الأربعاء، 6 يونيو 2007

الرد على الاعجاز العلمي حول التكوين الجنيني في القرآن - الجزء الأول

مراحل تطور الجنين علمياً

العلم و الطب هو شيئ و الكتب السماوية هي شيئ أخر و من الخطأ ـ برأيي ـ أن نحاول أقلمة الكتب السماوية بتفسيرات لغوية لكي نثبت الكتاب المقدس قد أستبق العلماء بتفسير ظواهر الكون ، فالقناعات و المعطيات العلمية تتبدل من عصر لأخر ، ما كان حقيقة علمية البارحة بطل اليوم ، و نظريات اليوم قد تتبدل بالغد ..... ، فالرجاء من بني البشر أن لا يدنسوا الكتب المقدسة بتفسيراتهم الفارغة ليقنعوا المسيحي أن يتحوّل بدينه الى مسلم ، و لكي يستبيحوا دماء كل من لا يصادقهن بتفسيراتهم الفارغة.

و الطامة الكبرى عندما يحاول الشيخ الزنداني أن يشرح لنا كيف نرى الجنين بالأيكو ، لم أفهم ما هو الفرق أو الأنقلاب الفظيع الذي يحدث في اليوم 42 ، أو بالأحرى ـ ورحمة بالسيد أسدفيرـ بين اليوم 40 و 45 . إذ ان الفرق الملاحظ هو تطور الجنين من يوم ليوم ويتضح تركيب أعضاء الجنين عضوا عضوا من يوم لأخر مع كبر حجمها و مع دقة الأجهزة المستعملة ،أول مظهر للجنين يمكن رؤيته بالأسبوع الثالث و يقاس بعدة مليمترات من يقرأ كتابة السيد أسدفير سيعتقد أنه باليوم 39 لا نرى سوى الضباب برحم السيدة الحامل و باليوم 42 نرى جنين كامل مكتمل نفخت به الروح، في حين ان هذا الامر هراء وسيجري شرحه بالتفصيل.


البويضة الملقحة بالخلية المنوية تتكون من ثلاث أجزاء هي الاكتوديرم ويتشكل منها الجلد والكساء الخارجي، والميزوديرم ويتكون منها العظام في حين تتكون الاعضاء الدالخلية من لاندوديرم، وكل هذه الاجزاء تعمل في آن واحد إذ تقوم الخلايا بالانشطار المؤسس للحم والعظم والأعضاء منذ اللحظة الأولى وليس هناك مراحل لهذه المكونات على انفصال.

في الخلية تدب الحياة منذ بدء الانشطار الخلوي الى خليتين ثم لأربعة ومن ثم لثمانية و هكذا دواليك ، الله سبحانه وحده من يدري أية كتلة خلوية ستعطي المشيمة و أيها العظام و أيها ستعطي العضلات و أيها الدم و سوائل الجنين و أيها المخ و باقي الأحشاء. تنشئ خلايا جميع أعضاء الجنين بشكل متزامن و متوازن ، ويبدأ قلب الجنين بالنبض و عمره بين الأسبوع الرابع الى الخامس و طوله حوالي 5 ملم ، يمكن للأجهزة الحديثة أن تسجل هذا النبض قبل أن ينمو بالجنين أي نسيج قاسي، هذا لا يمنع من تواجد الخلايا الأم التي ستعطي فيما بعد العظم و اللحم ، و تنشأ مجموعات من الخلايا بعضها سيعطي العضلات و بعضها تتحول الى نسيج غضروفي رخو يحدث به فيما بعد ظاهرة الـ " التعظّم " بشكل بؤر متفرقة تتصل ببعضها و تعطي العظام .

ينمو الجنين خلية فخلية و تتطور أجهزته بشكل متدرج و متكامل حتى يأخذ الوليد الشكل الذي نعرفه أجمعين، من منّا يلمس رأس الوليد سيلاحظ أن عظام الجمجمة لا تأخذ شكلها النهائي سوى بعد أسابيع من الولادة و من منّا أستطاع دراسة العظام بالأشعة سيلاحظ أن العظام الطويلة تتابع نموها و لا تأخذ شكلها النهائي ألا بعد البلوغ .



العلاقة بين أحجام الجنين ، مراحل تطوره الأساسية و عمر الحمل

ملاحظة أولى: لتحديد عمر الحمل جرت العادة على العد بالآسابيع أعتبارا من أول يوم من أنقطاع الطمث و بذلك يقال أن الحمل هو 41 أسبوع . هذا العد يزيد بأسبوعين عن العمر الحقيقي للحمل الذي يبدأ من تاريخ الأباضة و الألقاح و يدوم 9 أشهر أو 273 يوم . لتجنب الألتباس سندرج فيما يلي عمر الحمل منذ تاريخ الأباضة و الألقاح .

ملاحظة ثانية : الأرقام التي ستدرج فيما يلي تم تثبيتها بعد دراسات أذ يقاس عدة أجنة بنفس العمر و يحسب المتوسط، فجميع الأجنة بعمر معين ليس لها حكما نفس المقاس و الأصح أن نقول بالعمر الفلاني يقيس الجنين بين كذا و كذا . و لتسهيل الأمور سنستخدم هنا المتوسط.

الصورة تقدم لنا المراحل التي يمر بها تطور الجنين

في اليوم 7 من الأباضة يبدأ تعشيش الحمل داخل جوف الرحم

اليوم 14 من الاباضة ينقطع الطمث و يمكن تشخيص الحمل بتحليل الدم ، كيسة الحمل حجمها مجهري لا ترى بالعين المجردة لأنه لا يزيد عن 1 مم

باليوم 18 يمكن رؤية كيسة الحمل و تقيس 5 مم.... الجنين يكون بحجم مجهري و بشكل قرص.

بداية الأسبوع الثالث، اليوم 21 : كيس الحمل يقيس 11 مم

اليوم 22 : يظهر الحويصل السري و يقيس 3 مم، مهمته تصنيع الخلايا الدموية

اليوم 24 : يظهر الجنين و يقيس 2 مم ، يمكن تسجيل النبضات القلبية و يبدأ الدوران الدموي.

اليوم 26 : يقيس الجنين 4 مم.

بداية الأسبوع الرابع ، اليوم 28 : كيس الحمل 18 مم ، الجنين 4 مم ... براعم الأطراف مجهرية الحجم.

اليوم 30 : الجنين 5 مم

اليوم 32 : الجنين 6 مم

اليوم 34 : الجنين 8 مم

بداية الأسبوع الخامس ، اليوم 35 : الجنين 9 مم،... يمكن تمييز الرأس و يقيس 5 مم "يشكل الرأس أكثر من نصف حجم الحنين"

اليوم 37 : الجنين 11 مم

اليوم 39 : الجنين 14 مم

بداية الأسبوع السادس ، اليوم 42 : كيس الحمل 36 مم .. الجنين 16 مم ...الرأس 7 مم .... تتميز الأطراف بحجم مجهري

اليوم 44 الجنين 18 مم

اليوم 46 الجنين 20 مم

بداية الأسبوع السابع ، اليوم 49 : الجنين 24 مم ... الرأس 9 مم تتميز معالم الوجه و الأصابع بحجم مجهري . تتميز العضلات بجزع الجسم و تبدأ الحركات الجنينية

اليوم 52 : الجنين 27 مم

اليوم 54 : الجنين 29 مم

بداية الأسبوع الثامن ، اليوم 56 : الجنين من قمة الرأس للعجز: 32 مم ،... قطر الرأس بين الجدارين 12 مم ،... محيط البطن 40 مم ... يمكن رؤية براعم الأطراف بوضوح

اليوم 58 : الجنين 35 مم

اليوم 60 : الجنين 39 مم

بداية الأسبوع التاسع ، اليوم 63 : الجنين 43 مم... قطر الرأس 15 مم ... محيط البطن 40 مم تتميز حركات الأطراف نتيجة نمو العضلات المحيطية . يمكن رؤية معالم الوجه بوضوح

اليوم 67 : الجنين 50 مم

بداية الأسبوع العاشر ، اليوم 70 : الجنين 54 مم ... قطر الرأس 18 مم ... محيط البطن 58 مم يظهر غضروف عظم الفخذ و يقيس 7 مم . يأخذ الجنين الشكل الأنساني تظهر الأعضاء التناسلية الخارجية بحجم مجهري و يمكن كشف بعض التشوهات الخلقية .

بداية الأسبوع الحادي عشر ، اليوم 77 : الجنين 690 مم ... قطر الرأس 22 مم ... عظم الفخذ 10 مم .

بداية الأسبوع الثاني عشر ، اليوم 84 : الجنين 85 مم ... قطر الرأس 26 مم ... عظم الفخذ 13 مم

الأسبوع الثالث عشر يقيس الجنين من الرأس للعجز 12 سم ... قطر الرأس: 30 مم . و عظم الفخذ 16 مم . تأخذ مختلف نويّات العظام مكانها و تظهر مفاصل الأطراف

الأسبوع الرابع عشر: قطر الرأس: 34 مم... عظم الفخذ 20 مم

الأسبوع الخامس عشر: قطر الرأس: 38 مم ... عظم الفخذ 23 مم ...

الشهر الرابع تظهر تفاصيل الكف "اليد" بشكل واضح ، الجلد ما زال شفاف ، و تأخذ العضلات ما يكفيها من القوة حتى تسمح للأم بالشعور بحركات الجنين رغم أن الهيكل لم ينتهي من تعظمه بشكل كامل .... بنهاية الشهر الرابع يبلغ طول الجنين 20 سم و يزن 250 غرام

الشهر الخامس ... الأسبوع 24 يمكن للجنين الذي يلد بشكل مبكر أن يعيش ... بفضل الله و بفضل تطور مراكز الخداجة و التي يحاول بعضها أنعاش الأجنة حتى قبل هذا التاريخ .... الثمن : أمكانية ظهور عواقب الخداجة .

مصادر:
The Quran on Human Embryonic Development
الهيئة: وصف التخلق البشر
الظلمات الثلاث
النطفة، الامشاج وتحديد الجنس
خلق الجنين في اطوار
العلم يؤدي الى الاسلام: الجنين
صورة اطوار الجنين الاعجازية
الدكتور محمد السوري
مراحل الحمل والجنين في الاسلام
---------------------------------------------------------------------------------

نقد الإعجاز الجنيني

الحجج الإعجازية
أ ـ المراحل

موضوع الأطوار و المراحل :
يدعي مرتزقة النظريات الإعجازية أن القرآن يتحدث عن مراحل تخليق الإنسان ... بل و يدعون أن هذه المراحل التي نوقشت بالمؤتمر الخامس للإعجاز ـ موسكو 1995 ـ قد أقر بأنها أحسن تصنيف لعلم الأجنة بالطب. و يدعون أن البروفسور كيث مور قد أدخلها بكتابه الشهير اعترافا منه بصحتها...

عندما يسمع المشاهد هذا الكلام على أثير تلفزيون الجزيرة لا يمكنه ألا أن يصدق و لكن من يتصفح كتاب كيث مور لا يرى ذكر هذه المراحل سوى بفقرة صغيرة بمقدمة كتابه التي تتحدث عن تاريخ علم الجنين بالثقافات القديمة، تماما كما نتحدث اليوم عن ثقافة الاغريق مثلا. و عندما ينتقل مور ليشرح ـ بشكل أكاديمي ـ كيف يتطور الجنين لا يعود الى هذه المراحل و لا بأي تلميح..
يحدثنا مور كيف يتطور الجنين منذ إلتحام النطفة (منويات) بالبويضة لتتحول الى زيغوت ثم الى التوتة ـ مورولا ـ ثم الى بالاستوسيت ثم يظهر الجنين الذي يتطور بمرحلتين الأولى أسمها " أمبريولوجيك" يسمى بها أمبريون و الثانية "فيتال" يسمى بها فيتوس تنتهي بولادته... و لم يوجد بكتاب مور أي شيء يشير أن الجنين يشبه الدودة أو العلق أو اللحم الممضوغ، وهو امر لايمكن تصوره من كتاب علمي....
سنعود لكتاب كيث مور بالتفصيل بفقرة خاصة لما لهذا المؤلف من دور حشره به الإعجازيين بالقسم الكبير من أبحاثهم.

كُتب بأماكن عديدة عن ذلك العالم الذي وقف و جلس عندما قيل له ان القرآن تحدث عن مراحل تخلق الجنين و ركض و أسلم من دهشته على مدى تطابق الوضف مع الحقيقة العلمية .... غير ان هذا لايمكن ان يكون حقيقة، بالذات لانه لايتطابق مع الوصف العلمي لمراحل الجنين، الامر الذي لن يخفى عن اي عالم. فأولا، هذه المراحل و الأطوار كم مذكورة في القرآن كانت موجودة منذ عصر الاغريق، واما الاطوار الحديثة فوصفها العلماء من بني البشر أثناء دراستهم لعلم الجنين ، وهي تختلف عن الاطوار الكهنوتية.

التبدلات التي تحدث عند الجنين لتنقله من مرحلة الالقاح الى مرحلة الوليد هي تغيرات متواصلة أذ تنقسم البيضة الملقحة، التي تشكل الجنين، من خليتين لأربع لثمان لـ 16 و هكذا دواليك . و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقول بأن النصوص الدينية قد فصّلت هذا الإنتقال المرحلي حتى نبرر أن فكرة المراحل فيها سبق علمي، إضافة الى ان النصوص الدينية سقط عنها دور البيضة، واكتفت بالاشارة الى النطفة فقط، كما التبس فيها موضوع تشكل اللحم والعظام..

أن نقول أن الإنسان و الجنين بالخاصة قد تطور بمراحل من ساعة الجماع بين الزوجين لمرحلة الولادة لا أرى به أي معجزة و من البديهي أن يتطور الجنين ، فالرجل لم يلقح زوجته بإنسان كامل متكمل لا يحتاج لمراحل حتى يصل لمرحلة وليد قابل للحياة . و لسنا بحاجة لمكروسكوبات حتى نتوقع حاجة الجنين للتطور بمراحل.

يقال عن السيد كيث مور، أنه أثناء مشاركته بمؤتمر الإعجاز التي دعاها إليه الزنداني بأموال سعودية أسهم بها بن لادن بشكل كبير لدرجة دفعت بكيث مور أن يشكره بمقدمة كتابه. و يقال أن هذا العالم الكندي قد أقر بأن التصنيف القرآني لتطور الجنين بمراحل هو أعجاز..... ـ و لكن هل يمكن ان يكون قد فعل ذلك (إذا كان قد فعله حقا) نابعا من اللطافة وحب ارضاء الاصدقاء ام انه لكونه إعجاز" حقاً، و يوجد اغلبية ساحقة من الذين لم يعطو هذا التصنيف القرآني المدعى أي أهمية ؟

المراحل الأربعة التي يتشبث بها الإعجازيين لا تعبر عن حقيقة الواقع لامن قريب ولامن بعيد. أنظروا فقط لما تكتبه المواقع الإعجازية عن المراحل المعقدة التي يمر بها الجنين من لحظة الالقاح للحظة التعشيش و تشكل القرص الجنيني و تشكل الوريقات الثلاثة ثم أنحناء الوريقات و ظهور الحبل الأولي و غيره و غيره ناهيك عن نمو الملحقات من حبل سرة و مشيمة و أغشية، إذ كل خطوة يخطوا بها الجنين هي بحد ذاتها مرحلة ..... ولا يوجد أي منطق علمي يجيز للدارس علم الجنين أن يختصر هذه المراحل الى نطفة فعلقة فمضغة فعظام تكسى باللحم .

فضلا عن أن القرآن الكريم بإطلاقه هذه الكلمات الأربعة لا يمكن أن يشرح علم الجنين كما يحاول الإعجازيين أقناعنا و ذلك باللجوء الى التفسيرات اللغوية و التشبيهات الشخصية، إضافة الى انه من الواضح ان اهذا الامر لم يكن هدف القرآن اصلا . فهل يجب على العالم الباحث بطب الجنين أن يمسك القرآن بيد و المعجم بيد أخرى ليفهم كيف يتطور الجنين؟؟؟... اليس هذا الادعاء هو اجحاف بحق القرآن بالدرجة الاولى وتقويله مالم يقله؟


الخلاصة :
هل يمر الجنين بأطوار ؟ نقول يمكن بشكل عام أن نأخذ بعين الإعتبار الأطوار الخمسة التالية و التي توجد فيما بينها حدود يمكن لحد ما، وبتجريد كبير، أن نميز بها طوراً عن آخر، فما هي سمات هذه المراحل؟

ـ الطور الأول
الجمع بين السبرماتوزوئيد ـ أو الحوين المنوي و البويضة. يستغرق عدة ساعات يسمى خلالها زيغوت Zygote، اي ان اتحاد النطفة مع البيضة هو بداية إنطلاق مراحل تشكل الجنين

ـ الطور الثاني
و يتناسب مع بدأ الانقسام الخلوي و هجرة البويضة الملقحة من البوق ، اي مكان التلقيح و الجمع، الى الرحم أي مكان التعشيش و يسمى الجنين بهذه المرحلة التوتة و يدوم هذا من اليوم الثاني الى الخامس.

ـ الطور الثالث
Blastocyste, تبدأ مع بداية تعشيش المورولا أي التوتة، و التي تتحول الى بلاستوسيت التي يظهر بها أول تجويف.

ـ الطور الرابع
اعتبارا من الأسبوع الثالث يظهر الجنين. Embryon.

ـ الطور الخامس
و الذي يأخذ به الجنين أسم Fœtus.


و لتفصيل كل ما يحدث خلال هذه الأطوار، فقد قسّم علماء الجنين و من بينهم البروفسور موور مراحل تطور الجنين ،الى اسابيع، لتسهيل فهما وإمكانية متابعتها.

الساعات الأولى
بنهاية المضاجعة ، يقذف الرجل في مهبل المرأة ، قريبا من الفتحة الخارجية لعنق الرحم ما يقارب الـ 100 مليون خلية منوية " نطفة" .

تسبح النطاف الى قناة عنق الرحم بفضل حركات سوطها، وتقوم التقلصات العضلية لجدران الرحم و البوقين بإعطاء المنويات دفعة اضافية لتسهيل وصولها الى المكان الصحيح.
الزمن اللازم للوصول لموضع الألقاح هو ساعة ، و يصل اليه ما يقارب الـ 400 ألف نطفة.

حتى يحصل الالقاح يجب أن يكون وصول النطاف الى الموقع المناسب متزامنا مع أطلاق البويضة من مبيض المرآة، فيلتقطها الطرف الأخر من البوق و الذي يغطي بأهدابه المبيض. ثم ينقل هذه البويضة الى موقع الإلقاح.

يجب أن تلقّح هذه البويضة بسرعة بعد أطلاقها أذ أن عمرها لا يتجاوز الـ 24 ساعة,



ما يحدث خلال الأسبوع الأول
يبدأ الحمل من ساعة التحام الحوين المنوي "السبرماتوزئيد" مع البويضة مما يعطي الطور الأول المذكور أعلاه أي: الزيغوك
Zygote
و هو مكون من خلية واحدة تحوي على كامل العدد الصبغي للكائن الإنساني، قادما نصفه من الام والنصف الاخر من الاب. يحدث هذا بالثلث البعيد للبوق. و بعد الالقاح، تقوم أهداب البوق بنقل البويضة الملقحةالى مكان التعشيش.

الطور الثاني : و هو انقسام الزيغوت الى خليتين و كل خلية تنقسم بدورها فنحصل على أربعة ثم ثمانية و هكذا . تسمى كل خلية البلاستومير، Blastomère. عندما يصل عدد الخلايا الى 16 ، و هو ما زال يعبر البوق، و يأخذ الجنين أثناء هذا العبور شكل التوتة و يسمى مورولا، Morula.

الطور الثالث: يبدأ عند دخول التوتة الى جوف الرحم و يبدأ التعشيش، و يظهر بهذا الطور أول تجويف يحوي على سائل فيسمى الجنين بلاستوسيت، Blastocyte. مع متابعة الخلايا لتكاثرها يزيد حجم التجويف و تتميز خلايا الجنين الى الخلايا المحيطية المغذية التي ستعطي فيما بعد المشيمة ]تروفوبلاست[ و الخلايا المركزية التي ستتميز الى الزر أو البرعم الجنيني . تبدأ الخلايا المشيمية الأولية بالتثبت و التعشيش على مخاطية بطانة الرحم ـ أندوميتر ـ اعتبارا من اليوم الثامن بعد الألقاح . بنفس الوقت تتميز خلايا البرعم الجنيني الى طبقتين .

كما نلاحظ أعلاه. فإن الأطوار الثلاثة الأولى تحدث خلال الأسبوع الأول فقط


الأسبوع الثاني من التطور :
في حين يكتمل تعشيش البلاستوسيت على بطانة الرحم التي تحيط كليا بالجنين يبدأ الدوران المشيمي بالانتظام ضمن شبكة من التجويفات المتصلة ببعضها و التي يصب بها الدوران الدموي للأم و يخرج منها باستمرار مما يؤمن تغذية الجنين الذي تكتمل إحاتطه ببطانة الرحم باليوم العاشر.

بنفس الوقت يأخذ الجنين شكل القرص ذو طبقتين من الخلايا و يبدأ التجويف الأمينوسي بالتشكل بين هذا القرص من جهة و بين الكتلة المشيمية الأولية من جهة أخرى.

بمنتصف الأسبوع الثاني يتشكل حول الجنين تجويف ثالث يصبح سريعا التجويف الكوريوني . يكبر بسرعة و يحيط بكامل الجنين مع التجويفين الأولين سوى بمضيق صغير سيعطي فيما بعد الحبل السري .

الأسبوع الثالث :
أنقطع الطمث عن السيدة و أصبح بالامكان التحري عن الحمل
يمتاز هذا الأسبوع بظاهرة مهمة و هي تحول القرص الجنيني الى ثلاثة طبقات. هذا القرص الذي يتشكل بالبداية من طبقتين من الخلايا . الطبقة الثالثة تتشكل اعتبارا من الخط أو الحبل الأولي.

هذه الطبقات الثلاثة مع الحبل الأولي تعتبر أساس النمو الجنين، و مع ظهورها يبدأ الطور الرابع، أو ما يسمى الفترة الأمبريولوجية ـ . تترافق هذه المرحلة مع تطور البريميتف كور أو الحبل الأولي

والسؤال الذي يثار:
سواء أعتمدنا على مراحل نطاف ثم زيغوت ـ تم توتة موريلا ثم بالستوسيت ثم أمبيريون ثم فيتوس، أو أعتمدنا على الأسابيع، أين هو التطابق المنطقي مع النطفة فالعلقة فالمضغة؟ كتوالي مراحل

مصادر:
حوار في إعجاز الجنين
حوار عن عظم العجز

-----------------------------------------------------------------
نقد ادلة اعجاز الجنين
النطفة

الحجة الأعجازية الأولى

هل المراحل القرأنية الأربعة بها أخبار بما سيكشفه العلم بعد نزول القرآن بـ 14 قرن... هل بها سبق علمي،،، وبالتالي إعجاز؟

أولا: تظهر هذه المراحل و الأطوار التي وصفها العلماء والتي آشرنا اليها سابقا، انها تغيرات متواصلة أذ ينمو الجنين من خليتين لأربع لثمان لـ 16 و هكذا دواليك . و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقول بأن النصوص الدينية قد فصّلت هذا الإنتقال المرحلي حتى نبرر أن فكرة المراحل فيها سبق علمي.

أن نقول أن الإنسان و الجنين بالخاصة قد تطور بمراحل من ساعة الجماع بين الزوجين لمرحلة الولادة لا أرى به أي معجزة و من البديهي أن يتطور الجنين ، فالرجل لم يضع في المرأة إنسان كامل متكمل لا يحتاج لمراحل حتى يصل لمرحلة وليد قابل للحياة، وهذه يستطيع ان يحزره اي انسان على الاطلاق.

ينسب الى السيد كيث مور، أنه قد أقر بأن التصنيف القرآني لتطور الجنين بمراحل هو أعجاز..... ـ و لكن هل هذا حقا أمر خارق؟ . إذا كيف يوجد العديدين الذين لم يعيروا للتصنيف القرآني أية أهمية. بل أن كيث مور نفسه لم يعد يذكرها بطبعتاته التالية و لم يمر عليها سوى كلمحة تاريخية، تماما مثل كونها كانت مذكورة عند الاغريق.

المراحل الأربعة التي يتحدث عنها الإعجازيين لا تعبر عن حقيقة الواقع . فالمراحل المعقدة التي يمر بها الجنين من لحظة الالقاح للحظة التعشيش و تشكل القرص الجنيني و تشكل الوريقات الثلاثة ثم أنحناء الوريقات و ظهور الحبل الأولي و غيره و غيره ناهيك عن نمو الملحقات من حبل سرة و مشيمة و أغشية، فبكل خطوة يخطوا بها الجنين يمر بمرحلة ..... لا يوجد أي منطق علمي يجبر الدارس لعلم الجنين أن يختصر هذه المراحل الى نطفة فعلقة فمضغة فعظام تكسى باللحم . ان التقسيمات العلمية التي نراها هي الى حد كبير مجازية.

فضلا عن أن القرآن الكريم بإطلاقه هذه الكلمات الأربعة لا يمكن أن يشرح علم الجنين كما يحاول الإعجازيين أقناعنا و ذلك باللجوء الى التفسيرات اللغوية و التشبيهات الشخصية . فهل يمكن للعالم الباحث بطب الجنين أن يمسك القرآن بيد و المعجم بيد أخرى ليفهم كيف يتطور الجنين؟؟؟...

ثانياً: لننظر الى كل مرحلة قرآنية على حدة:

النطفة
القضية قبل كل شيء قضية معاني لغوية ، لقد اطلق الاطباء العرب كلمة نطفة على الحيوان المنوي المسمى علمياً ـ سبرماتوزوئيد ـ .

قال ابن منظور في لسان العرب:
- نطفة: النُّطفة والنُّطافة: القليل من الماء، والجمع نُطاف، والنُّطفة ماء الرجل.

وبالتالي فأن المعنى اللغوي المتفق عليه أن النطفة تعني قطرة الماء الصافي، قل أو كثر، أو القليل من الماء الذي يبقى في جلو أو قربة. و الجمع نطاف، و النطفة ماء الرجل . نطف الإناء يعني قطر الإناء. حتى المعنى اللغوي لا يقف بمكانه، فمظهر السبرماتوزئيد لا يمت لشكل القطرة بشكل و لا بحجم و لا بعدد وهو يتألف من رأس و قطعة مركزية و ذيل فكيف يمكن أن يكون قطرة، غير انه من الواضح ان المقصود ان منويات الذكر بشكلها الظاهر على شكل قطرات من الماء، لم يكن بالامكان معرفة اكثر من ذلك عنها في العصور الاولى، لذلك كان من الطبيعي ان توصف بالقطرة...

لا يمكن أن نقول عن السائل المنوي أنه ماء صافي لأنه عكر، مما يدل على استحالة مطابقة الآيات ـ كمعاني لغوية لها مقاصدها الخاصة ـ مع الأمور العلمية
و كذلك القول "ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين" أو "فلينظر الإنسان مما خلق. خلق من ماء دافق" أيوجد أشارة أقوى من تلك التي تقول أن الإنسان جاء من السائل المنوي الذي قذفه الرجل أثناء الجماع. فلا يخفى على أحد أن أصل الإنسان ـ موجود ـ ضمن سائل الرجل. و لكنه لم يستبق العلماء الى اكتشافاتهم حول الحقائق الدقيقة عن هذه النطفة و هذا الماء الدافق، ولم يشير أن سائل الرجل بالواقع لا يحوي سوى نصف أصل الإنسان.
القرآن الكريم لم يكذب و لم يخطأ عندما قال أن أصل الإنسان نطفة او ماء، في إطار الدلائل اللغوية السائدة، وليس الدلائل العلمية، فهو سعى لايصال فكرة وليس معلومة علمية، ولم يقدم في سرده غير ماكان شائع، خصوصا وانه تجاهل ان النطفة ليست إلا نصف الانسان، وهو امر لم يكن معروفا في ذلك العصر. ان حشر القرآن في العلوم هو اسلوب رخيص من تجار الدين للارتزاق.


يرى الإعجازيين بالأمر سبق علمي لأن القرآن حدثنا عن ماء الرجل الذي يحوي الحيوانات المنوية " د. شريف كف الغزال"

لا أعرف أين المعجزة لمن يكتشف أن قطرة من السائل المنوي هي ما سبب الحمل ، فمنذ وجود البشرية على الأرض من المعروف أن السائل المنوي الذي يخرج من الرجل هو ما يسبب الحمل ، و ليس معقّدا أن نكتشف بأن المرآة لا تصبح حاملاَ ألا بعد أن تجتمع مع زوجها الذي سيعطيها قطراته ، كما ان الجميع يعلم ان الناقة لاتحبل إلا إذا صعدها الجمل.
من الناحية العلمية ليست قطرة من سائل الرجل هي ما تؤدي للحمل وإنما مكوّن مجهري فيها، قادر على الحركة و تحوي كل قطرة من السائل على عدة ملايين من هذه المكونات التي نراها بالمجهر، و يمكن طبيا أن نأخذ هذا المكوّن كي نلقح بها دون الحاجة للقطرة . بل أن السبرماتوزوئيد عمليا ينفصل عن القطرة كي يقوم بمهمته، لم نرى بتفسيرات الزنداني أي تلميح لدور البويضة التي تطلقها المرآة . و لا أرى أين هو الحديث عن "نطفة" المرآة، إلا إذا كان سيقدم لنا الحديث عن ماء المرأة، على انه موازي لنطفة الرجل..

نظريتي تقول أن الأعجازيين يحاولون أن يأخذوا الحقائق العلمية الحديثة حول تطور الجنين و يحرفوا مضامينها اللغوية وغاياتها ليلصقوها بالتعابير القرآنية الكريمة . طريقتهم للوصول لهذه الغاية استعمال المعاني اللغوية و التشبيهات النظرية والتأويل. و كأنهم يقولون للعلماء أنتم فخورين باكتشافكم لهذه الحقائق .... أنظرو فالقرآن الكريم حدثنا عنها قبلكم بقرون، ولكن كنا حمالين آسفار لم نفهم مايقوله لنا ربنا بوضوح، في إنتطاركم لتفسيره. .

عندما يستعمل العلماء عبارة يعطوها تعريف محدد كأن نقول أن السبرماتوزوئيد هو مكون مجهري يتألف من كذا و كذا .. حجمه كذا و عمره كذا و وظيفته كذا و مكان نشوءه كذا و يمكنه أن يصاب بالتشوهات الفولانية و يمكن دراسته بتلك أو تلك الطريقة ، بحيث ان الكلمة المعرفة لايمكنها ان تقدم معاني مختلفة او يجري على مضمونها خلاف، و عندما يأخذ الأطباء العرب من القرآن الكريم كلمة نطفة و يستعملوها لتعريب كلمة السبرماتوزئيد لا يعني هذا بأي شكل من الأشكال أن القرآن الكريم يحدثنا عن السبرماتوزوئيد و لا يعني أنه فسر وظائفه، وانما فقط جرى " اختيار" كلمة منه استنقائيا لتطوير اللغة العربية العلمية من داخلها .

الإعجازيين بالآية "و أنه خلق الزوجين الذكر و الأنثى. من نطفة أذا تمنّى" إعجازا إذ أن كل شيء يتقرر للأنسان من هذه القطرة .

فلن يخفى على رجل العصر الحجري أن سائله المنوي أدى لتطور الأنسان و لم تخلّف زوجته سوى الذكور و الأناث. في حين أن بقرته ولدت عجل بفضل قطرة من السائل المنوي للثور. و لكن الشيء الذي كان يجهله أن ليس السائل و أنما واحدة من مكوناته المجهرية المتحركة و التي يفوق عددها عن عشرات الملايين هي ما سببت الحمل و لكن ليس لوحدها و أنما بإلتقاء واحد فقط من مكونات هذه النطفة مع البويضة الوحيدة التي أطلقتها المرأة داخلها .

تتحدث الآية عن نطفة بالمفرد. أي سائل الرجل دون أشارة طرف المعادلة الثانية: بيضة المرآة. فلو فرضنا أن في الآية إعجاز، وان بيضة المرأة اطلق عليها نطفة ايضا، يجب أن نقول نطفتين أعطوا علقة واحدة...

لا أدري كيف تمكن فهم شيخنا أن يصل الى ان النص يقدم بوضوح ان في هذه النطفة يتقرر ما إذا كان المخلوق ذكرا أم أنثى ، فما سمعناه من أسلافنا أنهم كانوا يتهمون المرآة بمسؤوليتها عن أنجاب الذكر أو الأنثى ، و كم من رجل طلق زوجته أو تزوج عليها و رماها لأنها لم تنجب له الصبيان. لا أدري كيف فات على الرجال أن يفهموا على مدار قرون ما فهم شيخنا و ما يعتبره بغاية الوضوح . و لا أدري أين هي الحكمة الإلهية بأن يبقى هذا التفسير للآية مجهولا لحين يكتشفه العلماء الغربيين رغم أنه بغاية الوضوح "على زمّة شيخنا". فهل القصد هو الطعن بالقرآن ام بالمسلمين بوصمهم انهم حمالين آسفار عبر عصور؟

مصادر:
1996/1 s.36-44

---------------------------------------------------------------

الحجة الاعجازية الثانية، موضوع استقرار النطفة بالرحم:

يرى الإعجازيين أن الآية بقولها: " ثم جعلناه نطفة في قرار مكين" تعكس إعجاز بالرغم من ان النطفة هنا تصبح نطفة وبيضة، ويفترض ان تحصل على اسم جديد. بالبداية كانوا يرون بالأمر أعجازا لدقة تشبيه ماء الرجل بالنطفة... و لكن لماذا اطلق هنا على ماء الرجل وبيضة المرأة مجتمعين تعبير النطفة، بدون اي اهتمام بالدقة، مع تطابق هذا الاهمال بحقيقة جهل السلف بهذا الامر اصلا، مسألة محيرة من الناحية العلمية والاعجازية على السواء. ودلائل الاعجازيين على إعجاز الاية لكون "النطفة الملقحة" (الحقيقة هي بيضة ملقحة، وليس العكس) تستقر بالقسم الخلفي العلوي من الرحم ، يعني لأن هذا هو "القرار المكين" أي المحمي بكل الوسائل .....

إذا تجاوزنا عن حقيقة ان البيضة وليست النطفة هي التي تعشعش، فأن الغلطة الثانية أن البويضة الملقحة قد تعشش بأي مكان ، لمجرد الصدفة.. و الدليل على هذا تنوّع أماكن إرتكاز المشيمة.. فمكان التصاق المشيمية هو بالعادة و بالمنطق مكان التعشيش... هذا الإرتكاز قد يكون بقعر الرحم، أو على وجهه الأمامي، أو الخلفي. قد يكون بالقسم العلوي، و لكنه قد يكون أيضا أسفل الرحم فتحصل الحالة المرضية المسماة أرتكاز المشيمة المعيب الذي قد يسبب نزيف مميت. و قد يكون بالبوق أو على المبيض أو داخل جوف البطن، و يسمى هنا تعشيش الحمل الهاجر. "أو الحمل خارج الرحم" و الذي قد يسبب أيضاً موت المريضة. ومن المهم الاشارة الى إمكانية تعشيش البويضة بطريقة صناعية في اي مكان من الجسم.

الأمر بكل بساطة، كما يطرحه القرآن، هو ان الرجل قذف بسائله، الذي تدفّق في داخل المرأة و عندما أستقر بها، خُلق إما ذكراً أو أنثى.... لماذا لا نقف عند هذا الأمر و أنتهينا... اليس من الاعقل ان نكتفي بالقول أن الحمل ـ الطبيعي ـ يستقر ببطن الأم بأمان بضعة اشهر، و لينتهي الأمر دون الحاجة للبحث عن دلائل علمية ليس من مهمة القرآن أخبارنا بها.

ولكن لا، انهم يصرون على حشر المزيد، إذ يرون بالحديث القائل " الملك يدخل على النطفة بعدما تستقر بالرحم بـ 40 أو 45 يوم " إعجازاً مضافاً لقائمة الاعجازات، بالرغم من انه من الصعب رؤية المعنى العلمي المقصود من دخول الملك على النطفة. و لكن تصورات السلف ان النطفة كانت متحركة و توقفت عن الحركة بإستقرارها بالرحم...

أن استقرار النطفة، يجب ان يفهم منه بقائها بأحشاء المرآة لكي تتطور و تعطي جنين و ليس أن النطفة متحركة كالسيارة، و لكن القطرة ستسيل بحكم أنها سائلة و كم من سيدة أستشارتني لأنها تعتقد أنها لم تحمل لأن سائل زوجها سال منها بعد الجماع، وبالتالي لم يستقر بالمعنى الذي يقدمه الموروث الديني، لكي يتطور الحمل.


ثانيا : ليس النطفة بمعنى قطرة ما يدخل للرحم و أنما المكون المتحرك السبرماتوزوئيد الذي أطلق عليه الأطباء العرب حديثا أسم النطفة ، و هو لا يمت لمعنى قطرة بصلة . هذا السبرماتوزوئيد يدخل لجوف الرحم بفضل مخاط العنق و يلتحم بالبويضة ليشكلان معا الجنين ليس بالرحم و أنما داخل البوق و لو فرضنا أن "دخول الملك" هو تحول النطفة الى جنين فهذا يحصل بالبوق و ليس بالرحم ، و الجنين يتابع تحركه لمدة أسبوع قبل أن يستقر بالرحم ، أذن أن الأستقرار بالرحم يتم في اليوم السابع من تطور الجنين، لا باليوم 40 و لا 45 .

أما عن كون " الملك يدخل على النطفة بعدما تستقر بالرحم بـ 40 أو 45 يوم " فلا أرى له اي رابط علمي يمكن ان نستغله لتفسير هذا الادعاء . فهجرة الجنين ـ بعد أن أتى نصفه فقط من قطرة الرجل ـ تدوم أسبوع يبدأ بعده التعشيش. ثم أن ألجنين وليس النطفة هو ما يعشش، إذ لم يعد بالامكان القول بإستمرار وجود النطفة، و التعشيش لا يتم بأختراق جدار الرحم و لكن يتم يالأتصال بمخاطية تجويفه

لن أكرر التفسيرات اللغوية التي يشطح بها شيخنا العزيز لكي يشرح لنا القرب بين العلم و بين التعابير القرآنية من حرث و غور و غيص و ما الى هناك من ترقيعات لغوية تفشل بتحقيق غرضها و لا تقترب من الوقائع العلمية بشيئ . و ليس الرحم من يأخذ من النطفة ـ بمعناها العصري أي السبرماتوزوئيد ـ غلافها ، و لا أدري كيف يمكن للنطفة بمعنى قطرة أن يكون لها غلاف .

التفسيرات الأخرى تحاول بالجمع بين عدة أيات و مرة أخرى باللعب بالكلمات و بالمعاني اللغوية في محاولة لتقنعنا أن النطفة أو القطرة تدل على البويضة التي تم تلقيحها و التي ستسقر بالرحم ...(رأينا أعلاه موضوع الأستقرار هذا) ،، و لكن لو فرضنا أن النطفة هي البويضة الملقحة لماذا لم تذكر النصوص الدينية هذا بصراحة لو كان فعلا قد نزلت لتكون إعجاز و إشارة علمية، ولماذا وقعت بأغلاط في الوصف، من الناحية العلمية؟ .

دور المرأة:
يحاول الأعجازين البحث عن الدلائل التي تلمح لدور البويضة التي تطلقها المرأة . وهنا يحدثونا عن ماء المرآة و قطرة المرآة و نضيع و لا نعود نفهم ما هي النطفة فساعة تدل على السبرماتوزوئيد و ساعة على بويضة المرأة و ساعة على البوضة الملقحة ... علما أن بويضة المرآة لا تشبه و لا بأي شكل لا نطاف الرجل و لا قطراته و لا سائله المنوي .

و يلجأ البعض الى الأمشاج " أنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا"

و هنا الشطح و التصرف بالمعاني اللغوية ... النطفة تحدثنا عنها ما فيه الكفاية ... و جاء دور الأمشاج .... يقول عنها المفسرون أنها تعني خلط ماء الرجل مع ماء المرأة ... لهنا لا خلاف .. و كل من مارس العلاقة الجنسية بين الزوجين لا بد و أنه لاحظ أن المرأة، خلال الجماع، تفرز سائل يبلل مهبلها من اجل تسهيل الادلاج. . وفي فترة الأباضة يزيد شبق المرأة ويحدث أفراز المادة المخاطية التي قد تسيل من الفرج، نصفها كأطباء أنها مثل الشلال، و هذه الظاهرة معروفة منذ العصر الحجري. و من الطبيعي أن يختلط هذا السائل الذي تلاحظه جميع النساء واغلب الرجال، من الطبيعي أن يختلط مع مني الرجل خلال عملية الجماع، إذ انه نتيجة من نتائج الجماع الطبيعي. و لا يخفى على أحد أن العانسات، مثلا، اللواتي لا تختلط مفرزاتهن المهبلية مع مني الرجال لا تحبلن ... و تعاني النساء الكبيرات بالسن و الغير مخصبات من جفاف بالمهبل . ...

لماذا لا نكتفي بهذه التفسيرات البسيطة التي تتناسب تماما مع معاني الايات البسيطة وهدفها، و لماذا الخوض ببحر التفسيرات اللغوية بحثاً عن الأشارات الى السبرماتوزوئيد و بويضات المرأة و الجينات و الكروموزومات و الحوين المنوي أكس و الحوين المنوي واي و غيره من الأمور العلمية التي لم يتحدث عنها القرأن، ولم يكن الامر هدفه، و هذا أمر طبيعي فهو كتاب عبادة و أرشاد و هداية و ليس مرجع علمي لدراسة علم الجنين و الوراثة . ولكن شاء ان لايروق ذلك لتجار الاعجاز.

يلفت الدكتور شريف كف الغزال نظرنا الى ما يسميه لفتة طريفة بالآية " و أذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم".. وسيكون لذلك مداخلة منفصلة، إن شاء الله


الخلاصة
كلمة نطفة لا تشكل سبق علمي يمكنه أن يعطيه صفة الأعجاز، فالأمر الواضح و الذي لا يوجد به أي سبق أن قطرة سائل الرجل المر أية من الجميع هي ما تسبب الحمل، و معناها اللغوي لا يمت للنطفة " سبرماتوزوئيد" بصلة.

الأشارة الى أن النطفة هي التي تحدد جنس الوليد ليست واضحة. فخلق الذكر أو الأنثى من هذه النطفة واضح. فعندما تسبب قطرة السائل حمل فستكون النتيجة حتما أما ذكر أو أنثى..... و لا يشرح أن نطفة الذكر هي التي تحدد جنس الوليد ولذلك لم تنقذ هذه الايات الاعجازية، إذا صدق الاعجازيون، آلاف النساء من عقاب رجالهم لأنهم لم ينجبن سوى البنات

التفسيرات تتعارض مع بعضها بربط كلمة نطفة مرّة بالسرماتوزوئيد، و مرة ببويضة المرأة ـ أمشاج ـ و مرّة بالبويضة الملقحة التي ستعشش، لتؤكد الايات من جديد على ان القرآن حمال اوجه، يمكن الاستعانة به لتأكيد او نفي كل مايخطر بالبال، في تعارض يتعارض مع الطرح العلمي، الامر الذي آشار اليه عن حق الخليفة علي بن ابي طالب.
هذه المواضيع لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها - أثير العاني

يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب