الاثنين، 27 أغسطس 2007

مفاهيم خاطئة عن الإلحاد

مفاهيم خاطئة عن الالحاد - مختصر :

الخطأ الاول: الالحاد هو الايمان بعدم وجود اله او آلهة .

ان هذا التعريف والذي يستخدمه بعض المؤمنين تعريف ناقص بل وزائف يهدف الى تضليل الاخرين والحقيقة فان هذا التعريف بعيد كل البعد عن الحقيقة .
كلمه الحاد مأخوذة كترجمة حرفية عن الكلمة اللاتينية atheism هذه الكلمة مركبة من مقطعين فالحرف A يعني بدون والمقطع الثاني Theist والذي يعني الايمان بوجود شيء او قوة خارقة للطبيعة مسؤولة عن خلق الانسان وكل الموجودات أو بعضها .لذا فالمعنى الحقيقي لكلمة atheism يجب ان تكون بدون ايمان بوجود اله.

الملحدون ببساطة لا يرون أن هناك أدلة كافية تبرر الايمان بوجود اله أو الهة . عندما يقول ملحد من أصل مسلم بأنه لايؤمن باله المسلمين فهو يقول ببساطة أن ماعرض عليه من ادلة لكي يؤمن بوجود هذا الاله غير كافية وغير منطقية .وفي هذه الحالة يكون شأن الملحد شأن اي مؤمن من أي ديانة اخرى والذي لايعترف باله المسلمين فالمسيحي ملحد حينما لايؤمن بتعريف او بوجود أدلة كافية للايمان برب المسلمين وكذلك المسلم الذي لايؤمن باله المسيحين فهو ملحد بنظر هؤلاء والجميع ملحد في نظر الهندوسي. فالكل إذن ملاحدة في نظر الاخرين .

الخطأ الثاني: ان حياة الملحدين لامعنى ولاهدف لها.

هذا تزييف اخر وتضليل يمارسه الكثير من المتدينين في محاولتهم البائسة للحط من حياة الملحدين وأظهارها بالجوفاء وهي لاتمثل اي حقيقة بل هي عبارة عن اسقاط لنظرة ومشاعر المؤمن المليئة بالحقد تجاه الملحد .
ان حياة الملحد غير مبرمجة على الاعتقاد بوجود حياة لما بعد الموت ولكن حياتي وحياة أغلب من أعرفهم من الملحدين مليئة بالاهداف والامال والعاطفة، فحياتي تعني الكثير لي ولمن حولي وحياتي لها غرض وهدف ففي كل مرة أحاول فيها أن احقق هدفا ما أشعر بلذة الانجاز ومرارة الاخفاق والامل في النجاح في محاولة اخرى .ولااحتاج في كل ذلك الى من يعدني بالمكافأة في عالم آخر بعد الموت حتى أحاول ان أفعل ما أراه خيرا .
وحيث اني لا اتوقع حياة اخرى بعد الموت فكل يوم تشرق فيه الشمس علي يشعرني بالسعادة والامل وحتى ظلام الليل يجلب معه شعورا دافئا وامل بيوم آخر. كل يوم هو منحة وكل يوم أستيقظ فيه يحدوني الامل بتحقيق شيء ما . فهل هناك مقارنة بين سعادتي وتفاؤلي وبين رغبة متطرف ما يتوجه في هذه اللحظة لتفجير نفسه وسط حشد من اخوان له في البشرية كل ذنبهم انهم لم يشاركوه رؤيته وتعريفه لربه هذا المؤمن يملؤه امل الحصول على ممارسة جنسية لا محدودة مع 72 حورية في الجنة ،فأي حياة تحمل معنى اكثر واي حياة تحمل قيم انسانية أكثر ؟

الخطأ الثالث: ان الملحدين لايمتلكون أخلاق لانهم يرفضون الايمان بالله صانع القيم والاخلاق.

اذا كان الله هو صانع ومصدر القيم والاخلاق فهذا يعني بأن الله قادر على تغيير هذه القوانين الاخلاقية في اي وقت يشاء وحيث ان الوحي قد توقف مع محمد – حسب ادعاء المسلمين – قبل اكثر من 1500 سنه فكيف لنا ان نعرف اليوم ماهو الصواب واين الخطأ؟ ومن الذي يستطيع الجزم بأن تجويع بضعة ملايين من البشر مجاعه تفتك بحياتهم يوميا ليس عملا اخلاقيا ؟ فقد يكون الله قد قرر أن مثل هذا العمل جيد واخلاقي وله ما يبرره وذلك بدليل حدوثه يوميا . الايصبح في هذه الحالة محاولة البعض منا منع وايقاف هذه المجاعة ومنع ومكافحة الامراض عملا لا اخلاقيا بل الحاديا لأنه يعارض مشيئة الله ؟ كيف لنا ان نعرف أين نقف ؟
ان الاخلاق ونشوءها متولد من حاجة الانسان الى العيش في مجتمعات لمجابهة الظروف الطبيعية ومخاطر الحيوانات المفترسة والتي لم يكن الانسان وخصوصا في مراحل تطوره الاولى قادرا على مواجهتها وبشكل انفرادي هذه الحاجه لحماية النوع والنفس دفعت البشر الى ايجاد صيغ سلوكية للمشاركة والحماية وبتطور تعقيد الحياه الاجتماعيه تظهر دائما الحاجة الى إيجاد قوانين وتشريعات تتناسب مع تطور الحياة بشكل عام .
لذا فأنا لا ارى اي منطق في وجود اله ما يكون مصدرا لقوانين وتشريعات تكون خارج الفهم الانساني والحاجه المتغيرة والمتطورة للمجتمعات البشرية .ولاوجود لتشريعات قوانين سلوكية معزولة عن ارادة الانسان أو عن ارادة المجتمع البشري . ان المؤمن ينظر دائما الى ان التشريعات والاخلاق كانت موجوده في مكان ما وعندما خلق الله الانسان علمه الله واعلمه بوجود هذه التشريعات والاخلاق التي بقيت نفسها منذ آدم لغاية اليوم عدا عن بعض الرتوش هنا وهناك .
انا لا احتاج الى اله او نبي ليخبرني بأن علي مساعدة جاري أو ان أسعى لتوفير قوت العيش الى أطفالي ومتى وصلت الحالة بالانسان الى عدم امكانية عمل الخير أو التمييز بين الخير والشر فعليه مراجعة طبيب للامراض النفسية أو طبيب في الجملة العصبية الامر الذي سيساعده أكثر من قراءة كتاب يقول له افعل هذا ولاتفعل ذلك فهذه الاوامر لن تجد أي صدى في عقل الانسان المصاب بعقد نفسية او مريض بالعصاب .
ومثل هذه الانحرافات السلوكية هي امر موجود في كل المجتمعات فقيرها وغنيها وهذه الانحرافات تدل وبوضوح ان مصدر الاخلاق ليس الهيا بل خاضع لجميع المتغيرات من جسدية الى اجتماعية محيطة بالفرد.

الخطأ الرابع: لابد أن الملحدين قد عاشوا حياة مضطربة في طفولتهم مما أبعدهم عن الله.

من الطبيعي ان يكون للبعض منا تجارب حياتية اليمة دفعته لاعادة النظر في الاديان وادعاء رجالاتها باخلاقياتهم واود أن اذكر هنا احدى الزميلات والتي اغتصبت حينما كانت طفلة وعلى يد رجل متدين لايزال حرا طليقا حريصا على اداء صلواته الخمسه في مواقيتها وممجدا لاعمال الارهاب التي سترفع لواء الاسلام عاليا .
ولكن في حالة الكثير منا فإن الالحاد قد جاء نتيجة لعملية تحول عقلية وثقافية استمرت لسنين طويلة وبعد الكثير من البحث والنقاش واستخدام المنطق هذا المراحل أوصلت الكثير منا الى الاكتشاف الطبيعي بعدم وجود أي ادلة كافية لأثبات وجود اله ما او الهة وانتفاء الحاجة الى وجود اله اصلا .
ولا احتاج الى وجود اله ليفسر لي كيفيه نشوء وتطور الحياة .
وأنا لا احتاج الى اله ليدفع عني الخوف من الموت فأنا قد عشت الموت مرارا وتعايشت معه طويلا .
ولا احتاج الى اله ليفسر لي سبب القسوة والانانية في العالم فمعرفتي بتطور وتعقيدات النفس البشرية تكفل لي معرفة كافية استطيع معها تفسير هذه التصرفات .
وباختصار فإن المعرفة الانسانية وتقدم العلم قد وصل الى مرحلة أصبحت تفسر وتملأ جميع فراغات العقل البشري مغلقة بذلك جميع الثغرات في مجال فهم الانسان لنفسه وما حوله ،هذه الثغرات التي طالما استغلت من قبل المتدينين لاثبات وجود الله والسيطرة على عقول البشر .
وكلما تطور العلم والمعرفة الانسانية ستتقلص هذه الفراغات ويطرد منها شبح الخرافة المسمى الله .

الكاتب: Waked

4 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

هذه المواضيع لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها - أثير العاني

يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب