الخميس، 19 يوليو 2007

حقوق المرأة العربية قبل الاسلام

هل ساهم الإسلام حقا في تحسين وضع المرأة، سواء أكان ذلك في عصر النبوة أم في القرون التي تلت ؟ يدعي المسلمون أن الإسلام جاء بقوانين تحمي المرأة وتصون قيمتها في المجتمع، وأهم من هذا إدعائهم أنه حررها من الظلم والهوان الذين عانت منهما في الجاهلية. ومع أن موضوع حقوق المرأة في الإسلام مطروح بشكل مستمر، فما يلي طرح للموضوع من وجهة نظر معاكسة، أي بالنظر إلى الحقوق التي تمتعت بها المرأة في مجتمع ما قبل الإسلام. وقبل أن نذكر بعض الحقوق التي تمتعت بها نساء "الجاهلية" نورد بعض الملاحظات عن تطور حقوق المرأة المسلمة في السنين الأولى للبعثة المحمدية.

بعد هجرته للمدينة ، ومن ضمن مشروعه لوضع القوانين الشرعية المتعلقة بالعلاقة بين الجنسين من زواج وطلاق وميراث، أدخل محمد بن عبد الله تغيرا حاسما في نظرة الإسلام إلى المرأة، وقد أدى هذا التغيير إلى نتائج سلبية كبيرة ما زالت المجتمعات الإسلامية تعاني منها للآن.
يتوازى معظم الجزء المكي من حياة نبي الإسلام محمد بن عبد الله مع حياته في كنف زوجته ذات الغنى والنفوذ خديجة بنت خويلد. ويجمع المؤرخون ، كما سنذكر لاحقا، أنه كان لهذه السيدة أعظم الأثر في حياة محمد بن عبد الله وفي تشجيعه على بلورة أفكار نبوته ، ونيتجة لنفوذها وعظم شخصيتها وكفالتها لمحمد من ناحية اقتصادية ، فقد ظلت زوجة محمد الوحيدة إلى موتها في السنة الثامنة للهجرة. ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الآية التالية تعبر عن التأثير العظيم لعلاقة محمد بخديجة أثناء حياتها:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم/21}

تخاطب هذه الآية النساء والرجال على نفس المستوى المعنوي والعاطفي، ويبني خطابها الزواج على قواعد المودة والرحمة والعقلانية بأسلوب آخاذ يأسر القلوب. ونعود للتأكيد أن السبب وراء هذا الأسلوب النبيل وهذا الموقف التقدمي حتى بمقاييس عصرنا ، هو شعور محمد نحو خديجة بالجميل والعرفان لوقوفها بجانبه معنويا وبذلها للغالي والرخيص في مساندته ماديا.

بعد وفاة خديجة ، بدأ موقف محمد من النساء في التغير تغيرا جذريا ، فتزوج وتقريبا في الحال بزوجتين (سودة بنت زمعة وخديجة التي لم يدخل بها إلا في المدينة بعد ثلاثة سنين من خطبتها). ويتمثل هذا التغير في الآية المدنية التالية والتي نزلت بعد معركة أحد في السنة الثالثة للهجرة:

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ {النساء/3}

نرى في هذه الآية أن القرآن لم يكتف باحتقار المرأة وهضم حقوقها عن طريق التشريع لتعدد الزوجات وإرغامها على القبول بهذا الوضع المشين، ولكنه فعل ذلك باستخدام أقصى أساليب الإهانة. وكنت قد نشرت في مدونتي مقالة نسختها من كتاب للإمام الراحل محمود شلتوت يفسر فيها بصراحة الآية الثالثة من سورة النساء ، ونشرتها تحت عنوان "تعدد الزوجات في الإسلام" فيمكن الرجوع لتفسيرها في تلك المقالة: أما ما يلي فهو ملاحظات قصيرة تبين هبوط الأسلوب، مقارنة مع الآية المكية أعلاه، الذي اتبعه كاتب القرآن في التشريع لتعدد الزوجات.

أولا: واضح أن الخطاب في الآية موجه بتخصيص فريد للرجال دون النساء ويعطي معنى للزواج وكأنه شأن للرجل وحده، وأن دور النساء هو دور "المفعول به" لا غير.

ثانيا: فَانكِحُواْ

كلمة "النكاح" في اللغة العربية، لها معنيين (1) : الزواج بمعناه العالمي المتدوال حاليا، والفعل الجسدي للجنس أي بمعنى الوطأ والجماع. وكثيرا ما تستخدم هذه الكلمة في الأدبيات الإسلامية للدلالة على المعنيين معا، ومع أن المعنى المتفق عليه شرعيا هنا هو الزواج ، إلا أن استخدام هذه الكلمة هنا وقرنها في سياق الآية التالي بنكح ملك اليمين يضفي عليها معنى متدنيا.

ثالثا:ْ مَا طَابَ لَكُم

طاب لكم هنا تعني ما لذ لكم أو ما تمتعتم به أو ما اشتهيتم، واستخدام كلمة "طاب" هنا يفرض على كلمة "فانكحوا" معنى "فعل الجنس" ويغيب عنها معنى الزواج أي أن المعنى يصبح: "فاوطأوا ما اشتهيتم من النساء" . أي أن معنى فعل الجنس تغلب على معنى الزواج كما عرف قبل ذلك وبما تتطلبه هذه المؤسسة من التزام ومحبة وتضحيات. (2) وأكثر ما يدل على تعامل هذه الآية مع المرأة بشكل متدني هو استخدام اسم (ما) وهي تستخدم بمعنى الذي لغير العاقل وأحيانًا تأتي بمعنى (من)، واختلف فيها في هذا الموضع فقال الفراء أنها "ما" المصدرية، وقال المبرد أنها للجنس، أي إذا سألتك ما عندك؟ يكون جوابك رجل أو امرأة، وقال البعض أنها للإبهام، وذكر ذلك تفصيلاً في تفسير الطبرسي، ولكن ما المشكلة إذا كانت الكلمة تأتي بمعنى من؟ المشكلة في نقطتين:
  • أي كلمة في العربية لها معنى ولها شحنة دلالية، والشحنة الدلالية لاستخدام ما عوضًا عن من هي التدني لأنها تشترك بمعنى آخر يشير لغير العاقل.
  • وهو الأهم في إعراب مثنى وثلاث ورباع، فبعضهم قال أنها بدل ل (ما طاب) والبعض قال أنها حال، وسواء كانت بدلاً أم حالاً فهي تدل على أن الآية تتعامل معهن بالكيلو، لأن المعنى هو (تزوجوا ما يعجبكم من النساء، اثنين اثنين أو ثلاثة ثلاثة أو أربعة أربعة) وهو خطاب ذكوري يدني من شأن الطرف الأنثوي.

    رابعا: أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ

    تساند هذه الكلمات أن المعنى الغالب في هذه "الآية" هو النكح بمعنى فعل الجنس ، لأن وطأ ملك اليمين محلل بحكم الملكية وهو ليس الزواج. ويؤدي التركيز القوي لمعنى الزواج كفعل للجنس وربطه وقرنه بالعبودية وفي جملة (آية) واحدة إلى امتهان فاضح لمعنى الزوجية المفروض أن يكون معنى ساميا ومشاركة متبادلة بين إنسانين لهما نفس الوزن في هذه العلاقة. ومراجعة عقلانية ومحايدة لوضع المرأة في التاريخ الإسلامي تؤيد هذه المعاني.

    عند أخذ هذه المعاني بالجملة تخرج صورة مزرية لفكرة الزواج في الإسلام. فكرة الزواج كشراكة أبدية بين إنسانين متكافئين ، تقوم على المحبة والرحمة وعلى التعهد الضمني أو المصرح بمواجهة الحياة في السراء والضراء ، ليست غير موجودة فحسب، ولكنها تستبدل بشراكة تركز على أحقية الرجل "بنكح" زوجته مع الحق الإلهي له بنكح نساء أخر حسبما يمليه عليه ضميره وحسب نوازع شهيته وحسبما تسمح له حالته المادية باقتناء الجواري. وقد أحدث القرآن هذا التغيير بجرة قلم في جملة واحدة ، ليمحوا الكثير من الحقوق ومن المنزلة التي تمتعت بها المرأة في الجاهلية.

    بالمقابل، يشير بعض "الفتات" التاريخي، والمحرر بشكل كبير من قبل مجملي وجه الإسلام أن المرأة فيما يسمى بالعصر "الجاهلي" كان لها دور مرموق واحترام كبير بين العرب في شبه جزيرتهم وفي تاريخهم. ولكن السائد في وجهة النظر الإسلامية عن المرأة أن العرب كانوا يوؤدون بناتهم وأن الإسلام حرم ذلك. ولا شك أن هذا التحريم كان عملا يحمد عليه مؤسس الأمة العربية محمد بن عبد الله، إلا أنه ليس الصورة الكاملة لوضع المرأة العربية في مجتمع ما قبل الإسلام. والتاريخ الإسلامي لا يعطينا فكرة واضحة عن مدى انتشار هذه العادة المجرمة والأغلب أنها كانت نادرة إن نحن حكمنا بندرة أو عدم ذكرها في الشعر "الجاهلي" والمصادر التاريخية الأخرى. مما لا شك فيه أن انتشار الفقر بين بدو القبائل قد أدى إلى الكثير من هضم لحقوق الأفراد ولكن هذا يحدث في أي مجتمع يعيش على على حافة الكفاف.

    النقطة المهمة التي يجب ذكرها أن المجتمع العربي في ذلك الزمن وفي معظم أنحاء الجزيرة العربية كان مجتمعا بدويا رعويا. في مثل هذه المجتمعات، يكون للمرأة دور كبير في النشاط الإقتصادي وهذا يعني أنها بجهدها في البيت أو خارجه كانت تفرض احترام المجتمع الكامل لها. بعد أن ساد الأسلام على العرب وبعد غزو المناطق المجاورة، تحول العرب، ابتداء من خلافة عثمان مرورا بالعصر الأموي وانتهاء بالعصر العباسي إلى طبقة إرستقراطية محاربة تعتمد في معيشتها على غنيمة هائلة تحوزها بالسيف. وما حدث لبدو الخليج في عصرنا يشكل مثالا حيا لما جرى للعرب قبل أربعة عشر قرنا. لقد وجد البدو العرب الذين كانوا في شبه حالة من الجوع المستمر أنفسهم في حلم تحقق بوجود كنز هائل من الأموال والأراضي الخصبة والشعوب المحكومة والعبيد، فأبعد هذا النساء العربيات عن المشاركة في الحياة الإقتصادية وبالتالي إلى أندثار حقوقهن. . ومن نتائج الغزو العربي للشعوب المجاورة، أغراق العرب أنفسهم في ملذات العيش وحياة الترف ونشوء عادة امتلاك أعداد كبيرة من الرقيق النسائي الذي غزا الدولة الفتية من جميع الجبهات. ونتج عن هذا من جملة ما نتج حجب وعزل الحرائر من النساء العربيات في أبراج عاجية ، وإبعادهن عن النفوذ الذي تمتعن به في حياة ما قبل الإسلام ، وإلى سيادة الرقيق من النساء على حياة القصور وحياة الحضارة ، فعاشت المرأة العربية من يومها مغمورة محرومة إلى حد النفي من الدور الفاعل في المجتمع.

    هناك لمحات تاريخية متفرقة تشير إلى أن المرأة العربية قبل الإسلام كانت تتمتع بكثير من الحقوق التي يدعي المسلمون أن الإسلام وهبها إياها. ونحن إن تأملنا هذه الحقوق ، لوجدنا أن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة ليست إلا امتدادا وإقرارا للحقوق التي حازتها نساء ما قبل الإسلام. جاء الإسلام وقنون هذه الحقوق في قوالب جمدها للأبد بالقرآن والسنة ومنعها من التطور باختلاف الزمن والبيئة.

    ولأخذ صورة عن حياة المرأة في حياة عرب ما قبل الإسلام نورد بعض الأمثلة التي تعطي بعض الصورة عن الحقوق التي حققتها المرأة العربية في حياة ما يسمى بالجاهلية. وهذه القائمة ليست إلا بداية سيزاد عليها حسب توفر الوقت.
    • عبد العرب قبل الأسلام المؤنث من الآلهة ، مثل اللات والعزى ومناة وتشير كتب السيرة إلى وجود الكاهنات اللاتي كن يخدمن هذه الآلهة المؤنثة ومن الأمثلة التي يتغاضى عنها المسلمون أن أروى بنت حرب بن أمية زوجة أبي لهب المشهورة وأخت أبي سفيان كانت تخدم العزى إلهة النار ، عن طريق جمع الحطب لإشعالها في معبدها ، وقد لقبها القرآن باسم "حمالة الحطب" ويبدو أنها كانت كاهنة لهذه الآلهة. وما دمنا نتحدث عن أم جميل ، نذكر هنا كيف جاءت إلى فناء الكعبة لتشاجر محمد بعد "نزول" سورة المسد وكيف أنه خاف ولم ينبس بكلمة إلى أن تركته.
    • من ناحية عامة نجد لمحات في الشعر العربي الجاهلي لكثير من الأمثلة عن صدارة المرأة في الحياة الإجتماعية للعرب ولعل أشهر مثل على ذلك سبب معلقة عمرو بن كلثوم والتي تلمح في أبياتها مجالس للنسوة وتأثيرهن الكبير على الحياة الإجتماعية. كما أن طريقة نظم المعلقات وجعل أول أبيات فيها مخصصة لذكر الحبيبة وأطلالها تسطع إذا ما قورنت بإختفاء المرأة من الأدبيات الإسلامية. وطبعا هنا أعني الأدبيات الدينية الإسلامية وليس ما يسمى بالشعر الإسلامي لأن حكم الإسلام على الشعر بشكل عام معروف وفي اعتقادي أن الشعر الإسلامي في المرأة كان خروجا وتمردا على الإسلام.
    • خديجة بنت خويلد: تذكر جميع مصادر السيرة الإسلامية المكانة العالية التي تمتعت بها خديجة بنت خويلد في حياة "الجاهلية" القرشية. نجد أنها كانت تملك ثروة ورثتها عن أبيها وربما من أزواج سابقين كما أنها كانت نشطة بأمور التجارة وكانت بدرجة من "التحرر" جعلتها ترسل لمحمد من تقترح عليه زواجها منه ، ثم عدم تجرؤ محمد على الزواج من نساء أخر في حياتها. ولعل أكبر مثال على نفوذ وسطوة نساء العرب في الجاهلية يتمثل في الدور الكبير الذي لعبته هذه السيدة القرشية في تشجيع زوجها محمد على نشر الإسلام والثبات عليه. من قصة حياتها ونفوذها في حياة محمد يمكن القول أن محمد كان في هذه الفترة "زوج الست" وليس العكس. والمرجع المختصر التالي واستئذان محمد من خديجة أن تساعد أمه بالرضاع يحمل الكثير من الدلالة على نفوذ وسطوة خديجة أثناء حياتهما الزوجية قبل الرسالة:

      قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى في الحدائق: قدمت حليمة ابنة الحارث على النبي بعدما تزوج خديجة فشكت إليه جذب البلاد فكلم خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرا، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت وأسلم زوجها الحارث.
    • هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان: يشير الدليل التاريخي أن هذه المرأة تمتعت بسطوة ونفوذ كبيرين. كانت تملك مالها الخاص وحق التصرف به بدليل توجيه عبدها وحشي لقتل حمزة ثم إعتاقه بعد أن وفى بوعده. وقصة دورها الكبير في التحريض لمعركة أحد يدل على أن المرأة في ذلك المجتمع لم تكن مهمشة كما حدث لها في ظل المجتمع الإسلامي. ولعل إجابتها لمحمد بعد فتح مكة قائلة له "أنبي وحقود" عندما ناداها بهند آكلة الكبود خير دليل على قوة شخصيتها وثقتها بنفسها. ومن الدلائل على شعور المرأة بالعزة والإستقلالية إجابتها لمحمد أثناء مبايعته لنساء قريش بعد فتح مكة عندما قال لهن ألا يزنين ، فأجابته هند "وهل تزني الحرة؟".
    • تماضر بنت عمر بن الشريد السلمي (الخنساء): تقول أحدى ترجماتها للدلالة على قوة شخصيتها ومكانتها في قومها أنها رفضت الزواج من دريد بن الصمة وهو من أشهر وأشجع فرسان العرب في ذلك الوقت. ومن الطرائف المذكورة عنها في كتب التاريخ أن رجلا جاء ليخطبها بعد أن رأها وهي تطبب جملا لها، فذهبت إلى مكان كان الرجل قد تبول فيه لترى أثر بوله في الرمل لتحكم على قدرته الجنسية. وسواء إن صح هذا أم لا فإن في روايته دليل على أن المرأة كانت المرجع الأخير فيمن تتزوج وأنه كان لها حق الرفض أو القبول.
    • فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية والمعروفة بأم قرفة: "تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم (قرفة) وبه تكنى, وكل أولادها كانوا من الرؤساء في قومهم. كانت من أعز العرب, وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال: أعز من أم قرفة وكانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارها على رمح فينصب بينهم فيصطلحون.
    • كان العرب قبل الإسلام حتى يحترمون حقوق العاهرات ومن الأمثلة على ذلك أن والدة عمرو بن العاص كانت عاهرة عاشرها في ليلة واحدة أربعة من أشراف قريش يقال أنهم العاص وأبو سفيان وأبو لهب وأمية بن خلف أن كل من هؤلاء الرجال ادعى عمرو لنفسه ولكنها نسبته إلى العاص لأنه كان أثراهم. فيما بعد استعمل معاوية إبن أبو سفيان هذه الحادثة ليجذب عمرو بن العاص لصفه بدعوى أنه أخوه من والده الحقيقي أبو سفيان.
    • في تاريخ العرب القديم هناك شخصيتين مشهورتين من النساء العربيات أولهما بلقيس ملكة اليمن المذكورة في القرآن والأخرى ملكة تدمر المشهورة بزنوبيا وشملت مملكتها مناطق واسعة من بلاد الشام وجزيرة العرب. يقارن هذين المثلين بالحديث النبوي المشهور: ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة.
    • مع أن الملاحم العربية المشهورة مثل قصة الزير سالم وعنترة كتبت بعد الإسلام بوقت طويل ومع أنه لا يمكن اعتمادها كدليل تاريخ موثق، إلا أن فيها بعضا من الدلائل التاريخية على مكانة المرأة وتمتعها بحقوق تشابه إلى حد كبير ما أقره لها الإسلام فيما بعد. فمثلا دور البسوس في إشعال الحرب المسماة بإسمها يثبت مكانة المرأة ودورها في هذه المجتمعات.

    من هذه الأمثلة القصيرة نجد أن المرأة الجاهلية تمتعت بحق الملك والوراثة واختيار الزوج والتجارة والحكم ، والمشاركة بالنشاط الديني وترأسه، وأنه كان لها دور أساسي في حياة المجتمع. بالمقابل جمد الإسلام هذه الحقوق بالقرآن والشريعة ومنعها من التطور حسب العصر والزمان. كما أن الإعتماد الشديد على حاملات الأولاد والجواري والقيان وعزل المرأة المسلمة الحرة خلف الحجاب أدى إلى اندثار الكثير من الحقوق التقليدية الغير مكتوبة من المجتمع العربي.
    ---------------------------------------

    1- يأتي أول تعريف في لسان العرب لهذه الكلمة كما يلي:( نكح ) نَكَحَ فلان ( * قوله « نكح فلان إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها ونَكَحَها يَنْكِحُها باضعها أَيضاً وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها

    2- الكلمات التالية كتبها الزميل "شيزوفرانيا" في منتدى الملحدين العرب في تعليق له على هذه الآية وقد أدى هذا التعليق على معنى كلمة "ما" إلى نقاش طويل بين المسلمين وبين الزميل شيزوفرانيا يمكن الرجوع له على هذا الرابط
    http://el7ad.net/smf/index.php/topic,7030.msg73205.html#msg73205
    3- المصادر التي وجدت حول هذا الموضوع قديمة وغير متوفرة بسهولة وهي:
    Pre-Islamic Arab Queens, Nabia Abbott, The American Journal of Semitic Languages and Literatures, Vol. 58, Jan 1941, No. 1, page 1.

    Women and the State on the Eve of Islam, Laila Ahmed, The American Journal of Semitic Languages and Literature, Vol. 58, No. 3, Jul 1941, 259

    الكاتب: أبو لهب
    مصدر المقال في مدونة الكاتب "أبو لهب"

    1 تعليق(ات):

    إظهار/إخفاء التعليق(ات)

    إرسال تعليق

    هذه المواضيع لا تمثل بالضرورة رأي ناشرها - أثير العاني

    يسمح بإعادة النشر بشرط ذكر الرابط المصدر أو إسم الكاتب