه ذلكَ من كلامٍ جميل،لكنه تحويرات:
(7وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ، عَهْدًا أَبَدِيًّا، لأَكُونَ إِلهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. 8وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ، كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مُلْكًا أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ إِلهَهُمْ».
9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) التكوين 17: 7-14
صرَّحَ سفر اللاويين: إصحاح11،بحرمة "النجاسات" حرمةً قاطعةً،فكيف حلَّلَها المسيحيون وبولس وبطرس الرسولان،مع زعمهم الإيمانَ بالعهد القديم،وعدم نقضه أو إلقائه وراءَ ظهورهم، أنا مع المسيحية أن الخنزير والجمل والأرنب وغيرهم ليسوا نجاساتٍ،لكني أتكلم عن التناقض بين شِقَّيْ الكتاب المقدَّس.
عن عيد الفصح وسُنة صنع الفطير،يقول"الربُّ" : (14وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.
15«سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ
الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 16وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ
مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ، فَذلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. 17وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. 18فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، مَسَاءً، تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً. 19سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِرًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. 20لاَ تَأْكُلُوا شَيْئًا مُخْتَمِرًا. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا».)خروج12: 14-20
[تناقض66]في رسالة يهوذا،التالي: (9وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ:«لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».) رسالة يهوذا: 9
وهذه المعلومة أو القصة لم تَرِدْ في أي موضع من أسفار العهد القديم المعتمدة،فمن أينَ جاءَ بها يهوذا؟!. هل يوحَى إليه بأشياء عن العهد القديم لم تأتِ فيه؟!
في كتاب(إظهار الحق)/ الجزء الأول/ص264 يذكر المؤلِّفُ نقلاً عن تفسيرِ لاردنر في المجلد الثاني من هذا التفسيرص512 (أن أرجن قالَ أنَّ يهوذا نقلَ عن كتابِ المِعراج الآيةَ التاسعةَ من رسالتِه.) ا.هـ . والآنَ أصبحَ هذا الكتاب غير معترف به وجعليّ ومُحرَّف،ومُختلَق،في حين أصبحت الفقرة المنقولة منه إلهامية صحيحة ومن المسلَّمات بعدما دخلتْ الإنجيلَ!.
[تناقض67]يقول يهوذا في رسالته 14-15(14وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً:«هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ، 15لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ».)
إخنوخ نبيّ2 في التوراة،لكنَّ هذا الكلام لم يُذكَرْ إطلاقاً لا في سِفر التكوين ولا أي موضع من التوراة
أو كتاب العهد اليهوديّ كله،فمِنْ أينَ جاء يهوذا بهذه المعلومةِ،إما أنه نقلَها من كتابٍ تمَّ اعتبارُه لاحقاً أبوكريفا أي موضوع مُختلّق غير صحيح مثل الحالة السابقة،أو أنه جاء به بوحيٍ إلهيّ على اعتباره نبياً،حيثُ تعتبر المسيحيةُ التلاميذَ الأحدَ عشَر وبولس الرسولَ؛رسلاً وأنبياء يكلمهم الله ويوحي إليهم،كما يُفهَم من قراءة العهد الجديد.3
،(بالمناسبة لقد عثر علماء الآثار في أثيوبيا على مخطوطٍ لسٍفر إخنوخ المُحَرَّم المرفوض الذي يصر كل المسيحيين واليهود على رفضه،ولا يعترف المسيحية أن يهوذا نقلَ منه)4.
_________________________________
4 جاء في دائرة المعارف الكتابية_ لوليم وهبة هكذا:
يوجد عدد من الكتب المزيفة والمنسوبة إلى أخنوخ بن يارد وأبي متوشالح ( تك 5 : 18 ) ، فمن الواضح أن نقل أخنوخ إلى السماء أدى إلى الاعتقــاد بأنه كان عارفاً بكل أسرار السماء ، ومن هنا جاءت هذه الكتب ، وجميعها رؤوية في طبيعتها ،مما يلائم نسبتها إلى أخنوخ .
أ- سفر أخنوخ الحبشي : أو أخنوخ الأول ، أو سفر أخنوخ ، وهو مؤلف ضخم يتكون من 108 أصحاحات مقسمة إلى خمسة " كتب " وذلك على الأرجح تبعاً لمصادر المؤلف . وجميعها لها مقدمة واحدة وخاتمة واحدة . ولعل مخطوطات قمران تلقي ضوءاً أكبر على هذا المؤلف .
1- محتوياته : الأصحاحات الخمسة الأولي مقدمة لكل سفر ، وبخاصة لموضوعه الرئيسي عن الجزاء والعقاب ونهاية العالم والدينونة النهائية .
الكتاب الأول : ( أصحاحات 6 - 36 ) : موضوعه الأساسي هو الملائكة والكون . فالأصحاحات من 6 - 11 المأخوذة من سفر نوح ، تذكر أن سقوط الملائكة حدث بسبب زواج أبناء الله ببنات الناس ( انظر تك 6 : 1 - 4 ) ، : وأن الملائكة بدورهم علموا الناس فنون الحضارة ومهاراتها المختلفة ، ففسد الجنس البشري ، فأصدر الله حكم الدينونة على الجنس البشري وعلى عزازيل الذي أضلهم .
وفي الأصحاحات من 12 - 16 رأى أخنوخ رؤيا ، وهو يتوسل بلجاجة من أجل الملائكــة الساقطين ، فأمر أن يتنبأ عن مصيرهم المحتوم .
وفي الأصحاحات من 17 - 36 ترافق ملائكة النور أخنوخ في رحلات مختلفة للأرض ، ولمكان عقاب الملائكة الساقطين ، وللهاوية ، ولشجرة الحياة ، ولأورشليم بجبالها وأنهارها ومجاريها ، ولفردوس البر .
والكتاب الثاني : ( من 37 - 71 ) يتكون من ثلاثة أمثال أو تشبيهات ، وجميعها أمثال طويلة بالمقارنة بأمثال الأناجيل . وكل منها تدل على انتصار البر على الشـر . فالمثل الأول ( أصحاحات 38 - 44 ) يتكلم عن الدينونة التي توشك أن تقع على الأشرار ، وعن " مسكن البار المختار " ، وعن رؤساء الملائكة الأربعة ، وعن بعض الأسرار الفلكية والجوية .
والمثل الثاني ( أصحاحات 45 - 57 ) يتحدث أساساً عن المختار أو ابن الإنسان وهو جالس للدينونة ، ولا يصوره على أنه كائن بشري ، بل على أنه كائن سماوي جليل له سلطان مطلق على عالم البشر والملائكة .
والمثل الثالث ( أصحاحات 58 - 71 ) يتحدث عن سعادة القديسين ، وقياس الفردوس ، ودينونة الملوك والعظماء ، وبسرد أسماء الملائكة الساقطين ووظائفهم .
والكتاب الثالث : ويطلق عليه اسم " سفر الأنوار السماوية " ويستغرق الأصحاحات من 72 - 82 ، ويكاد يكون كتاباً علمياً خالصاً ، لا يبدي أي اهتمام بالمسائل الأخلاقية ، فالمؤلف يحاول أن ينشئ نظاماً فكلياً متكاملاً من معطيات العهد القديم ، ويطالب بأن يكون قياس الزمن شمسياً لا قمرياً . ومن المدهش أن السنة الشمسية عند المؤلف هي 364 يوماً ، بل إنه ليعلم بالسنة ذات ال 365 يوماً وربع اليوم . وفي 80 : 2 - 8 يتحول فجأة إلى الأمور الأخلاقية ، ويقول إنه في الأيام الأخيرة ستعاني الأجرام السماوية وكذلك الأرض من اضطرابات خطيرة .
أما الكتاب الرابع ( أصحاحات 83 - 90 ) فيتكون من حلمين ، رأى فيهما تاريخ إسرائيل . فالأصحاحان 83 و 84 يذكران رؤيا الحلم الأول الذي - في رأي المؤلف - يتنبأ عن الطوفان كعقاب للعالم . أما رؤيا الحلم الثاني فتستغرق الأصحاحات من 85 - 90 ، وبعد أن يسرد التاريخ من البدء إلى زمن أخنوخ ، يتنبأ عن تاريخ العالم إلى تأسيس المسيا لمملكته . ويقدم لنا هذا التاريخ في صورة موغلة في الرمزية ، فالثيران تمثل الآباء ، والغنم تمثل بيت إسرائيل الحقيقي ، والوحوش والطيور تمثل الأمم ، ولعل شاة بقرن عظيم تمثل يهوذا المكابي ، وثوراً أبيض ذا قرنين كبيرين يمثل المسيا . وتنتهي رؤيا الحلم بأورشليم الجديـــدة ، وتجديد الأمم ، وقيامة الأبرار وتأسيس حكم المسيا . ولأن التاريخ - كما يفهم من هذه الرموز - لا يمتد إلى ما بعد عصر المكابيين ، فذلك دليل على تاريخ كتابة هذا الجزء .
أما الكتاب الخامس فيشتمل على تحريضات للأبرار ، ولعنات على الأشرار ، ويستغرق الأصحاحات من 91 - 105 . وتركيب هذا الكتاب معقد وان كان موضوعه هو نفس موضوع سائر الأجزاء . ومما يستلفت النظر في هذا الجزء هو رؤيا الأسابيع في الآيات 93 : 1 - 10 ، 91 : 21 - 27 ، فيقسم التاريخ منذ زمن أخنوخ إلى عشرة أساييع غير متساوية الطول ، يتميز كل منها بحادثة معينة ، فمثلاً الأسبوع الأول يتميز بميلاد أخنوخ ، والثالث بدعوة إبراهيم ، والسابع بنشر كتابات أخنوخ ، وفي الثامن سيفوز الأبرار بالغلبة على مقاوميهم ، وفي الأسبوع التاسع سيعد العالم للدمار ، وفي الأسبوع العاشر - الذي لــن ينتهي - ستظهر السماء الجديدة .
أما الخاتمة فتشغل الأصحاحات 106 - 108 . والأصحاحان 106 و 107 يستمدان مادتهما من سفـــر نوح ، فيذكران ازدياد الخطية بعد الطوفان إلى حكم المسيا ، ويعود الأصحاح الأخير إلى موضوع مكافأة الأبرار وعقاب الأشرار .
2- النصوص والترجمات : قبل اكتشاف مخطوطات البحر الميت ، كان أفضل نصوص لكتاب أخنوخ الأول ، هي الموجودة في المخطوطات الحبشية ، وتوجد منها 29 مخطوطــــة ، بعضها يحتوى على الكتاب كله مع بعض كتب أو أجزاء من كتب أبوكريفية أخرى . ويمكن استخلاص صورتين - للكتاب - من بين هذه المجموعة من المخطوطات . والمخطوطات الحبشية ترجع إلى عصر متأخر ، فلعل أقدمها يرجع إلى القرن السادس عشر .
كما توجد أجزاء من السفر في مخطوطتين يونانيتين من القرن الثامن - أو بعده - اكتشفتا في 1886 / 1887 في قبر من المدافن المسيحية في أخميم بمصر . وتوجد بالأولى الأصحاحات من 1 - 32 : 6 ، وبالثانية 19 : 3 - 21 : 9 . وتحتفظ لنا مخطوطة فاتيكانية بالآيات 89 : 42 - 49 . وقد نشر " بونر " سنة 1937 برديات مصرية تحتوي على الأصحاحات 97 - 104 ، 106 - 108 . كما توجد بعض الاقتباسات من أخنوخ في مخطوطة لاتينيــة تحتوي على 106 : 1 - 18 .
ومخطوطات قمران ( البحر الميت ) تقدم لنا أفضل صورة للنص الأصلي لسفر أخنوخ ، فقد وجدت حوالي عشر قصاصات من مخطوطات بالأرامية في الكهف الرابع ، وخمس من هذه القصاصات تكاد تطابق الكتابين الأول والرابع من أخنوخ . ويبدو أن هذه الأجزاء مع الأصحاحات الأخيرة من السفر كانت تشكل كتاباً قائماً بذاته . ويوجد الكتاب الثالث - وهو الجزء الفلكي - في أربع مخطوطات أرامية تقدم لنا أفضل النصوص المتاحة حتى الآن . وتوجد بداية الكتاب الخامس في مخطوطة واحدة ، ولعلها كانت متداولة أيضاً ككتاب قائم بذاته ، ومما يؤيد ذلك وجود قصاصة من مخطوطة يونانية بين برديات تشستر بيتي في متيشجان . ولعل عدم وجود أي قصاصات من الكتاب الثاني يرجع إلى حدث من الأحــداث ، أو لعل ذلك لأنه كان كتاباً قائماُ بذاته لم تعلم به جماعة قمران . ولعل الدراسة المتواصلة لمخطوطات قمران ستغير شيئاً من تقديرنا لسفر أخنوخ .
3- تاريخه : ولأن السفر يتكون من أجزاء مختلفة ، فيجب أن نتكلم عن تواريخ هــذه الأجزاء ، لا عن تاريخ السفر ككل . والأحداث التاريخية الكثيرة التي يرد ذكرها في ثنايا السفر ، تصلح - ولو جزئياً - لتحديد التواريخ ، ولو أن خبراء هذا الميدان غير متفقين على تحديد هذه التواريخ . ويقترح " بليفر " التواريخ الآتية : المقدمة من 150 - 100 ق.م. والكتاب الأول حوالي 100 ق.م. والكتاب الثاني فيما بين 100 - 80 ق.م. ، والكتاب الخامس فيما بين 100 - 80 ق.م.، ( بإستثناء رؤيا الأسابيع ، فهي ترجع إلى 163 ق.م ) ، والخاتمة فيما بين 100 - 80 ق.م. ، وإن كان الأصحاحان 106 و 107 المأخوذان عن سفر نوح ، قد يرجعان إلى تاريخ سابق . ويقول البعض الآخر إن الكتاب الأول يرجع إلى ما قبل 170 ق.م. كما يرجع د. تشارلز برؤيا الأسابيع إلى ما قبل عصر المكابيين ، ولو انه يعترف بصعوبة الجزم بذلك . ولعل السفر كله جمع في القرن الأول قبل الميلاد ، ويقترح البعض أن ذلك ثم في 95 ق.م. أو 63 ق.م.، أو في حكم هيرودس ( 37 - 4 ق.م.) .
4- تأثيره : وفي الإمكان ذكر الأجزاء المقابلة لسفر أخنوخ الأول في كل أجزاء العهد الجديد ، ولو أنه من الشطط أن نقول إن كل كتَّاب العهد الجديد ، كان لهم إلمام بسفر أخنوخ . ولعل أهم اقتباس من سفر أخنوخ هو ما جاء في رسالة يهوذا ( عد 14 و 15 ) . وبالإضافة إلى هذا الاقتباس الواضح ، هناك مفاهيم كثيرة في العهد الجديد لها ما يطابقها في أخنوخ الأول ، مثل الطبيعة الروحية لحكم المسيا ، وكذلك ألقاب المسيا ، مثل " المسيح " أو " الممسوح " ، " والبار " " والمختار " " وابن الإنسان " ، كما أن مفاهيم العهد الجديد عن الهاوية والقيامة والشياطين مشابهة - لحد بعيد - للمفاهيم الموجودة في أخنوخ .
كما أن الكثير من كتابات الآباء تدل على معرفتهم بأخنوخ الأول ، فيكاد برنابا وترتليان ، مثلاً يعتبرانه في مستوى الأسفار المقدسة ، كما أن الكتابات الغنوسية والأبوكريفية تقتبس منه . ولكن ما جاء القرن الرابع حتى هبطت قيمة الكتاب في الغرب ، وأعلن جيروم أنه كتاب أبوكريفي ، ولكن ظل استخدامه فترة أخرى في الشرق .
[تناقض68]كاتب سِفر رؤيا يوحنا يُخطئ في اسم أحد الأسباط الاثني عشر،فيخطئ عندما يضمّ َمَنسَّى بن يوسفَ،بدلاً من دان كأحدِ الأسباط،ومعلوم أن منسَّى وأفرايم هما عشيرتان لِسِبط يوسف،لأن يوسفَ كانَ له ولدانِ هما منسى وأفرايم،فهما قبيلتانِ تشكِّلانِ معاً كلَّ سِبطِ يوسفَ. ودان أحد أبناء يعقوب الاثني عشر،وأبو أحد الأسباط الاثني عشر،له سبط باسمه لأنهم نسله.
ويوسف بن يعقوب،أخو دان،له سبط واحد هو سِبط يوسف،ويتفرَّع لعشيرتين هما منسَّى وأفرايم.
انظر التكوين49،والعدد3، قارِنْ مع رؤيا يوحنا7: 4-8
[تناقض69]في سِفر التكوين (26وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ.) التكوين11: 26
وكذلكَ: (31وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ. 32وَكَانَتْ
أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.) التكوين11: 31-32
ثم نرى: (4فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.) التكوين12: 4
إذن،عندما رحل إبراهيم من حاران إلى أرض الكنعانيين كان عمر أبيه 145سنةً،ولم يكن أبوه قد ماتَ بعدُ،لأنه قد ماتَ عن عمر مئتين وخمس سنين.
(70سنة عمر تارح وقتَ إنجاب إبراهيم + 75سنةً عمر إبراهيم وقتَ ارتحاله= 145سنةً عمر تارح وقتَ رحيلِ إبراهيم إلى كنعان يعني فلسطين)
والآنَ لِنقارِنْ هذا مع كلام استفانوس أحد شهداء ورسل المسيحية عن إبراهيم في سفر الأعمال، _وقد كانت خطبة إستفانوس القوية في تعداد خطايا اليهود وفضحهم سبباً في قتلهم له_، حيث يقول أن إبراهيم رحلَ من حاران إلى كنعان بعدَ موتِ أبيه، والعجيب أن سفر أعمال الرسل يقول أن إستفانوس شخص ممتلئ بالروح القدس،ولا أستطيع توضيح معنى هذا إلا بالمعرفة من الله والبصيرة والوحي والتسديد الإلهي والإيمان العميق، لكن الظاهر أن روح القدس لم يُعطِه معرفةً وإعجازاً بل تركه جاهلاً ذا معلوماتٍ خاطئة تماماً.
(1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ. 2فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا:«لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. 3فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. 4وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ». 5فَحَسُنَ هذَا الْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ الْجُمْهُورِ، فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ، رَجُلاً مَمْلُوًّا مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَفِيلُبُّسَ، وَبُرُوخُورُسَ، وَنِيكَانُورَ، وَتِيمُونَ، وَبَرْمِينَاسَ، وَنِيقُولاَوُسَ دَخِيلاً أَنْطَاكِيًّا. 6اَلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ أَمَامَ الرُّسُلِ، فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ الأَيَادِيَ. 7وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ. 8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوًّا إِيمَانًا وَقُوَّةً، كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.
9فَنَهَضَ قَوْمٌ مِنَ الْمَجْمَعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَجْمَعُ اللِّيبَرْتِينِيِّينَ وَالْقَيْرَوَانِيِّينَ وَالإِسْكَنْدَرِيِّينَ، وَمِنَ الَّذِينَ
مِنْ كِيلِيكِيَّا وَأَسِيَّا، يُحَاوِرُونَ اسْتِفَانُوسَ. 10وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُقَاوِمُوا الْحِكْمَةَ وَالرُّوحَ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ. 11حِينَئِذٍ دَسُّوا لِرِجَال يَقُولُونَ:«إِنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ تَجْدِيفٍ عَلَى مُوسَى وَعَلَى اللهِ». 12وَهَيَّجُوا الشَّعْبَ وَالشُّيُوخَ وَالْكَتَبَةَ، فَقَامُوا وَخَطَفُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى الْمَجْمَعِ، 13وَأَقَامُوا شُهُودًا كَذَبَةً يَقُولُونَ:«هذَا الرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ كَلاَّمًا تَجْدِيفًا ضِدَّ هذَا الْمَوْضِعِ الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِ، 14لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ هذَا سَيَنْقُضُ هذَا الْمَوْضِعَ، وَيُغَيِّرُ الْعَوَائِدَ الَّتِي سَلَّمَنَا إِيَّاهَا مُوسَى». 15فَشَخَصَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْجَالِسِينَ فِي الْمَجْمَعِ، وَرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ.) أعمال الرسل6: 1-15
(1فَقَالَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ:«أَتُرَى هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا هِيَ؟» 2فَقَالَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا! ظَهَرَ إِلهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ 3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.)أعمال الرسل7 : 1-4
[تناقض70]أصحاب الأناجيل الأربعة متفقون أنَّ صَلب المسيحِ وموته كانَ يومَ الجمعة،إلا أنهم مختلفون هل كانَ الموتُ بعدَ عيد الفِصْح واحتفال المسيح مع التلاميذ الاثني عشر به في العشاء الأخير كما يَرِدُ في متَّى ومرقس ولوقا،أم أن الموت والصلب كانَ قبلَ الفِصْح كما يروي يوحنا؛
بمعنى آخر الثلاثة الأُوَل يقولونَ أنَّ الفِصح كان يوم الخميس قبلَ يومِ الصلب والموت ثم يوم الجمعة الذي كان يومَ موت المسيح مصلوباً ثم يوم سبتٍ عاديّ،
أما يوحنا فترتيبه :يوم الموت هو يوم الجمعة ثم أعقبه عيد الفِصْح موافِقاً يومَ السبتِ؟
وللتبسيط نورد جدول المقارَنة التالي لتوضيح ترتيب الأيام لدى متَّى ومرقس ولوقا،ويوحنا المخالِف لهم :
اليوم
الإنجيل
متَّى ومرقس ولوقا
يوحنا
الخميس
العشاء الأخير يومَ عيد الفِصْح
عشاء أخير لكنه عاديّ كأنه غير المذكور في الأناجيل الثلاثة الأخرى،وبدون القربان المُقدَّس (أي شرب المسيح للخمر وأكله الخبز،اللذان صارا أكلة شعائرية في العيد المسيحي ترمز لدم وجسد المسيح الذي فدى البشرَ بهما.)
الجمعة
الصلب والموت
الصلب والموت
السبت
السبت (يوم سبت عاديّ)
عيد الفِصْح موافِقاً يومَ السبت
بالتالي يكون لدينا تاريخان مختلِفان لعيد الفِصْح المسيحي؛فأيهما نُصدِّق؟!...التاريخ الموافِق ليوم الخميس أم الموافِق ليوم السبت؟!
هل هذا وحي إلهي بالروح القدس التي تسكن النفس المؤمنة للرسل، ذلك الذي فيه كل هاتِهِ التناقضات.
ملاحظة: (الاستعداد) في مرقس ولوقا،جاءَ المصطلح بمعنى ما قبلَ يومِ السبتِ العاديّ، أما لدى يوحنا فجاءَ بمعنى اليوم السابِق لعيد الفِصح.
قارِنْ: متَّى26: 17+ متَّى 27: 1
مرقس14: 12+ مرقس15: 1
لوقا22: 7+لوقا22: 66
مع يوحنا13: 1+يوحنا19: 14+يوحنا19: 16-17+يوحنا19: 31
[تناقض71]الآيات من رسالة بولس إلى رومية3: 13-18،لا توجد أساساً في المزمور14 الذي اقتبسَ منه.
[تناقض71م]
والفضيحة أنه رغم عدم وجود تلك الفقرة في المزمور في مخطوطات النسخة العبرية للعهد القديم وهي الأصل والمصدر ولا السامرية،ولا في نسختي الترجمة اليونانية للكتاب المقدس: كودكس ألكسندريانوس بلندن بإنجلاند العظمى وهي أقدم نسخة عثروا عليها على مستوى العالم وأكثرها صحة عندهم، ولا نسخة كودكس افريمي بباريس بفرانس ،وهاتان هما اثنتان من ثلاث نسخ تعتبر الأقدم في العالم مما عثروا عليه والثالثة هي كودكس واتيكانوس وتوجد بروما بإيتالي.
أقول الفضيحة أنهم حرفوا وزوروا وأضافوا الفقرة للمزمور بعد الآية3،ست آيات إضافية في نسخة كودكس واتيكانوس والترجمة اللاتينية وترجمة اتهيبوك والترجمة العربية لوليم واتس سنة 1844م
(فحنجرتهم قبر مفتوح، هم يغدرون بألسنتهم وسم الثعابين تحت شفاههم ،وأفواهم مملوءة من اللعن والمرارة، وأقدامهم مسرعة لسفك الدم والتهلكة والشقاء في طرقهم، ولم يعرفوا طريق السلامة وخوف الله ليس بموجودٍ أمام أعينهم)
ولا توجد هذه العبارة في العبرية ولا السامرية ولا نسختي ألكسندريانوس ولا افريمي ،بل توجد في رسالة بولس إلى أهل روما، فلا يخلو الأمر من احتمالين إما أسقطها اليهود من العبرية ولا يوجد لهم دافع ليفعلوا ذلك، وإلا فزادها المسيحيون في بعض تراجمهم أولئك المذكورات أعلاه لإصلاح كلام رسولهم ومقدسهم بولس الذي يحرِّف كلام كتاب اليهودية كعادته في اقتباساته4، فأحد التحريفين لازم قطعاً. وأشار آدم كلارك لهذا في ذيل شرحه للآية3 من المزمور14
نقلاً عن إظهار الحق ج1/ص248 ط.دار الجيل _ بيروت ،الباب الثاني في إثبات التحريف /المقصد الثالث في إثبات التحريف بالنقصان.
--------------------------------------------------------------------------------
2 أخنوخ ويسمى إدريس في القرآن لدى المسلمين ،ويقال أنه ترجمة لمعنى اسمه بالعبرية .
3 فما المانع مع مبدأ وجود نبوات بعد يسوع أن يأتيَ شخصٌ في عصرنا هذا مدّعياً النبوةَ طالما أقواله وتعاليمه لا تتعارض مع المسيحية والأناجيل الأربع ورسائل بولس والرسل الآخرين والعهد الجديد كله عموماً،ولماذا يرفض المسيحيون أرثوذكساً وكاثوليكاً وبروتستنتاً وماروناً نبواتِ شخصٍ مثل مؤسِّس الدين المورموني الأمِرِكي (جون سِمِثّ) الذي يزعم أتباعُه الكثيرَ من الأنبياء الأمِرِكيين الهنود الحمر من أصلٍ إسرائيلي أورشليميّ عاشوا قبلَ الميلادِ وأنزل عليهم وحي ودعوا الأمريكيين الأصليين(الهنود الحمر) لليهودية،وأنشأوا حضاراتٍ ،وخاضوا حروباً!
ويزعم المورمون_وهناك فِرق مسيحية مُشابِهة أخرى_أن أبناء وأحفاد جون سمث يتعاقبون النبوةَ، ويتوارثونها،وكل نبي منهم قد ينسخ حكمَ وشرعَ نبيٍ سابِق عليه،مثل تحليل جون سمث لتعدد الزوجات،ثم لما تعرض المورمونيون للسجن بسبب تحريم القوانين الأمركية والأورُبية للزواج بأكثر من زوجة،اضطر نبيٌ آخر بعدَه لتحريمِه،وإلغاء تلك الشريعة!
وسنتناول هذا الموضوع أكثر في الباب الثاني من هذا البحث،باب مسائل متفرِّقة حول المسيحية.
4 وهي ليست عادته هو فقط فهي عادة الأربعة المبشرين متى ومرقس ولوقا ويوحنا والرسل الاثني عشر في رسائلهم.
[تناقض72]يكتب بولس الرسولُ في رسالته الثانية إلى تيموثاوس،فيقولُ له: (8وَكَمَا قَاوَمَ يَنِّيسُ وَيَمْبِرِيسُ مُوسَى، كَذلِكَ هؤُلاَءِ أَيْضًا يُقَاوِمُونَ الْحَقَّ. أُنَاسٌ فَاسِدَةٌ أَذْهَانُهُمْ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ مَرْفُوضُونَ. 9لكِنَّهُمْ لاَ يَتَقَدَّمُونَ أَكْثَرَ، لأَنَّ حُمْقَهُمْ سَيَكُونُ وَاضِحًا لِلْجَمِيعِ، كَمَا كَانَ حُمْقُ ذَيْنِكَ أَيْضًا.) تيموثاوس الثانية3: 8
الظريف أنَّ هذين الاسمين وتلك القصة لم تُذكَر في التوراة،فمِن أينَ جاءَ بها بولس، وعن ماذا يتحدَّث؟!
[تناقض73]في متَّى1: 11 (11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) ،وهذا غلط من عدة أوجه:
#أولاً: أن يوشيا لم يكن حياً وقتَ حدوث السبي ،ليُنجِبَ أولادَه أثناءَ السبي،فقد ماتَ قبلَ هذا السبي باثني عشر عاماً،لأنه جلسَ على العرش بعد موته يهوآحاز ابنُه على كرسيّ المُلْكِ ثلاثةَ أشهرٍ، ثم جلسَ يهوياقيم ابنُه الآخرُ إحدى عشرة سنة،ثم جلسَ يهوياكين(يكنيا) بن يهوياقيم ثلاثةَ أشهرٍ، فأسَرَه نبوخذناصَّر وسباه مع زوجاته وبني إسرائيل إلى بابل بالعِراق.
الملوك الثاني الإصحاحات22- 24
#ثانياً: أنَّ يكنيا بن يهوياقيم بن يوشيا،فهو ابن الابن يعني الحفيد،لا الابن .
أخبار الأيام الأول3: 14-16
#ثالثاً: أنَّ يكنيا في وقت سبي بابل كانَ عمره ثمانيَ عشرةَ سنةً،وليسَ أنه وُلِدَ في فترة السبي.
الملوك الثاني24: 6،الملوك الثاني24: 8+أخبار الأيام الأول3: 16+الملوك الثاني24: 8- 16،
أستير2: 6،إرميا24: 1،إرميا27: 20
#رابعاً:لم يكُنْ ليكنيا إخوة،بل أبوه يهوياقيم هو الذي كانَ له ثلاث إخوة،أما يكنيا فكانَ له أخٌ واحِدٌ.
أخبار الأيام الأول3: 14-16
كل هذه الأخطاء في نسب المسيح حدثَتْ لأنَّ متَّى البشير حاولَ التهربَ من حقيقة أن يكنيا هو بن يهوياقيم بن يوشيا،لأنه إنْ اعترفَ بهذا لا يكون يسوع هو المسيح،لا يكون جالساً على كرسيّ داوودَ ،والمسيح عندهم لا بدَّ أن يكونَ جالساً على عرش داوود،في لوقا1: 32 قولُ الملاك جبرائيل لمريم (32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».) ،والعديد كذا من نصوصِ العهد القديم اليهوديّ.
أما يهوياقيم بن يوشيا مَلِك يهوذا فإنه لما أحرقَ الصحيفةَ التي كتبَها باروخ النبيُّ من فمِ النبيّ إرميا ،كان وحي اللهِ إلى إرميا هكذا: (27ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا بَعْدَ إِحْرَاقِ الْمَلِكِ الدَّرْجَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي كَتَبَهُ بَارُوخُ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا قَائِلَةً: 28«عُدْ فَخُذْ لِنَفْسِكَ دَرْجًا آخَرَ، وَاكْتُبْ فِيهِ كُلَّ الْكَلاَمِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي الدَّرْجِ الأَوَّلِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا، 29وَقُلْ لِيَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتَ قَدْ أَحْرَقْتَ ذلِكَ الدَّرْجَ قَائِلاً: لِمَاذَا كَتَبْتَ فِيهِ قَائِلاً: مَجِيئًا يَجِيءُ مَلِكُ بَابِلَ وَيُهْلِكُ هذِهِ الأَرْضَ، وَيُلاَشِي مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ؟30لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَارًا، وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً. 31وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَعَلَى رِجَالِ يَهُوذَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي كَلَّمْتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا».) إرميا36: 27-31
لكنْ متَّى لم يدرك أنَّ حذف اسم يهوياقيم من نسب يسوع،سيُحدِث كلَّ هذه الأغلاط البشِعة، أو لعلَّه رأى أنَّ هذه الأغلاطَ أهونُ.
وهكذا كتبَ متَّى: (11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متَّى1: 11
[تناقض74]يقول متَّى هكذا: (17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متَّى1: 17
يُعْلَم مِن سياق النصّ أن بيان نسب المسيح يشتمل على ثلاثة أقسام،وكل قسم منهنَّ مشتملٌ على أربعةَ عشرَ جيلاً،وهو غلطٌ صريح،لأنَّ القسم الأول يتمّ بداود،وإذا كانَ داود داخلاً في هذا القسم،يكون خارجاً من القِسم الثاني لا محالةَ،ويبتدئ القسم الثاني لا محالةَ من سليمان ويتمّ على يكنيا،وإذا دخل يكنيا في هذا القِسم كانَ خارجاً من القسم الثالث،ويبتدئ القسم الثالث من شألتئيل لا محالةَ ويتمّ على المسيح يسوع،وفي هذا القسم الثالث لا يوجد إلا ثلاثة عشر جيلاً!
واعترض على هذا الغلط كل الملحدين منذ القرون والأزمنة البعيدة ورفضوا المسيحية، وكالعادة هذا الغلط كذلك غالباً بل حتماً هو بسبب حذف متَّى لاسم يهوياقيم بتهريج وعدم أمانة واستغباء وخداع لعقول الناس والتدليس وترويج الكذب والباطل عليهم.
#وردَ في متَّى 1: 6(...ويورام وَلَدَ عُزِيّا) ،وهذا غلط من ناحيتين:
أولاً: أنه يُعلَم منه أن عزيا بن يورام،وهذا خطأ،لأنه ابن أمصيا بن يوآش بن أخزيا بن يورام، انظر أخبار الأيام الأول3: 10-13،فثلاثة أجيال هنا أسقطها متَّى،وهؤلاء الثلاثة كانوا من مشاهير ملوك مملكة يهوذا،وأحوالهم وأخبارهم مذكورة في سِفر الملوك الثاني الإصحاحات8و12و14، وفي أخبار الأيام الثاني الإصحاحات22و24و25،ولا يوجد سبب وجيه لإسقاط هذه الأجيال سوى غلط متَّى أو سهوه أو استهتاره،لأن المؤرِّخ _لو اعتبرنا متَّى بخرافاته وخزعبلاته مؤرِّخاً أساساً_ الذي يذكر نسباً ويترك قصداً أو سهواً بعضَ الأجيالِ فإنه يُسَفَّه.
ثانياً: أنه ليسَ اسمه عُزِّيَّا،بل اسمه عَزَرْيا،كما وردَ في أخبار الأيام الأول 3: 10-13،والملوك الثاني 14: 21، الملوك الثاني15: 1،الملوك الثاني15: 6-7
#في متَّى 1: 12 أنَّ زربابل بن شألتئيل،وهذا غلط أيضاً،لأنَّ زربابل هو ابن فدايا،وأما شألتئيل فهو عم زربابل وأخو فدايا الأبّ. انظر أخبار الأيام الأول3: 17-19
#في متَّى 1: 13 أن أبيهود بن زربابل،وهذا غلطٌ أيضاً،لأنَّ زربابل كانَ له خمسة بنينَ،كما هو مُصَرَّح في أخبار الأيام الأول3: 19-20،وليس فيهم أحدٌ بهذا الاسم !
#الأجيال في القسم الثاني من الأقسام الثلاثة التي ذكرَها متَّى هي 18جيلاً لا14،كما يظهر من أخبار الأيام الأول 3: 10-16،حيثُ أسقطَ متَّى من النَسَب كلاً من أمصيا ويوآش وأخزيا ويهوياقيم، علَّقَ الناقد نيومن متأسِّفاً ومتحسِّراً في سخريةٍ: أن قد كانَ تسليمُ اتحادِ الواحد والثلاثة ضرورياً في الملة المسيحية،والآنَ أضحى تسليم اتحاد ثمانية عشر وأربعة عشر أيضاً ضروريّ، لكي لا تكونَ الكتبُ المُقدَّسة غلطَتْ!
بالمناسبة كل واحد من أجداد يسوع هؤلاء المحذوفين ارتكبوا الآثام العظيمة ،راجع العهدَ القديمَ اليهوديَّ.
[تناقض75]قالَ بولس: (3لِذلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ:«يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.) كونثوس الأولى12: 3
أناثيما: أيّ ملعونٌ أو محروم _معجم الكتاب المُقدَّس
ولكنَّ بولس نفسه قال كذلك: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية (جلاطية)3: 13
[تناقض 76]لوقا أديب وثني آمن بالمسيحية. واتجاهه بالنسبة إلى اليهود يتضح مباشرة. وكما يشير أ.كولمان فإن لوقا يحذف من روايته أكثر الآيات اليهودية عند مرقس ويبرز كلمات المسيح في مواجهة كفر اليهود وعلاقته الطيبة مع السامريين اللذين يمقتهم اليهود.
هذا على حين يقول متى في إنجيله إن المسيح في بدء الدعوة أمر تلاميذه الخاصة الاثني عشر بألا يبشروا في مدن السامريين بالدعوة. ولنا في قصة المرأة السامرية التي قال لها "ليس حسناً أن يُلقى خبز البنين إلى الكلاب "مثال واضح.
وذلك مثال جليّ على أن المبشرين يضعون على لسان المسيح ما يتناسب مع وجهات نظرهم الشخصية وباقتناع تام منهم بما يفعلون وإخلاص لتوجهاتهم. فيعطوننا عن أقوال يسوع الرواية التي تناسب الاتجاهات التي ينتمون إليها،
فكيف يمكن إذن أمام أمور واضحة كهذه إنكار أن الأناجيل كتابات خصامية ؟!
[تناقض 77]حكاية معجزة صيد السمك الكثير يقدمها لوقا5: 1-11 باعتبارها حدثاً حدث في بداية دعوة المسيح،في حين يقدمها يوحنا21: 1-14 كحادثة من حوادث ظهوره بعد قيامته للتلاميذ.
[تناقض78]يوم سبت؟!
(1ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. 2فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».
3وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ:«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟» 4فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 6وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوب وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. 13وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.
15«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ 16فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، 17وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، 18وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ. 19وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! 20وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ، 21لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 28لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ.) متى24: 1-28
[تناقض79]إشعياء2: 1-4،زكريَّا14: 16-21،إشعياء66: 22-24،وتناقض مع المسيحية يُبْطِلُها،وعود الرب الأسطوري يهوه الواحد بانتشار وسيادة الديانة اليهودية في آخر الزمان:
(1اَلأُمُورُ الَّتِي رَآهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ مِنْ جِهَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ:
2وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. 3وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. 4فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ.) إشعياء2: 1-4
(1هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. 2وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ.
3فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ الْقِتَالِ. 4وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ. 5وَتَهْرُبُونَ فِي جِوَاءِ جِبَالِي، لأَنَّ جِوَاءَ الْجِبَالِ يَصِلُ إِلَى آصَلَ. وَتَهْرُبُونَ كَمَا هَرَبْتُمْ مِنَ الزَّلْزَلَةِ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. وَيَأْتِي الرَّبُّ إِلهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ.
6وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ نُورٌ. الْدَّرَارِي تَنْقَبِضُ. 7وَيَكُونُ يَوْمٌ وَاحِدٌ مَعْرُوفٌ لِلرَّبِّ. لاَ نَهَارَ وَلاَ لَيْلَ، بَلْ يَحْدُثُ أَنَّهُ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ يَكُونُ نُورٌ. 8وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ مِيَاهًا حَيَّةً تَخْرُجُ مِنْ أُورُشَلِيمَ نِصْفُهَا إِلَى الْبَحْرِ الشَّرْقِيِّ، وَنِصْفُهَا إِلَى الْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ. فِي الصَّيْفِ وَفِي الْخَرِيفِ تَكُونُ. 9وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلِكًا عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ الرَّبُّ وَحْدَهُ وَاسْمُهُ وَحْدَهُ. 10وَتَتَحَوَّلُ الأَرْضُ كُلُّهَا كَالْعَرَبَةِ مِنْ جَبْعَ إِلَى رِمُّونَ جَنُوبَ أُورُشَلِيمَ. وَتَرْتَفِعُ وَتُعْمَرُ فِي مَكَانِهَا، مِنْ بَابِ بِنْيَامِينَ إِلَى مَكَانِ الْبَابِ الأَوَّلِ، إِلَى بَابِ الزَّوَايَا، وَمِنْ بُرْجِ حَنَنْئِيلَ إِلَى مَعَاصِرِ الْمَلِكِ. 11فَيَسْكُنُونَ فِيهَا وَلاَ يَكُونُ بَعْدُ لَعْنٌ. فَتُعْمَرُ أُورُشَلِيمُ بِالأَمْنِ.
12وَهذِهِ تَكُونُ الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ. لَحْمُهُمْ يَذُوبُ وَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَعُيُونُهُمْ تَذُوبُ فِي أَوْقَابِهَا، وَلِسَانُهُمْ يَذُوبُ فِي فَمِهِمْ. 13وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ اضْطِرَابًا عَظِيمًا مِنَ الرَّبِّ يَحْدُثُ فِيهِمْ، فَيُمْسِكُ الرَّجُلُ بِيَدِ قَرِيبِهِ وَتَعْلُو يَدُهُ عَلَى يَدِ قَرِيبِهِ. 14وَيَهُوذَا أَيْضًا تُحَارِبُ أُورُشَلِيمَ، وَتُجْمَعُ ثَرْوَةُ كُلِّ الأُمَمِ مِنْ حَوْلِهَا: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَمَلاَبِسُ كَثِيرَةٌ جِدًّا. 15وَكَذَا تَكُونُ ضَرْبَةُ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْجِمَالِ وَالْحَمِيرِ وَكُلِّ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ فِي هذِهِ الْمَحَالِّ. كَهذِهِ الضَّرْبَةِ.
16وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ الْبَاقِي مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ جَاءُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ، يَصْعَدُونَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَسْجُدُوا لِلْمَلِكِ رَبِّ الْجُنُودِ وَلِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ. 17وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَصْعَدُ مِنْ قَبَائِلِ الأَرْضِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ لِلْمَلِكِ رَبِّ الْجُنُودِ، لاَ يَكُونُ عَلَيْهِمْ مَطَرٌ. 18وَإِنْ لاَ تَصْعَدْ وَلاَ تَأْتِ قَبِيلَةُ مِصْرَ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْهَا، تَكُنْ عَلَيْهَا الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ الأُمَمَ الَّذِينَ لاَ يَصْعَدُونَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ. 19هذَا يَكُونُ قِصَاصُ مِصْرَ وَقِصَاصُ كُلِّ الأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَصْعَدُونَ لِيُعَيِّدُوا عِيدَ الْمَظَالِّ.
20فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ عَلَى أَجْرَاسِ الْخَيْلِ: «قُدْسٌ لِلرَّبِّ». وَالْقُدُورُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ تَكُونُ كَالْمَنَاضِحِ أَمَامَ الْمَذْبَحِ. 21وَكُلُّ قِدْرٍ فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي يَهُوذَا تَكُونُ قُدْسًا لِرَبِّ الْجُنُودِ، وَكُلُّ الذَّابِحِينَ يَأْتُونَ وَيَأْخُذُونَ مِنْهَا وَيَطْبُخُونَ فِيهَا. وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ كَنْعَانِيٌّ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا14: 1-21
(12لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُدِيرُ عَلَيْهَا سَلاَمًا كَنَهْرٍ، وَمَجْدَ الأُمَمِ كَسَيْل جَارِفٍ، فَتَرْضَعُونَ، وَعَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ. 13كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ. 14فَتَرَوْنَ وَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَتَزْهُو عِظَامُكُمْ كَالْعُشْبِ، وَتُعْرَفُ يَدُ الرَّبِّ عِنْدَ عَبِيدِهِ، وَيَحْنَقُ عَلَى أَعْدَائِهِ. 15لأَنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ بِالنَّارِ يَأْتِي، وَمَرْكَبَاتُهُ كَزَوْبَعَةٍ لِيَرُدَّ بِحُمُوٍّ غَضَبَهُ، وَزَجْرَهُ بِلَهِيبِ نَارٍ. 16لأَنَّ الرَّبَّ بِالنَّارِ يُعَاقِبُ وَبِسَيْفِهِ عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، وَيَكْثُرُ قَتْلَى الرَّبِّ. 17الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ وَيُطَهِّرُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الْجَنَّاتِ وَرَاءَ وَاحِدٍ فِي الْوَسَطِ، آكِلِينَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالرِّجْسَ وَالْجُرَذَ، يَفْنَوْنَ مَعًا، يَقُولُ الرَّبُّ. 18وَأَنَا أُجَازِي أَعْمَالَهُمْ وَأَفْكَارَهُمْ. حَدَثَ لِجَمْعِ كُلِّ الأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ، فَيَأْتُونَ وَيَرَوْنَ مَجْدِي. 19وَأَجْعَلُ فِيهِمْ آيَةً، وَأُرْسِلُ مِنْهُمْ نَاجِينَ إِلَى الأُمَمِ، إِلَى تَرْشِيشَ وَفُولَ وَلُودَ النَّازِعِينَ فِي الْقَوْسِ، إِلَى تُوبَالَ وَيَاوَانَ، إِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ الَّتِي لَمْ تَسْمَعْ خَبَرِي وَلاَ رَأَتْ مَجْدِي، فَيُخْبِرُونَ بِمَجْدِي بَيْنَ الأُمَمِ. 20وَيُحْضِرُونَ كُلَّ إِخْوَتِكُمْ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ، تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، عَلَى خَيْل وَبِمَرْكَبَاتٍ وَبِهَوَادِجَ وَبِغَال وَهُجُنٍ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي أُورُشَلِيمَ، قَالَ الرَّبُّ، كَمَا يُحْضِرُ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَقْدِمَةً فِي إِنَاءٍ طَاهِرٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 21وَأَتَّخِذُ أَيْضًا مِنْهُمْ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ، قَالَ الرَّبُّ. 22لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ السَّمَاوَاتِ الْجَدِيدَةَ وَالأَرْضَ الْجَدِيدَةَ الَّتِي أَنَا صَانِعٌ تَثْبُتُ أَمَامِي، يَقُولُ الرَّبُّ، هكَذَا يَثْبُتُ نَسْلُكُمْ وَاسْمُكُمْ. 23وَيَكُونُ مِنْ هِلاَل إِلَى هِلاَل وَمِنْ سَبْتٍ إِلَى سَبْتٍ، أَنَّ كُلَّ ذِي جَسَدٍ يَأْتِي لِيَسْجُدَ أَمَامِي، قَالَ الرَّبُّ. 24وَيَخْرُجُونَ وَيَرَوْنَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذِينَ عَصَوْا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ، وَيَكُونُونَ رَذَالَةً لِكُلِّ ذِي جَسَدٍ».) إشعياء66: 12-24
{™انتهى الباب الأول}
----