الخميس، 1 أكتوبر 2009

القرآن والسحاب والمطر

الكاتب: كامل النجار
المصدر في الحوار المتمدن

الطفل في الفصل الأول في أي مدرسة ثانوية الآن يعرف أن الماء إذا وصل إلى درجة حرارة معينة يتحول إلى بخار ويصعد في الهواء، وكلما صعد إلى أعلا كلما برد أكثر. وعندما يبرد البخار يتحول إلى ماء مرة أخرى. ولكن في القرن السابع الميلادي لم يكن عرب مكة وما حولها يعرفون هذه االحقائق فاستغل محمد هذا الجهل بالظواهر الطبيعية وجعل منها محور منطقه في إقناع الناس بوجود إله يدبر أمور هذا الكون. والمطر والرياح بعض هذه الأمور التى يدبرها الله. ولذلك نجد آيات عديدة في القرآن تتحدث عن إنزال المطر بمشيئة الله. ومن الواضح أن محمد اختار المطر لإقناع أهل مكة لأن بلدتهم صحراء جرداء لا ينزل بها المطر إلا لماماً، ولذلك كانوا يربطون العُشَر في أذناب الأبقار ويشعلون فيه النار ويدفعون الأبقار إلى قمم الجبال ثم يبتهلون إلى الله أن يُنزل عليهم المطر. ويخبرنا القرآن أن إبراهيم عندما جاء بهاجر وإسماعيل إلى مكة قال (ربنا إني أسكنتُ من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرّم) (إبراهيم 37). فكان نزول المطر لأهل مكة بمثابة إنزال المن والسلوى من السماء. وقد أكثر القرآن من ذكر المطر والأنهار والبحار لأنها كانت مفتقدة في المجتمع المكي وكانت مغرية بالنسبة لهم.
ولما كان محمد نفسه لا يعرف كيفية إنزال المطر، اعتمد على الملاحظات التي عرفها الإنسان منذ أن بدأ حياته على هذه الأرض. ورغم أن عرب ما قبل الإسلام لم يكونوا يفهمون فيزياء تكوين السحاب فقد عرفوا العلاقة بين السحاب والمطر والبرق والرعد، وعرفوا عدة أنواع من السحاب واعطوا كلاً منها اسماً يدل على محتواه من الماء، مثلاً: الراعد (الذي يرعد)، والراهج (السحاب الخفيف) و الركم (السحاب المتراكم فوق بعضه) والساري (الذي يمطر ليلاً) والمرزم (الذي يحدث أصواتاً). وكانوا يعرفون أن السحاب الذي يكثر برقه غالباً يأتي منه المطر، وذكروا ذلك مراراً في أشعارهم: يقول امرؤ القيس:
أصاح ترى برقاً أريك وميضه *** كلمع اليدينِ في حبي مُكلل
يُضيء سناه أو مَصابيح راهبٍ *** أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
والحبي هو السحاب المتراكم الداكن اللون الذي يحتوي على كمية كبيرة من الماء تحجب ضوء الشمس فيظهر السحاب داكناً، وهو الذي يمطر. وقال شاعر آخر:
وقـد أجـد المـياه بـغيرهـادٍ *** سوى عدي لها برق َالسحابِ
فهذا الشاعر كان يعد ومضات البرق ويعرف أن الومضات الكثيرة يتبعها الماء. وقد لاحظ الناس أن نزول الأمطار في المناطق الحارة في أغلب الأحيان يسبقه أو يتزامن معه هبوب الرياح. يحدث هذا بسبب سخونة الهواء في تلك المناطق، وعندما يسخن الهواء يرتفع إلى الإعلى ويأتي هواء أبرد منه في شكل ريح، محملُ بالبخار من البحار القريبة، ليحل مكانه، وعندما يسخن هذا الهواء يرتفع ويكوّن سحاباً تدفعه الريح، فاستغل محمد ملاحظة أن الرياح تسبق هطول الأمطار وقال: (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كِسَفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون) (الروم 48). فأهل مكة كانوا يستبشرون بالريح الذي يكون مؤشراً على قدوم الأمطار، بينما نجد أهل شمال إنكلترا، مثلاً، يتزمرون من كثرة الرياح والأمطار. ويتضح لنا من هذه الآية أن محمد قد عرف أن الرياح هي التي تدفع السحاب إلى الأماكن التي يُمطر بها، رغم أن الذين رووا عنه الأحاديث قالوا إنه أخبرهم إن الملائكة هي التي تقود السحاب. ولكن أين يوجد هذا السحاب؟ تخبرنا هذه الآية أن السحاب في السماء وأن الودق أي المطر ينزل منه. ويؤكد لنا القرآن مرة أخرى أن الماء ينزل من السماء (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا (الكهف 45). وكما هو معروف فإن لغة القرآن تفتقر إلى الدقة والتحديد. فالسماء في القرآن لا تعريف لها. فهناك سبع سمواتٍ طباقاً، وهناك سماء رفعها الله بدون عمدٍ ترونها، مما يوحي أن السماء بناء صلب مرفوع فوقنا بعمد لا نراها. ويؤكد لنا القرآن مشروع البناء الضخم هذا، فيقول (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج) (ق 6). أي أنها صلبة وليس بها فتحات أو شقوق (لاحظ كلمة "فروج" حتى في وصف السماء لأن السماء مؤنث"). وكذلك يقول (والسماء بنيناها بإيدٍ وإنا لموسعون) (الذاريات 47). فإذاً ليس هناك من شك أن السماء جسم صلب فوق رؤوسنا. ولكن كيف يكون السحاب في السماء الصلبة ونحن نستطيع الآن أن نصعد فوق السحاب بطائراتنا الحديثة؟
تظهر لنا ميوعة تعريف السماء في القرآن عندما نقرأ (والفُلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيينا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) (البقرة 164). ففي صدر الآية يقول لنا (وما أنزل الله من السماء من ماء) وفي عجزها يقول لنا (والسحاب المسخر بين السماء والأرض). وبما أن الماء ينزل من السحاب، فنستطيع أن نقول إن الماء ينزل من بين السماء والأرض وليس من السماء كما يقول صدر الآية
ثم يقول لنا القرآن (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) (الحجر 22). يقول ابن كثير إن الله قال "لواقح" عندما تحدث عن الرياح لأنها تُلقّح النباتات وتُلقّح السحاب فينزل منه المطر. لكن لا ابن كثير ولا محمد نفسه شرح لنا كيف تُلقح الرياح السحاب. نحن نعرف أن الرياح تنقل غبار الطلع pollen من النبات الذكر إلى النبات الأنثى فيلقح ذلك الطلع الأنثى لتحمل الثمار. فهل الرياح تجامع السحاب أو تنقل إليه طلعاً لكي يُمطر؟ لقد توصل العلماء في القرن العشرين إلى تلقيح السحاب بأن يستعملوا مدافع ضخمة ترسل قنابل بها بعض أملاح الفضة (silver iodide) في السحاب، فتكوّن هذه الأملاح نواة يتكثف حولها ماء السحاب وعندما يصل وزنه إلى درجة معينة ينزل مطراً. ويسمي علماء الفيزياء هذه العملية ب seeding the clouds. فالرياح لا تُلقح السحاب إنما يُلقحه العلماء. ومن الغريب أن يقول لنا القرآن (وما أنتم له بخازنين). فالإنسان منذ القدم عرف كيف يخزن ماء الأمطار في أوعية وفي حُفرٍ يحفرها في الأرض وحتى في جزوع الأشجار، وحتى الأنهار التي هي من الأمطار بنى أهل مأرب سداً عليها وخذنوها.
ولأن محمد عاش أغلب حياته في صحراء مكة، فكل الظواهر الطبيعية التي تحدث عنها القرآن كانت ظواهر صحراوية، ولذلك نجد بعض الآيات تقول بعكس ما يحدث في العالم خارج مكة. فنجد مثلاً القرآن يقول: (وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون) ( الأعراف 57). وهذه الآية بمفردها تقنعنا أن القرآن ليس من عند إله في السماء. فالآية تقول إنه يرسل الرياح لتحمل السحاب فيسوقه الله إلى بلدٍ ميت فيخرج كل الثمرات. والبلد الميت أي الصحراء إذا جاءها المطر لا تخرج ثماراً إنما تنبت حشيشاً موسمياً لا يلبث أن يموت بعد أسابيع بسيطة، بينما أشجار الثمار تحتاج مصدراً ثابتاً للماء كالأنهار أو البحيرات أو المياه الجوفية، لأن الأشجار تحتاج لعدة سنوات لتنمو وتصبح قادرة على حمل الثمار. والقرآن نفسه أخبرنا في آية سابقة (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح). فالحشيش الذي ينبت في الصحراء بعد المطر يصير هشيما تذروه الرياح ولا يحمل ثماراً. ثم إذا كان الله يسوق السحاب إلى البلد الميت، لماذا نجد الآن أن أكثر من ربع مساحة الأرض اليابسة صحراء جرداء لا ينبت بها شيء والناس يموتون بالآلاف كل عام من المجاعات وقلة الماء؟ وفي حقيقة الأمر فإن السحاب لا يُساق إلى الأرض الميتة وإنما إلى المناطق الإستوائية التي تنزل بها الأمطار يومياً وعلى مدار العام ما عدا شهرين أو ثلاثة. ولهذا السبب نجد الغابات الكثيفة rain forests في البرازيل وعند خط الاستواء في إفريقية. وفي أوربا التي تحيط بها المحيطات تنزل الأمطار باستمرار معظم فصول السنة، وتكثر في المناطق الجبلية مثل منطقة البحيرات بغرب إنكلترا، لأن الجبال تضطر الهواء لأن يصعد عالياً فيبرد أكثر وتنزل منه الأمطار. والبلد الميت لم يصر ميتاً إلا لأن السحاب لا يصل إليه، وإن وصل لا يمطر.
والقرآن يقول (أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أأله مع الله تعالى الله عما يشركون (النمل 63). ويعني هذا أن الرياح تأتي قبل المطر لتبشر الناس أن المطر قادمٌ. وفي الحقيقة فإن الرياح التي تسبق المطر في أغلب مناطق العالم لا تكون بشرى وإنما تكون كارثةً على الناس كما يحدث سنوياً في مناطق آسيا عندما تهب الرياح الموسمية the Monsoons وتصحبها الأمطار المدمرة التي تغرق القرى وتهلك الناس والزرع والحيوانات. ولولا الإعانات التي تقدمها الدول الغربية لمنكوبي الفياضانات في بنغلاديش والهند كل عام، لانقرض الناس في تلك البلاد. وفي أمريكا وجزر الكاريبي تتكرر العواصف والأمطار الغزيرة التي تدمر كل شيء في طريقها مثلما حدث من جراء العاصفة "كاترينا" التي دمرت مدينة نيو أورلينز قبل عامين وأغرقت أمطارها كل المباني، والآن تدمر العاصفة آيك مناطق شاسعة في ولاية تكساس. ومع كل هذا الدمار الذي تسببه العواصف والأمطار نجد الشيخ ابن تيمية يقول: "وكذلك ما الموجب لأن يكون هذا الهواء أو البخار منعقدا سحابا مقدرا بقدر مخصوص في وقت مخصوص على مكان مختص به ؟ وينزل على قوم عند حاجتهم إليه فيسقيهم بقدر الحاجة لا يزيد فيهلكوا ولا ينقص فيعوزوا وما الموجب لأن يساق إلى الأرض الجرز التي لا تمطر أو تمطر مطرا لا يغنيها - كأرض مصر إذ كان المطر القليل لا يكفيها والكثير يهدم أبنيتها" (الرسالة العرشية، ص 11). فالمطر لا ينزل بمقدار ما يحتاجه الناس، بل ينزل حسب نوعية السحاب والعوامل المناخية السائدة في المنطقة. وفي أغلب الأحيان تفوق كمية المطر ما يحتاجه الناس ويحدث الدمار الهائل من الفيضانات ماعدا في المناطق الصحراوية الميتة التي لم يُساق أليها السحاب ليحييها، مثل الصومال وإثيوبيا وصحراء كلهاري ومكة.
وينتقل القرآن من السحاب الذي بين السماء والأرض أو الذي في السماء إلى الرعد والبرق، فيقول لنا (ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) (الرعد 13). والرعد طبعاً ماهو إلا الفرقعات التي يحدثها انتقال التيار الكهربائي العالي من سحابة إلى أخرى مجاورة. ولكن القرآن جعل هذه الفرقعات تسبيحاً لله. وقد تسبح الملائكة، إذا وجدت، من خيفته ولكن الرعد حتماً لا يسبح ولا يكبّر له. ووجد مؤلفو الأحاديث النبوية مادة دسمة في الرعد والبرق وأخرجوا لنا عشرات الأحاديث عنهما. أخرج ابن مردويه عن عمرو بن نجاد الأشعرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرعد ملك يزجر السحاب والبرق طرف ملك يقال له روفيل (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ج3، سورة الرعد). وقال ابن عباس ومجاهد وشهر بن حوشب وغيرهم: هو ملك يزجر السحاب بهذا الصوت المسموع كلما خالفت سحابة صاح بها فإذا اشتد غضبه طارت النار من فيه فهي الصواعق واسم هذا الملك الرعد (الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي، ص 193). واخرج ابن مردويه كذلك عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان ملكا موكل بالسحاب يلم القاصية ويلجم الرابية، فى يده مخراق ،فاذا رفع برقت واذا زجر رعدت واذا ضرب صعقت (الإتقان للسيوطي، ج3، سورة الرعد). فهل نلوم هؤلاء الناس الذين رووا مثل هذه الأحاديث إذا كان القرآن نفسه يخبرنا أن الرعد هو تسبيح السحاب؟
ويؤكد لنا القرآن أن الله هو الذي يرسل الصواعق ليصيب بها من يشاء (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) (الرعد 13). والصواعق في مكة كانت نادرة جداً في تلك الأيام إذ أن السحاب نادراً ما كان يزور مكة، مما دعا محمد أن يكثر من صلاة الاستسقاء. ولكن في أوربا وأمريكا والبلاد الأخرى كانت الصواعق كثيرة الحدوث ولكن إصابة الناس بها نادرة جداً. وبحدوث الثورة الصناعية وبناء العمارات والكنائس العالية، كانت الصواعق تصيب المباني العالية وربما قتلت بعض الناس في الكاتدرائيات ذات الأبراج العالية. ولكن علماء الفيزياء اخترعوا مانع الصواعق الذي أصبح جزءاً مكملاً لأي بناية عالية وأصبحت الصواعق التي يرسلها الله ليصيب بها من يشاء، تمتصها مانعات الصواعق وتسربها في الأرض بدون حدوث أي ضرر للناس أو المباني.
ثم يقول لنا القرآن (أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون) (الواقعة 69). في تلك الأيام لم يكن بإمكان عرب مكة إنزال الماء من المزن، ولكنا الآن نستطيع أن ننزل الماء من المزن متى ما شيئنا، وقد أنزله علماء الصين يوم افتتاح الأولمبياد في مكانٍ بعيد عن مكان الاحتفال حتى لا ينزل المطر في ساحة الاحتفالات. وإذا كان هناك إله في السماء وخلق كل هذه القوانين الفيزيائية، يكون نوعاً من العبث لو كسر هو نفسه تلك القوانين التي تحكم العالم. فقوله (لو نشاء جعلناه أجاجاً) قول مستحيل لأن الماء المالح عندما ترتفع حرارته يتبخر الماء فقط منه ويترك الأملاح في مكانها، وهي نفس النظرية التي نستعملها لإنتاج الماء المقطر الذي نستعمله في بطاريات السيارات، ولهذا السبب نجد أن البحر الميت ماؤه أكثر ملوحةً من بقية البحار لأن الماء يتبخر منه ويترك الملح الذي لا يخفف ملوحته ماء عذب من الأنهار كما يحدث في بقية البحار والمحيطات. ولذلك لا يمكن أن يصير ماء المطر أجاجاً أي مالحاً.
ولا يختلف هذا القول عن قول إبراهيم لنمرود (فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب) (البقرة 258). فرب إبراهيم لم يكن في إمكانة الإتيان بالشمس من المغرب لأن ذلك يعني إيقاف دوران الأرض حول نفسها من الغرب إلى الشرق ثم عكس الاتجاه الذي تدور فيه الأرض وجعلها تدور من الشرق إلى الغرب. وطبعاً لو حدث هذا الشيء لتحطمت كل المجرة الشمسية التي نعرفها ولمات الناس لحظتها قبل أن يروا طلوع الشمس من المغرب.
وفي مفارقة عجيبة عن الأمطار والبلاد، يقول لنا القرآن (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) ( الأعراف 58). وأهل الإسلام يقولون لنا إن مكة "المكرمة" هي أطيب بلد على سطح الأرض. ولكن الله يقول البلد الطيب يخرج نباتاً طيباً. فماذا تُخرج مكة من النبات؟ صحراء مكة لا تخرج غير الإذخر الذي كانوا يعرشون به منازلهم، والعُشر الذي ينبت في الرمال والصحارى. وفي حديث عن النبي يقول (مكة لا يُعضد شجرها ولا يُحتش حشيشها ولا يُختلى خلاها، فقال له العباس: إلا الإذخر يا رسول الله فإنه للصواغين وظهور البيوت، فقال رسول الله: إلا الإذخر) (كنز العمال للمتقي الهندي، حديث 30164). فالبلد الطيب لا يُخرج إلا نباتاً طيباً والذي خبث لا يُخرج إلا نكداً.

8 تعليق(ات):

إظهار/إخفاء التعليق(ات)

إرسال تعليق

هذه المواضيع لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها - أثير العاني

يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب