الاثنين، 27 أغسطس 2007

لهذه الأسباب فإن الإله ليس هو العلة الاُولى

بعد مجادلة مليئة بالشتائم والشخصنة في منتدى الوهابيين اياه. كنت قد طرحت عدة ادلة على استحالة الخلق واستحالة كون الاله هو العلة الاولى بحسب مفهوم المتكلمين والوهابية والمسفسطة والعامة عن الخلق. اريد ان اذكر في هذا الشريط بعضها.
العامة تظن ان الحدوث هو امر زماني فعندهم الحادث هو مالم يكن موجوداً ثم وجد !!! هذه نص كلمات ابو مريم زعيم وكابتن الخوار في منتدى التوحيد الوهابي. يعني مثلاً هذه البناية لم تكن موجودة قبل عشر سنوات فهي حادثة !!! وذلك الشيء كان موجوداً منذ الازل فهو قديم وهكذا
وهذه فكرة العامة والمسفسطة وليست فكرة الفلاسفة عن الحدوث ! ولكن فليكن فما اسهل ان تثبت تهافت فكرة عامية مثل هذه.

الدليل الاول: انفكاك العلة عن المعلول.
المؤمنون كلهم يؤمنون بقانون العلية وعندهم الملحدون اي نحن هم اشد الناس انكاراً للعلة والعلة الاولى وكأن اثبات وجود علة اولى يكافئ اثبات وجود اله !! قد يكون هناك علة اولى ولاتكون العلة الاولى اله.
طيب لابأس الاله هو العلة وهو علة تامة لانه فاعل تام اذ ليس من المعقول ان يكون الاله علة ناقصة !!
فالعلل نوعان علة تامة وهي يلزم من وجودها وجود المعلول
وعلة ناقصة وهي لاتلزم من وجودها وجود المعلول لعدم تحقق الشرط والمقتضي وزوال المانع مثل الكاتب فهو علة ناقصة للكتابة اذ تتطلب الكتابة شروط مثل وجود الورق والقلم وما اليه.
ولكن الاله علة تامة فلايمكن ان تكون ارادته مغلوبة بشروط ومقتضي وزوال مانع.
والعلة التامة والناقصة يشتركان في شيء واحد وهو ان عدم وجود العلة يعني عدم وجود المعلول.
طيب انتم تقولون الاله هو العلة للعالم والعالم معلول للاله...طيب فلما لم يكن المعلول وهو الكون موجوداً فلايمكن ان تكون علته موجودة لان وجود العلة التامة يوجب وجود معلولها فلايمكن ان تتخيل وجود العلة وعدم وجود المعلول والا انفكت العلة التامة عن معلولها، وهذا ممتنع ! ولازمه تحقق عدم المعلول لعدم العلة من دون علة !!!
واللازم اعلاه مبني على برهان الخلف (يعني اثبات بطلان النقيض) وهو انه اذا وجدت العلة التامة فاما ان يلزم منها وجود المعلول واما ان لايلزم وعلى الاول يثبت المطلوب وعلى الثاني فاذا كانت العلة التامة موجودة مع فرض عدم المعلول ونعلم مما سبق ان عدم المعلول معلول لعدم العلة (يعني عدم العلة علة لعدم المعلول ...فقط اعدنا كتباتها وتحتاج العبارة الى تأمل) فليزم منه اجتماع النقيضين وهو ممتنع لانه سيكون عندنا ان العلة موجودة وغير موجودة.
هذا هو مايسمى بقانون الجبر العلي (وجوب وجود المعلول عند وجود العلة التامة)
فلايمكننا ان نقول ان الاله هو العلة الاولى للعالم وان العلة كانت موجودة ولم يكن المعلول موجوداً ثم قرر الاله فجأة ان يخلق الكون لان الخلق معناه ان تتسبب في وجود شيء فالخلق معناه العلية فلامعنى لان يقال العلة موجودة والعالم غير موجود.
طبعاً لم اسمع جواب المدعو ابو مريم عن هذا الامر لاني تركت المنتدى.
المهم لاحاجة لسماع جوابه فقد انكر المتكلمون قانون الجبر العلي لانهم ظنوا انه هذا يجعل الاله مجبراً اذ لابد ان يصدر المعلول عن العلة وهي الاله بالجبر وقد اجيبوا على ذلك ان الارادة هي شرط اساسي من شروط تحقق العلة التامة. يعني لابد ان يكون الاله مريد حتى تصبح العلة تامة فيتحقق معلولها.
ومثل هؤلاء يجيب عليهم Quentin Smith استاذ الفلسفة في جامعة ميشيغان الغربية في مقال له بعنوان:
Causation And The Logical Impossibility Of A Divine Cause, Philosophical Topics, Volume 21, Number 1, Spring 1996, pp. 169-191
وهذا ايضاً ذكرته في المناظرة فكما قلنا سابقاً عندنا علة وعندنا شرط علة:
فكون الجسم في حركة هو شرط كافٍ لكون الجسم يشغل حيزاً من الفراغ. ولكن كون الجسم متحركاً ليس علة لكون الجسم يشغل حيزاً من الفراغ. ومقياس للحرارة يقيس درجة حرارة 50 درجة مئوية هو شرط كافٍ لكون درجة الحرارة في الغرفة هي 50 درجة مئوية ولكن هذا القياس ليس العلة في كون درجة الحرارة في الغرفة بهذا المقدار، الهواء هو شرط كاف لوجود الانسان ولكن الهواء ليس علة وجود الانسان.
ففي كل قضية مماسبق عندنا حدث او حالة مثل س تكون شرطاً كاف لحدث اخر او حالة اخرى مثل ص ولكن يكون دائماً س ليست علة لـ ص فمايكون علة لشيء ما لايكون شرطاً كافياً له
فيكون عندنا مما سبق:
اذا كانت س هي شرط كاف لـ ص فان س ليست علة ص.
وارادة الاله لخلق الكون او قل الانفجار العظيم هي شرط كافٍ لحدوث الكون او للانفجار العظيم !
لانه من غير المنطقي في ظل فرض صحة فكرة الاله ان نقول ان الاله اراد خلق الكون او الانفجار العظيم والانفجار العظيم او الكون لم يحدث !
لذا فان ارادة الاله ليست العلة في حدوث الكون او الانفجار العظيم لان الشيء لايمكن ان يكون علة وشرط علة في نفس الوقت.
فان قيل ان الاله هو العلة لحدوث الكون فان ارادته ليست شرطاً كافياً لحدوث الكون وهذا تناقض لان ارادة الاله تتحق دوماً.
وطبعاً كما قلت لم اسمع الرد ولكنه لن يزيد عن حفنة من الشتائم السخيفة والمهاترات وتضييع الوقت ومن الجيد اني تركتهم اخيراً.

الدليل الثاني: لزوم السنخية.
في البداية يجب ان اذكر ان العديد من الفلاسفة العرب قالوا انه لابد من سنخية بين العلة والمعلول اذ لابد ان توجد في العلة خصوصية تكون منشأ لوجود معلولها دون غيره اذ بدون هذه الخصوصية لايعقل ان تكون العلة منشأ لصدور خصوص معلولها دون غيره من المعاليل فالخصوصية التي في النار تكون منشأ لصدور الحرارة منها دون البرودة فلو لم تشترط الخصوصية في العلة لامكن ان يصدر كل شيء عن كل شيء فتصدر البرودة من النار والحرارة من الثلج ويكون كل شيء علة لكل شيء ومعلولاً لكل شيء ايضاً. وهذا مخالف للبداهة والوجدان. كما انه يخالف التلازم بين العلة ومعلولها وكونه يستحيل ان ينفك عنها.
ملخص القول انه لابد من خصوصية معينة في العلة تكون منشأ لوجود المعلول وهذه الجملة الذهبية هي المحور لهذه الحجة. فنحن نرى ان كوننا متعدد الخواص وهو مايدرك بالبديهة ولايحتاج فيه الى اثبات ولما كان كل ماهو موجود على الاختلاف في خواصه معلول بالاله الخالق وجب ان يكون في العلة خصوصيات متعددة متكثرة ومختلفة بعدد خصوصيات المعلول ومابه الاتفاق غير مابه الاختلاف فليزم ان تكون ذاته مجزئة الى اجزاء مختلفة متعددة. وهذا ممتنع لانه يلزم منه ان يكون مركباً والمركب محتاج والحاجة دليل الامكان.
فالاله لابد ان يكون بسيطاً من كل الجهات ولايمكن ان يكون مركباً لان كل مركب حادث ولايمكن ان يكون هناك جهة حدوث في الواجب.
فالواحد لايصدر عنه الا واحد.
وهذا هو راي الفلاسفة في الحقيقة فالاله لايصدر عنه الا واحد وهم بهذا يخالفون راي الاشعرية القائل بان الاله يتدخل مباشرة باحداث العالم وراي المتكلمين المجوزين لصدور الكثير عن الواحد.
ملخص القول الفلاسفة عندهم اثباتات ان العالم ماهو الا فعل واحد صادر عن فاعل واحد ونحن هنا لانناقش اراء الفلسفة الالهية بل نناقش اراء سوفسطائية عامية ....الخ.
ماهو جواب ابو مريم؟؟؟
اليكم الجواب:
اقتباس
(كلام ركيك جدا للحديث عن علاقة المناسبة بين العلة ومعلولها لا يصدر إلى عن ملحد عربى أنترنتى سطحى يخوض فيما ليس له به علم ولن نطيل فى نقده توفيرا للوقت لكن لنرد على إيف بالطريقة المناسبة .
يعنى لو فرضنا أن إيف صنع صندويش حلاوة بالقشطة فإيف مصاب بالفصام لماذا لأن ذاته يجب أن تكون ذاتين ذات هى علة فى الحلاوة وذات أخرى علة فى القشطة فإن قيل وكيف أجتمعت الذاتين فالجواب أن ذلك راجع إلى الصندويش وهذه هى الكعكة الذهبية التى نثبت بها أن إيف مصاب بالشيزوفرينيا .
هذا كلام فارغ لا يقول به إلا متنطع مخرف فالتنوع هنا ليس فى الذات فالذات الواحدة قد يصدر عنها أكثر من فعل بحسب اختلاف صفاتها وليس بحسب تكثرها فى ذاتها فالله تعالى له من صفات الأفعال وصفات الذات ما لا يحصيه الإنسان وأعظم بكثير مما يمكن أن نشاهده فى هذا الكون الرائع الذى يدل على بعض تلك الصفات .)
تصوروا مايجب علي ان اتحمله من شخصيات مريضة !!!
ورايه هذا هو راي المتكلمين الذين يرون ان الفاعل الواحد قد تصدر منه افعال متكثرة ويحتجون بالانسان على ذلك ولكن الانسان شيء والاله شيء اخر الانسان مركب ومتبعض ومتجزء ولايمكن ان يكون الاله الا بسيطاً.
ولامانع من ذكر جوابي عليه:
اقتباس
هل تفهم من الحجة السابقة ان هناك ذاتين ام ان الذات متبعضة؟؟؟
ياللعجب يتهمنا بالركاكة وهو لايفهم شيئاً من الكلام؟؟؟
انت يا ابو مريم كم ذات عندك؟
اليست واحدة؟؟؟
وذاتك متجزءة متبعضة الى ابعاض وكل بعض له خصوصية معينة تجعله علة لاثر ما فالاذن عندك لها خصوصية تجعلها منشأ لاثر السمع وهكذا باقي الحواس والاجهزة فهل هذا معناه ان لك 100 ذات؟؟؟
بل ذات واحدة متبعضة. ولكن دائماً عندما تتحدث عن الاله يجيبوك بمقارنة مع البشر !! ومادخل هذا بذاك؟ ذات الانسان متجزءة متبعضة ومركبة واي طفل يعرف هذه الحقيقة فاي اعتراض هذا القائم على تمثيل مع الانسان؟؟؟
الفلاسفة لايرون ان الاله له صفات متكثرة بل يرون ان صفاته هي عين ذاته وان كل صفة هي عين الاخرى والا فقد صار مركباً وهنا اذكر ان هناك صفات ذات وصفات فعل فليس كل صفة تنسب للاله هي صفة ذات !!! مثل الرزاق الخالق وماشابه فهذه صفات فعل وليست صفات ذات والبحث هنا لاعلاقة له بهذا الموضوع.
فهو هنا يرى ان الاله له صفات مختلفة ومتكثرة !!! تخيل معي اذن كيف يكون الهاً؟؟؟ فمابه الاختلاف غير مابه الاتفاق ولازمه التجزء ولازم التجزء الحاجة الى الاجزاء ولازم الحاجة هي الامكان !!! ولايمكن ان يكون هناك جهة امكان في الواجب.

كلام مسخرة وضحك على الذقون فهذا اله هذا؟؟؟ وهل هذا راي يستحق الجدل بل هل يستحق رداً من يسفسط بمثل هذا الهراء ويتهم غيره بالغباء والغباء هو ان ترى مثل هكذا شيء كاله.
مساكين هؤلاء ومسكين حقاً من يؤمن بهذا ويرى انه على حق !!!
شكراً لقراءة المقال.
الكاتب: Enki
-------------------------
الزميل المعتزلي الهاشمي كتب:

أن براهينك مردود عليها ولكن قبل ذلك أريد أن استفسر عن الآتي

من خلال حديثك عن "استحالة" أن يكون الإله علة أولى

فهل توضح لنا كيف ترى الكون إذا ؟

هل تراه أزلي أم معلول لعلة أولى ولكنها ليست إله أم ماذا؟
------------------------
الكاتب Enki أجاب:

عزيزي
اذا كانت فكرتك عن الحدوث والحادث هي ان الشيء لم يكن ثم كان فساقول لك هذه فكرة العامة وهذا يعرف ايضاً بالحادث الزماني والفلاسفة يرون ان الممكنات نوع اخر من الحوادث هي الحوادث الدهرية.
اما بالنسبة للموضوع فهناك اتجاه عند بعض الفلاسفة الملحدين هو في الاقرار بوجود علة اولى ولكن لاتتمتع بصفات شخصية يعني توجد علة اولى ولكنها ليست اله ...وبالفعل ذلك ان الحجج الدينية هي فقط لاثبات قديم غير حادث..واجب وجود...علة اولى...محرك اول..ولكن هل هناك حجج على ان هذا الشيء عالم رازق حي قيوم يغضب يرضى يرسل الانبياء وعنده جنة ونار ....الخ ...لا لايوجد ليست هناك اي حجج في هذا الشأن !!
ولذا نقول دائماً ليس هناك اي دليل على وجود اله.
تشبيه بسيط
عندما ترى سيارة متحركة فتسال ماهي علة الحركة في السيارة؟؟؟
فهل ستقول ان المحرك الاول والعلة الاولى للسيارة اله؟؟؟
لا طبعاً...اليس كذلك
وهذا مثل ذاك.

2 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

هذه المواضيع لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها - أثير العاني

يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب